Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Mar-2018

كفانا جلداً للذات

 الراي - يحلو للذين لا يرون من الكأس إلاّ نصفها الفارغ ان يضخموا الأمور وأن يقلبوا الأبيض الى أسود وأن يكون التشاؤم هو المهيمن على خطابهم وما ينسجونه من شائعات وأخبار مزيفة، دون أن يأخذوا في الاعتبار الحقائق الساطعة والمصالح الوطنية العليا، وأن وجود ممارسات فاسدة واشخاص وقعوا أو أوقعوا في دائرة الفساد، لا يعني أن الفساد قد تمأسس في هذا الوطن وإن محاربته والحدّ منه وصولاً الى اجتثاثه غير ممكنة، بل هي وبعد أن قطعنا شوطاً مهماً في تكريس مؤسسات وقوانين وآليات مراقبة ومحاسبة عصرية ومتطورة وشفافة باتت ممكنة وفي متناول اليد، بعد أن لم يعد أمام الفاسدين والمفسدين فرصة للإفلات من العقاب أو التملص والهروب من المحاسبة.

يمكن لهؤلاء المتشائمين أو المحرضين أن يدققوا جيداً في ثلاث قضايا كانت فيه الشفافية الأردنية وسلامة الإجراءات ووضوح الرؤى والرؤية والحرص على المال العام بعيداً عن التهاون أو التفريط أو الوقوع في شبهة الفساد والإفساد، حيث ربح الأردن هذه القضايا متمسكاً بحقوقه رافضاً أي محاولات للإبتزاز او التهويش أو المبالغة التي للأسف صاحبتها عمليات تشكيك وطعن من قبل البعض داخل الأردن، لكن ثقة القائمين عليها وتأكدهم من أن لا شيء يمكن ان يُفسِد مسألة اليقين بربح هذه القضايا والحصول على الحقوق كانت دليلاً ساطعاً على أن نسير في الإتجاه الصحيح وأن لا فرصة أمام أي جهة للعبث بهذه الحقوق أو مصادرتها أو الإستعانة بجهات خارجية تمارس ضغطاً على أصحاب هذه الحقوق.

أولى هذه القضايا هي مسألة الخلاف مع الشركة المنفذة لمشروع الديسي التي حاولت وبذلت جهوداً طويلة ومكثفة من أجل الحصول على أموال عامة لا حق لها بالحصول عليها ما أدى في النهاية بالأردن للجوء الى التحكيم الدولي رفضاً لمحاولات الإبتزاز أو ممارسة الضغوط، وكان قرار المحكمة لصالح الأردن ما وفّر على الخزينة قرابة نصف مليار دينار، وما تزال القضية موضع تقدير واحترام كبيرين للأردن في إصراره بالمحافظة على حقوقه وعدم التنازل عنها تحت أي ظرف.
الحال نفسه في مسألة ربما نسيّها البعض رغبة منه في عدم الإعتراف بالجهود التي بذلت عندما أرادت بعض المؤسسات الخارجية الهيمنة أو المسّ بمؤسسة بنكية أردنية مهمة وفاعلة في المجال المصرفي وهي بنك الاسكان، حيث لم يتنازل الأردن أو يضعف أمام محاولات الحصول على أموال غير مشروعة من البنك تحت دعاوى غير صحيحة بامتلاك صكوك بيع ونسبة في رأس المال «حصة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي بالبنك البالغة 8.38 مليون سهم) من أسهم البنك وغيرها التي ثبت بطلانها وسقوط الإدعاءات ومحاولات الإبتزاز والتهويل، وأصدرت محكمة العدل العليا السويسرية حكماً نهائياً غير قابل للطعن لصالح الصندوق، وكانت الجهة التي أدعت ذلك تطالب بنحو مئة مليون دولار غرامة تأخير.
وقصة شركة أمنية للاتصالات هي رواية أُخرى في هذا الإتجاه، وأصدر المركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار قراراً نهائياً في قضية التحكيم الدولية التي كانت شركة فؤاد الغانم وأولاده للتجارة العامة أقاموها ضد الحكومة الأردنية، وطالبوا فيها بالغاء مبالغ مالية تطالب بها الحكومة، وكان الحُكم لصالح الحكومة وبلغت قيمة التعويضات المطالب بها للحكومة حوالي 123 مليون دينار، حيث تمسّك الأردن بحقوقه ولم يخضع لكل الضغوط أو يفرط في حقوقه وكانت النتيجة لصالحنا وخسران الذين لجأوا الى أساليب غير قانونية.
وهناك الكثير مما يحكي ويروي عن قصص مماثلة لا مجال هنا لسردها، لكن يجدر بالذين امتهنوا التشكيك والغمز ونشر التشاؤم وبث الشائعات أن يتقوا االله في وطنهم وشعبهم وأن ينظروا بايجابية لكل الجهود والمساعي التي تبذل لقطع دابر الفساد والمفسدين وفق أُسس وآليات قانونية وإجراءات شفافة لا تجامل أحداً أو تغطي على ممارسات أو سلوك غير قانوني.
 
رأينا