Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Oct-2018

المشهد الإقليمي بعيون أميركية!! - محمد كعوش

 الراي - الحرب على الارهاب حرب افتراضية لا نهاية لها اخترعتها الولايات المتحدة، كما اخترعت القاعدة وسلالتها، لتغطية مشروعها الكبير، الذي يمتد من قلب الخليج العربي حتى قطاع غزة تحت عنوان»الصفقة الكبرى».

كنا نعتقد ان هذا المشروع هدفه المركزي تصفية القضية الفلسطينية فحسب، ولكن تبين تدريجيا أن المشروع أكبر واشمل وأخطر، فهو يشمل تدمير الدول العربية وتفكيكها وتخريب المجتمعات وتقسيمها، ونهب ثروات الدول الغنية، حتى أن بعض ضحايا هذا المشروع من الانظمة العربية لا يستطيع الرفض او الاعتراض، أو حتى مجرد التأفف أو اطلاق صرخة وجع المذبوح.
يعني بصريح العبارة واشنطن تريد اعادة ترتيب خريطة المنطقة، وتعديل الحدود السياسية لدولها، وتغيير بعض انظمة الحكم فيها، بشكل يؤمن للولايات المتحدة استعباد شعوب المنطقة واخضاعها والسيطرة على مقدراتها، عبر ادارات محلية تابعة لقواعد اميركية مزروعة في المنطقة.
بالنسبة للدول المنتجة للنفط، ترى الادارة الأميركية انها صاحبة الحق بالبترول المنتج وتحديد اسعاره، كما لها الحق بثروات هذه الدول ايضا، بحجة كلفة»التحرير والحماية»، وتعلن ذلك بوقاحة وبلغة أهل الغاب، متجاوزة كل قوانين الشرعية الدولية، واعتقد أن واشنطن باقية في العراق وامتلكت نفطه، طاب لها ذلك بسبب احتلالها غير المكلف، وبحجة محاربة الارهاب مرة، ومواجهة النفوذ والخطر الايراني مرة اخرى، بعدما خلقت ازمات سياسية مزمنة في العراق بسبب المحاصصة الطائفية والعرقية على الطريقة اللبنانية.
الثابت ان واشنطن نقلت الحالة العراقية الى سوريا، فحاولت تطبيق السيناريو العراقي على واقع الحال في سوريا، الا أن السوريين تعلموا الدرس واخذوا العبرة من التجربة العراقية فتماسكت الدولة والجيش والحزب، بدعم شعبي كبير، خشية الفوضى والتقسيم والاجتثات وحل الجيش والبطش بقياداته، فاستطاعت سوريا وبدعم من حلفائها الصمود والخروج من مازقها تدريجيا. ولكن الحكومة في دمشق تواجه الآن مشكلة وجود عسكري أجنبي في اراضيها بالشمال (احتلال تركي – أميركي) هدفه حماية المسلحين المتطرفين الارهابيين لاطالة امد الصراع في سوريا وعليها، الا أن التطورات تتحول لصالح سيادة واستقلال ووحدة سوريا ارضا وشعبا.
اما بالنسبة للفصل الخاص بالقضية الفلسطينية، فقد قدم الرئيس ترمب القدس عاصمة ابدية لليهود، ليس في اسرائيل فقط، بل لكل اليهود في العالم. وهو يسعى الى انهاء مهمة الأونروا والغاء حق العودة، ويصدر قراراته وكأنه القيصر الذي يحكم العالم.
وعندما أعلن موافقته على حل الدولتين، اعتقد البعض أنه يقصد حل الدولتين المعلن والمتفق عليه، ولكن ستعرفون قريبا أن حله لا يشمل الضفة الغربية، ولا عودة اللاجئين، بل توطينهم، ويتمحور حول شبه دولة في قطاع غزة، وحسب الشروط الاسرائيلية.
اخيرا اقول إن القبول بهذا الحل الاميركي يعني حلول كارثية بقضية الشعب الفلسطيني، كما يحمل الضرر بمصالح دول عربية استضافت اللاجئين الفلسطينيين عقودا طويلة، لذلك يجب التحرك شعبيا ورسميا وبشجاعة لكسر هذا المشروع المشبوه.
Email m.yousefkawash@gmail.com