Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-May-2017

ترمب.. قبل الانتخابات وبعدها ! - صالح القلاب
 
الراي - المفترض أن الأردنيين والعرب عموما قد أدركوا معنى أن يُجري الرئيس الأميركي دونالد ترمب إتصالا هاتفياً مع جلالة الملك عبدالله بن الحسين ويناقش معه العديد من شؤون هذه المنطقة الملتهبة وكل هذا مع أن المؤكد أن «برنامج» رئيس الولايات المتحدة، المنشغل بمتابعة تطورات الأوضاع على جبهات كثيرة، مزدحماً مما يعني أن بلدنا الأردن، مع أنه بحجم قبضة اليد إلاّ أن مكانته كبيرة ودوره فاعل وكلمته مسموعة إنْ بالنسبة لمشاكل الشرق الأوسط التي أصبحت: «أكبر من الهم على القلب» وإنْ بالنسبة للعديد من القضايا الكونية الأخرى.
 
من المعروف أن ترمب سيكون بعد أيام في هذه المنطقة وأنَّ بانتظاره برنامجاً مزدحماً متعدد الجوانب فبالإضافة إلى اللقاء الذي سيكون تاريخياً بينه وبين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والذي لا يشبهه إلا ذلك اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز، رحمه الله، والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت في البحيرات المرة في قناة السويس عام 1945، هناك أيضاً لقاء قمة بينه وبين قادة الدول الخليجية ولقاء قمة عربي وإسلامي معه وهذه هي أول مرة تعقد فيها مثل هذه القمة التي ستعزز المكانة العربية في العالم الإسلامي كله.
 
ولعل ما يمكن اعتباره خطوة في غاية الأهمية أن ترمب هذا الذي كنا قد ضربناه بألسنتنا وأقلامنا خلال معركة الرئاسة الأميركية الأخيرة التي فاز فيها، ضرب غرائب الإبل سيزور مدينة بيت لحم التي تعتبر « العاصمة الثانية» للسلطة الوطنية الفلسطينية وأنه بالتأكيد سيواصل مناقشة مسألة: حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني مع (أبو مازن) التي كان قد عرضها عليه خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن.
 
والملاحظ، وهذه مسألة في غاية الأهمية، أن عدداً من الذين التقاهم ترمب خلال هذه الفترة القصيرة بعد وصوله إلى البيت الأبيض من القادة العرب يزيد عن عدد القادة الذين إلتقاهم من العالم كله.. مما أثار حفيظة اليمين من يهود أميركا وجعلهم يغيرون مواقفهم السابقة تجاهه بمقدار 360 درجة كما يقال.
 
لقد انقلبت معادلة مواقف يهود الولايات المتحدة تجاه ترمب بعد استقباله (أبو مازن) في المكتب البيضاوي ومخاطبته بمصطلح :»السيد الرئيس» وبعد إعلان عزمه على حل القضية الفلسطينية على أساس: «حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني» وأيضا بغض النظر، كما يبدو، عن مسألة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.. فـ «اليمينيون اليهود» الذين احتفلوا بانتصاره أصبحوا يتحفظون عليه و»اليساريون» الذين كانوا هاجموه واعتبروا فوزه بمثابة انتصار لـ «للاسامية» بادروا إلى الاصطفاف إلى جانبه وعرضوا عليه خدماتهم تشجيعاً له للمضي في سياساته الشرق أوسطية.
 
وهنا وحتى لا يظن البعض أن ترمب قد غير أو أنه سيغير موقف الولايات المتحدة التقليدي تجاه إسرائيل منذ إنشائها وحتى الآن فإنه لا بد من التأكيد على أن الرئيس الأميركي يرى إن رفع ولو بعض الظلم عن الفلسطينيين وإعطائهم حق تقرير المصير.. وبالتالي إقامة دولتهم المنشودة على حدود حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو في مصلحة الإسرائيليين إنْ الآن وإنْ على المدى البعيد فالظروف والأوضاع الحالية في هذه المنطقة قد تتغير وتتغير على أساسها معادلة القوى القائمة الآن ولهذا فإنه، حسب وجهة نظره، لا بد من أن يغتنم الإسرائيليون هذه الفرصة السانحة ويلتقطوا هذه اللحظة التاريخية لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده والذي إن هو لن ينتهي الآن فإن إسرائيل قد تكون الخاسرة !!.