Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jun-2019

«رُكامُ التَحرير»..أو عندما سوّت واشنطن «الرّقة» بالأرضمحمد خروب

 الراي-تعود «الرقة» المدينة العربية السورِيّة «الشهيدة» الى الواجِهة هذه الايام، ليس لإن واشنطن سمَحَت للسوريين دخول المدينة, التي سفكت دماء آلاف الأبرياء فيها,كما «سوَّت» مَبانيها وحضارَتها وأسباب الحياة فيها بالارض, او غضّت الطرف عن دخول طواقم الصحافيين ووسائل الإعلام الاجنبية لاستطلاع ما حدث فيها قبل عامين، عندما شرَعت قوات التحالف المزعوم الذي قادته الولايات المتحدة, في تحرير المدينة من سيطرة داعش.

 
ليس لهذه الأسباب تعود الرقة الى واجِهة الأحداث بعد عامين من «تحريرها».. (بدأت غارات التحالف الاميركي على الرقة, في السادس من حزيران 2017 وانتهت في السابع عشر من تشرين الاول للعام نفسه)، بل وفقط لأن منظمة العفو الدولية أطلَقت موقعاً الكترونيا جديدا متعدد الوسائط، يعرِض مستوى وحجم الدمار الذي ألحقه «المُحرِّرون» الاميركيون في المدينة السورية, التي ما تزال حتى اللحظة «مَحظورة» على وسائل الاعلام ومنظمات الاغاثة او تلك الراغبة في مساعدة ما تبقّى من سكّانها على تحمّل بؤس الاحوال وصعوبة العيش.
 
أخذَت مُستشارة الأزمات والمُحقِّقة التابعة لمنظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا على عاتقها هذه المسؤولية, بعد ان هالها حجم الكارِثة التي ألحقَها «المُحررون» الاميركيون بالمدينة العريقة وسكانها، حيث بدأوا حملة قصف جوّية انتهجَت أُسلوب الأرض المحروقة، ولم تُبقِ على شيء قائماً ولا مَنحَت سكانها الفرصة كي يجدوا لانفسهم مَخرجاً من هذه الوحشية الاميركية, التي باتت مُسجّلَة باسمهِم,..بدءاً بما سفكوه من دماء سكان البلاد الاصليين في اميركا نفسها, مروراً بارتكاباتهم في دول اميركا اللاتينية ونهب ثروات وحقوق شعوبها, وليس انتهاء بجرائم الحرب التي قارفوها في الحرب العالمية الثانية وبالسلاح النووي ضد مدينتي هيروشيما وناكازاكي, ولم تكن فيتنام سوى الفصل الاكثر بشاعة.
 
بِصوتِها والصور الصادِمة التي التقطتها عدستها, تتولى «روفيرا» الشرح والاضاءة على ما حملته من شهادات ودلائل على ما جرى خلال حملة التحالف الاميركي, وعن اكبر مستوى من الدمار شَهِدَته خلال عقدين, من تغطيتها أثار الحرب على الرقة (وليس على داعش), بعد القصف الشديد الذي أَوقَع اكثر من (1600) شهيد مدني و«11» الف مبنى مُدمَّر وفقاً لإحصاءات المنظمة التي جمعَها أفراد فريقها, من خلال تحقيق مُوسّع ومُثابِر اجروه لمدة ثمانية عشر شهراً في المدينة المنكوبة، مُؤكدين ضمن امور اخرى,«كَذب» تقارير التحالف التي «وثَّقَت» وقوع أقل من (200) ضحية مَدنِية «فقط» خلال حملتهم الوحشية على المدينة, التي ما يزال دخولهل «مُحَرّماً» على سكانها أو أي أطراف دولية حقوقِية او طِبية او إغاثية.
 
منظمة العفو الدولية, وصفَت حملة التحالف الاميركي/البريطاني/الفرنسي على الرقة, بأنها الأكثر تدميراً في الحرب الحديثة, وأنها قتلَت وجرحَت آلاف السكان وحوَّلت المنازِل والشركات والبنى التحتية الى أنقاض، بل إنّ المُحَقِقة الشجاعة دوناتيلا روفيرا تقول في تلخيص ذكي وشجاع: «قوات التحالُف سوّت الرقة بالأرض, لكنها لا تستطيع مَسحَ الحقيقة».