Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Mar-2017

سلمان الضيف والجار الطيب - طارق مصاروة
 
الراي - سيكون العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز ضيف جلالة الملك والأردن في زيارته الرسمية ليومين تسبق القمة العربية.
 
هذه الزيارة المميزة ستنقل علاقات البلدين السعودية والاردن الى صعيد جديد ومختلف، وكما اننا كنا في غاية الامتنان لتخصيص مجلس التعاون خمسة مليارات دولار في خمس سنوات تم انفاقها بأعلى درجات الحرص والشفافية، ولدعوة الاردن والمغرب الى عضوية التعاون الخليجي، الا اننا ندرك ان البلد الشقيق، كما الاردن، كنا نبحث عمّا هو اكثر التزاماً باستراتيجيات العمل المشترك، وقد اتفق العاهلان على صياغة لجنة مشتركة برئاسة الرئيس د. الملقي، ونجم السعودية الصاعد ولي ولي العهد،.. لجنة تضع التفاصيل على مشروعات مشتركة، وشركة قابضة برأسمال اردني – سعودي، تقيم مشروعات يتم تعيينها هذا الأسبوع، والتوقيع على تأسيسها، والوصول بالعمل المكثف الى تفاصيل التفاصيل.
 
وهذه تجربة فريدة اراد منها العاهلان الاردني والسعودي ايصال العمل العربي الى خبز المواطن، وافق رجل الاقتصاد، بما يشبه الدعوة المفتوحة الذراعين لكل عربي يريد ان يخرج من دائرة «الشرهة» الى عقل القرن الواحد والعشرين.
 
سيكون الملك سلمان عندنا لأكثر من أسبوع، وسيكون لشعبنا فرصة الترحيب به في الزيارة الرسمية، كما في القمة، فلم يعد العربي يقبل ان يكون الضحية في عراك القوى الاقليمية والدولية، ولن يرضى عبدالله الثاني وهو يملأ أفق المنطقة قوة وبأساً واخلاصاً مطلقاً لشعبه وأمته، أن تمرّ هذه القمة كما مرّت قمم كثيرة: يوم ترحيب وتكاذب، وبيان كتب قبل انتهاء القمة بأسبوع.
 
عبدالله الثاني يريد أن تكون قمة البحر الميت فرصة لأمتنا يبدأ منها في رفض كارثة التذابح من أجل الآخرين، وتبديد الذات من أجل قوى كبرى لم تكن أبداً دولاً صديقة او عادلة.
 
لبلدنا حق مشروع على جيرانه واخوانه في دفع الحصار الخانق الذي أطبق على اقتصادنا ونحن نستضيف أكثر من ثلاثة ملايين من أبناء الشتات العربي: من سوريا ومصر والعراق واليمن وليبيا وغزة، فلا أحد في هذا العالم العربي يعرف معنى ان لا تكون هناك حدود لدول عربية مع الأردن، ويعرف معنى التعامل الصهيوني على حدود الاحتلال، ويعرف معنى التعذيب على حدود أشقاء لا نريد الاّ أن نفرض عليهم خير بلد عربي يعمل وينتج.. ويعاني.
 
لسنا ضعفاء لنبحث عن دفء العلاقة القومية، ولكن طالما ان العرب اختاروا بلدنا ليكون مقر القمة القادمة، فمن الطبيعي ان نضعهم في صورة ما يجري.