Saturday 16th of August 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Aug-2025

دروس غزة

 الغد

معاريف
بقلم: افرايم غانور
 
 
 
الضغوط، الجدالات، المعاضل والتهديدات حول متلازمة غزة هذه الأيام يذكر شيوخ الجيل بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في 1956، بعد حرب سيناء. في الخمسينيات عندما كان قطاع غزة تحت حكم مصري، تجند الكثير من اللاجئين الفلسطينيين ممن هربوا إلى مخيمات اللاجئين التي أقيمت في القطاع للفدائيين، منظمة جماعات عملت ضد دولة إسرائيل. خرج الجيش الإسرائيلي إلى حملة لاحتلال القطاع بهدف تقويض الهجوم الغزي بعد أن فشلت الأعمال المضادة له التي نفذتها في غزة في تغيير الواقع. النصر في حرب سيناء كان النصر العسكري الأول لإسرائيل منذ حرب التحرير وقد أثار نشوة ما في شعب إسرائيل. رئيس الوزراء دافيد بن غوريون القى في الكنيست خطاب نصر متبجح لم يكن لطيفا على آذان العالم. وكان الرد الفوري طلب الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي من إسرائيل الانسحاب بلا إبطاء إلى خطوط الهدنة التي وقعت في 1949. ونشرت وكالة الأنباء السوفياتية نبأ يقول انه في الاتحاد السوفياتي يتجند متطوعون سيخدمون في الجيش المصري، بل ان وحدة بحرية سوفياتية توجد في طريقها إلى ميناء الإسكندرية. بالتوازي، في مجلس الأمن في الأمم المتحدة اتخذ قرار بأغلبية ساحقة بانسحاب فوري لإسرائيل من قطاع غزة.
 
 
بن غوريون الذي يتطلع لان يبقي قطاع غزة في ايدي إسرائيل عمل لدى الإدارة الأميركية كي يقبل طلب إسرائيل ضم غزة الى أراضيها. أخر خروج الجيش الإسرائيلي من غزة رغم الضغط الشديد الذي مورس على إسرائيل من جانب قوات الأمم المتحدة التي كانت مسؤولة عن تطبيق القرار. في هذه الأثناء، في إسرائيل أثار موضوع الانسحاب احتجاجا كبيرا وثار جدال سياسي وجماهيري في هذا الشأن.
رغم المعارضة في الجمهور والمعارضة في الحكومة وفي الكنيست، نفذ  بن غوريون الانسحاب، الذي أعاد قطاع غزة الى ايدي المصريين. بعد عقد تبين أن للاتفاقات والوعود التي قطعتها لإسرائيل الولايات المتحدة، الاتحاد السوفياتي والأمم المتحدة لا يوجد غطاء – في أيار 1967 اغلق الرئيس المصري ناصر مضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية وهكذا منع الحركة البحرية إلى ميناء إيلات. بالتوازي، قوات كبيرة جدا من الجيش المصري انتشرت في سيناء بخلاف الاتفاقات. قوات الأمم المتحدة التي رابطت للحفاظ على الهدوء بين قطاع غزة وإسرائيل وفقا للاتفاقات التي تقررت في 1956 انصرفت برمشة عين، وجيوش مصر، سورية بمساعدة العراق احتشدت للحرب كي تبيد إسرائيل.
كل هذا بعلمنا، لعله يوجد حق في أقوال أولئك الذي يدعون اليوم بأنه محظور على دولة إسرائيل أن تترك قطاع غزة بلا سيطرة إسرائيلية، على أساس وعود واتفاقات تصبح مع الزمن وعودا عابثة. على مدى سنوات عديدة دفعت إسرائيل ثمنا دمويا باهظا على حلول وسط أجرتها في كل ما يتعلق بإدارة قطاع غزة. وعليه، فالموضوع يستوجب الآن تفكيرا آخر، غير مساوم. إذ مع قطاع غزة لا توجد مساومات.