Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2019

التدخّل الملكي، و“شو عمّ بيصير” في الأردن؟*باسم سكجها

 عمون

بين المشروع النووي الذي صرفنا عليه ١١٢ مليون دينار، حسب الدكتور خالد طوقان، وقِدر الفلافل الذي قدّرته الوزيرة مجد الشويكة فأوصلت شخصياً إلى أصحابه كتاب تقدير وتحيّة، وتعيين كبار موظفين وهم أشقاء لنواب، يقف المواطن الأردنيّ حائراً بين أسئلة تجتاحه أهمّها: شو عم بيصير بالبلد؟
وصحيح أنّ كلمتيّ “المشروع النووي” كبيرتان، بل وكبيرتان جدّاً، ولعلّهما أكبر من أن نكون قدّهما، ولكنّ الصحيح أكثر أنّ مبلغ ١١٢ مليون دينار أكبر منّا فى زمن نشحد فيه الخبز، وفرق دولارين من النفظ العراقي، وغازاً بسعر تفضيلي من مصر، وصفقة عار مع العدو الاسرائيلي، وفرق تسعير في الوقود مع فاتورة الكهرباء، ومع ذلك فنحن نعلن أنّنا نُحسّن أداءنا في الطاقة البديلة شمساً ورياحاً، كما تُعلن الأخبار أنّنا من الأفضل في العالم.
 
المواطن الأردني لم يعد قادراً على الفهم، ويتساءل: ماذا نريد حقاً؟ وخصوصاً وهو يسمع الحكومة تقول له: على قدّ فراشك مدّ رجليك، وهي تمدّ رجليها من فراشها إلى فراشه، وتتصرّف بالأموال العامّة وكأنّها دولة عظمى، وفي آخر الأمر تُعطي شهادة تقدير لقدر فلافل.
 
ما علينا، فهذا هو قدرنا مع الحكومات المكتوبة علينا، ولكنّنا نُفاجأ بتعيينات بالجملة في الجهاز الاداري، فيقول المواطن العادي بلسانه البريئ: هي مجرّد تعيينات تتجدّد فيها الدولة، ولكنّه يكتشف بعد قليل أنّ المعيّنين أشقاء لنواب، وقد يكون هؤلاء يستحقون، ولكنّ الصدفة هنا هي من الريب بأكثر ما يمكن فهمه، وقديماً قال شيكسبير: لا شيئ يحدث في الأردن صُدفة، عفواً قصدت “الدانمرك”، وفي وقت لاحق من كتابة المقالة كان الملك يتدخّل ويترأس مجلس الوزراء ويوجّه ما يشبه التوبيخ.
 
يا جماعة “شو عم بيصير”؟، هل نحن ساذجون إلى هذه الدرجة التي تظنّنا الحكومة عليها؟ وهل يمكن أن تنطلي علينا هذه الوقاحة في التعامل؟ وهل نحن أغبياء؟ وهل نحن جاهلون؟ وهل يمكننا أن نذهب إلى النوم ونحن نعرف أنّ هناك من يتلاعب بأعصابنا معتقداً أنّنا قطيع أهبل من الأغنام؟
 
ويبقى أنّ لدينا رسالة لصاحبة المعالي وزيرة السياحة التي قدّمت شهادة تقدير لمطعم فلافل بعد أن زاره عفوياً الملك، وتعمّمت الصور: هل تعرفين معاليكِ أنّ الملك زار عشرات المطاعم العمّانية قبل ذلك، وسيزور العشرات أيضاً؟ إذن، فعليك أن تتفرّغي لكتابة والتوقيع على شهادات لكلّ تلك المطاعم، وأن توصليها كما فعلت، وهكذا فلم تعودي وزيرة سياحة بل مجرد ساعية بريد!