الراي - هناك اجماع بأن روسيا وكل القوى المرابطة في سوريا, ابلغت بالضربة الاميركية على مطار الشعيرات, وانها سحبت طائراتها القاذفة والطوافة وطياريها. ومن المؤكد أن هذه الحركة وصلت الى القيادة السورية.. والدليل قلة عدد القتلى والجرحى في مثل هذه القاعدة التي تضم رادارات, وصواريخ سام 6, ومهاجع للطيارين وللخدمات اللازمة.. فمثل هذه القاعدة يسكنها الآلاف.

 

الكل كان يعرف بالضربة, ولم تفعل روسيا ولا ايران, ولا جماعاتها المستوردة شيئاً. ولذلك فاللغة الخشبية التي تهدد بها وتستنكر ليست حقيقية, وما تزال موسكو بانتظار حلول اميركية – روسية يتم فيها التخلص من ايران وتوابعها وتركيا وتوابعها.

 

ترك الاميركيون من مطار الشعيرات ما يبقي على ماء الوجه, والنتع الكلامي مثل سيادة الدولة, والعدوان على دولة عضو في الامم المتحدة وغير ذلك من الكلام الذي لا محصّلة له. فروسيا وافقت على حضور عسكري اميركي وحشره في مواقع استراتيجية هامة في الشمال, ويتم الان تجهيز مطار الطابغة ليحل محل مطار انجيرليك التركي لخلاص واشنطن من مزاجات اردوغان المثيرة للاحتقار. اميركا اصبحت على الارض السورية بقوات ارضية, ومطارات, وحلفاء برضى روسي, وبصمت ايراني. فلماذا هذه اللغة الخشبية التي تشبه المسرحيات المصرية القديمة الجميلة كمدرسة المشاغبين والعيال كبرت.. وغيرهما؟

 

لا توجد دولة في سوريا, ولا حدود, ولا سيادة ورئيس الدولة يقسم سوريا بين «مفيدة» وغير مفيدة. ويقتل دون رحمة, ويدمّر, ولا يهمه اذا بقي في سوريا شعب يحكمه. ولذلك فلا احد يهتم بشيء اسمه الشعب السوري لأن احداً غير مستعد لاعمار سوريا «ليستولي» عليها. فهذا اعمار يصل الى مائتي مليار دولار. فروسيا أو ايران لا تملك هذه المليارات. والذين يملكون لا يجدون ان استثمارهم مجد, في بلد لا يعرف أحد من الذي يمكن أن يحكمه.

 

الخلاصة أن اميركا وروسيا هما المؤهلان لقول شيء في الشأن السوري وما نسمعه من الطرفين حتى الان يشبه قصة المقايضة: حمّص بحديد!! اعطوني القرم وشرق اوكرانيا, فأعطيكم سوريا. توقفوا عن نصب أسلحة متطورة على حدود روسيا الغربية, فنقبل فك التحالف مع ايران.

 

.. وما تزال اللغة الخشبية تسلّي الناس.