Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

شهار رواية «عدل ظالم» لرزان الدرادكة في «المكتبة الوطنية»

 

عمان -الدستور - عمر أبو الهيجاء - استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء أول أمس، الكاتبة رزان الدرادكة للحديث عن روايتها «عدل ظالم» وقدم قراءة نقدية للرواية الكاتبة حنين أبو صبيح وأدار الحوار الدكتور هيثم محمود مدير عام مؤسسة همم وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
واستهلت أبو صبيح قراءتها النقدية بالقول: إن الكاتبة أطلقتِ العنان لفكر القارئ ورمتهُ بشباك الحيرة من البداية؛ فالعنوان»عدلٌ ظالم» وحده حكاية فكيف للعدل أن يكون ظالمًا؟ّ وزادت الأمر تعقيدًا عندما قدّمت الإهداء بطريقةٍ أثارت شغف القارئ،عندما كتبت «إلى كلّ مَن سيصلُ لنفس النهاية أو سيكون ضدها إلى كلِّ عادلٍ أو كلِّ ظالم» أمّا ما تبقى من الإهداء كان تقليدًا بحتًا، مشيرة أن الكاتبة تضعنا من أول قصتين تحت مقصلة سؤال واحد ألا وهو هل هذه القصّص واقعية؟ أم محض من الخيال؟ ومن خلال القراءة يتفاجأ القارئ من مهنة البطلة «ريماس» وأنهّا متعمدة لسماع قصص العابرين لتحقق العدالة المنسيّة.
وأضافت أبو صبيح، أن الكاتبة تحدثت عن البطلة واهتمامها بأنوثتها بوسط ما يحيط بها من متاعب وكأنّها تشيرُ إلى نقطة مهمة وضرورية عند المرأة خصوصًا «ألا وهي ألا ينسى الإنسان نفسه وسط معارك هذه الحياة « والمرأة لا تنسى أنوثتها مهما غاصت بمتاعب الحياة، ولكن يؤخذ على الرواية قلة الصّور الفنية، وكانت الكاتبة بين مدٍّ وجزرٍ «في قوة اللغة» فكان الذي يجذب للقراءة المأساة التي يحياها كلُّ شخصٍ بالرواية وليس قوة اللغة.
وقالت أبو صبيح، من الحنكة التي عند الكاتبة أنّها وجهّت ضوء الظلم على البطلة نفسها أيضا، وكأنّها توجه رسالة مهمة للقارئ أنّه لا مفرّ لأحدٍ من أوجاع هذه الحياة، وكما استعرضت قصص الرواية المختلفة المتشابهة حيث كانت قدرة الكاتبة على إدخال شخصيات جديدة على الرواية مُحكمة، و وجود بعض الخواطر التي تزينُ الصفحات وراء بعض القصص والتي كانت مناسبة وبمكانها؛ ما يعني أنّ الكاتبة متمكنة من فن الخاطرة أيضا، وانتهت بخلاصة أن الحياة لم تخلق للعدل، فالعدل بالسماء والصبر مفتاح الحياة.
من جهتها المحتفى بها وبروايتها الدرادكة قالت: إن الجميع عليه أن يقرأ ليس لأجل الثقافة في الكلمات أو لزيادة معجم الألفاظ لدينا بل لنشعر ونرى أن الحياة مليئةٌ بأشياء ومواقف وأشخاص ومشاعر قد نغفل عن وجودها، وإنها أحبت طرح الكثير من القضايا الاجتماعية التي يغفل عنها الكثير، بالأخص تلك التي تهتم بمشاعر المرأة وقتل مشاعرها، فنحن تعودنا على المسلسلات والأفلام والروايات التي تنتهي بالسعادة؛ لأننا نريدُ للحق أن يعلو دوماً، لكن هذا محال إلا في القصص الخيالية وبعض الواقعية.
وأكدت الدرادكة أنها لم تنه روايتها بشعورٍ واحد لكنها أنهتها بشعور السعادة أو الحزن فالبعض حين يصلُ لنهاية الرواية قد يتفقُ معي بها أو سيكون ضدي، فالعدلُ بوجهة نظرك تختلف عن ما أراه والعكس صحيح، وفي مجتمعنا القانون مهما كان جائراً فهو عادل، لكنه كثيراً ما يكون ظالما، فكم قضية سمعنا عنها ينصفها القانون وترفضها طبيعتنا البشرية وحتى عقولنا تكون ضدها، لكن حكم القانون. وكم نحتاج لوجود محكمة للمشاعر التي تأتينا على شكل أسلحةٍ من ألسن البشر، لكننا لا نستطيع مقاضاتهم. بوجهة نظري إن العدل الخالص لن يتحقق إلا عند الله، العدل ُهنا على هذه البسيطة لو تحقق فإنه لن يغطي كل جوانب القضية، فمثلاً قد يعفو عن قاتل لكن مشاعر أهل المقتول من سيحقق عدلها؟ لهذا تحملُ روايتي هذا الاسم «عدلٌ ظالم».