Wednesday 2nd of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jul-2025

بعد النار

 الغد

معاريف
بقلم: ميخائيل هراري
 
 
 
وقف النار في الحرب ضد إيران تمنح هدنة وتسمح لكل الأطراف، مع التشديد على إيران والولايات المتحدة، العودة إلى المسار الدبلوماسي. وللحقيقة، فإن هذا المسار كان على مدى كل الطريق، بالتوازي مع الضربات العسكرية. الحرب التي بدأت في 13 حزيران دارت في إطار تنسيق أميركي – إسرائيلي وثيقة ومبهر. فضلا عن ذلك كان حتى نوع من التنسيق الأميركي الإيراني، في ضوء الرد الإيراني في الهجوم على القواعد الأميركية في قطر وفي العراق والذي كان مقنونا جدا.
 
 
يمكن أن نستخلص من ذلك بضعة أقانيم أساسية: اللاعبون الثلاثة، الولايات المتحدة، إسرائيل وإيران أداروا المعركة بشكل عاقل. إيران فوجئت تماما بالهجوم الإسرائيلي. وكما كان متوقعا ردت بقوة. وألحقت أضرارا جسيمة بالأرواح وبالممتلكات، لكن على الأقل حاليا يبدو أنها قننت خطواتها بحكمة. هكذا أيضا بعد الهجوم الأميركي.
اللاعبون الإقليميون، ومعظم الأسرة الدولية، وفروا دعما للهجوم الإسرائيلي. لا ينبغي الاستخفاف بذلك، في ضوء مكانة إسرائيل في السنتين الأخيرتين حول الحرب في غزة. معقول أن يكون تواصل الخروقات الإيرانية مثلما جد الأمر تعبيره في التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية أثار قلقا لدى هذه الدول.
التشاؤم النسببي من جانب روسيا والصين مثير للاهتمام. الدولتان شجبتا، كما كان متوقعا، الهجمات من جانب إسرائيل، دعتا لانعقاد مجلس الأمن، لكنهما لم تتخذا خطوات فاعلة. يبدو أن الرئيس بوتين اعتقد ألا مصلحة له لتحدي أو إحراج إدارة ترامب الآن على أمل أن يجديه هذا في الغداة، في موضوع الحرب في أوكرانيا.
أسعار الطاقة ارتفعت أقل بكثير مما كان متوقعا، ولم تنشأ فوضى في السوق العالمية. ينبغي أن يعزى هذا لجودة التنسيق الوثيق الذي بين واشنطن وحلفائها في الخليج مثلما يعزى أيضا لاستقلالية الطاقة للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
لقد خرجت إسرائيل، صحيح حتى الآن، بإحساس مبرر بالانجاز. قد نجحت في أن تحصل على ضوء أخضر للهجوم من الولايات المتحدة، حلم نتنياهو منذ سنين بل وضم واشنطن لهجوم مهم على منشآت النووي. بقي انتظار التطورات. في المدى الزمني القصير، في مسائل استقرار وقف النار ومدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني. في المدى الزمني الأبعد ستكون حاجة للرد على السؤال إذا كانت الحرب لم تعمق بالذات التصميم الإيراني على الوصول إلى قدرة نووية عسكرية. مسألة انهيار النظام غير قابلة للتقدير. واضح أنه ضعف، لكن التداعيات لن تتضح إلا لاحقا.
على إسرائيل أن تتصدى للفكرة التي تجد لها موقعا في الدول العربية، وبالتأكيد في الساحة العامة في موضوع رغبتها في أن "تفرض في الشرق الأوسط أجندة هيمنتها". من شأن حكومة إسرائيل أن تخطئ بالدفع قدما بسياسة مغرورة وخطيرة. المسؤولية في هذا الشأن تقع على الرئيس ترامب. إذا تمكن من لجنة الأماني الهاذية لدى محافل في الحكومة وربما أهم من ذلك إذا ما استغل الملابسات الخاصة الناشئة كي ينهي الحرب في غزة. تغريداته الأخيرة والمكالمة الهاتفية الغاضبة مع نتنياهو أثبتت أنه يستطيع.