Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Nov-2018

منابت الشهداء - بلال حسن التل

 الراي - أدقق في أسماء شهداء الواجب، من أبناء قواتنا المسلحة وسائر أجهزتنا الأمنية، مخابرات عامة، درك، أمن عام، دفاع مدني فأجدهم هم وذويهم من ملح الارض وعطرها في نقب الدبور، وفي البحر الميت، وأخيراً يوم الجمعة الماضي كان شهداء الواجب من نفس طينة الأرض، ومن أولئك الذين ينطبق عليهم المثل الأردني المعبر « ما بحرث البلاد إلا عجولها» وهو المثل الذي يعبر عنه، الشرمان والجبور والمعايطة والزيود والزعبي والقوقزه، والدماني والهياجنة الرواحنة،...وكل قائمة شهداء الواجب من النشامى الذين حولوا المثل الأردني إلى»ما بفدي الأردن بدمه إلا أولاده»، فهولاء النشامى تربوا في منابت الشهادة في سهول حوران، وهضاب السلط، ومرتفعات شيحان، وبين رمال الجفر، وكثبان بوادينا الشمالية والوسطى والجنوبية، حيث يرضعون مع حليب أمهاتهم معنى الانتماء للوطن وعشق «البورية» تزين جباه الرجال من نشامى القوات المسلحة والأمن العام، والدرك، والدفاع المدني كما رضعوا قيم العمل بصمت كما هو حال نشامى المخابرات العامة الذين يضحون بيمينهم بما لا تعلم به شمالهم.

استمر في التدقيق بأسماء شهداء وجرحى الواجب المقدس في الذود عن الوطن، فلا أجد اسماً منها يحتاج أن ألوي لساني في نطقه، فأسماؤهم أردنية أصيلة، أي أنها عربية صميمة «محمد، أحمد، علي، راشد، معاذ» إنها أسماء ذات جذور حضارية ضاربة في أعماق هذه الأرض، من أجدادها ميشع والحارث، وكل ملوك الأردن من أنباط وأدوميين، وأصحاب هذه الأسماء هم من الذين لم تتعود أسرهم على مناداتهم بألسنة معوجة «لتدليعهم» بأسماء «فافي» و «فوفي» وغيرها من الأسماء المنبتة عن جذورنا الحضارية الغريبة على أسماع هذه الأرض.
ومثلما أن لأسماء شهداء هذه الأرض، من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية دلالات، فإن القراءة في وجوه أمهاتهم وهن يزفنهم شهداء إلى الرفيق الأعلى لها هي الأخرى دلالات عميقة، فأمهات هؤلاء الشهداء يجسدنا أصالة ثقافتنا، فهن نساء لم تلوثهن أفكار سيدات الجمعيات المتكسبات من التمويل الأجنبي، المنشغلات في إغراق مجتمعنا بمعارك وهمية عن المرأة وحقوقها، متجاهلات أن نساءنا بنات حضارة كرمت المرأة قبل قرون عديدة من اعتراف من يحرك بعض جمعيات التمويل الأجنبي بأن المرأة مخلوق بشري، وأنها مساوية للرجل بالحقوق والواجبات، وأن لها ذمة مالية مستقلة... بنات حضارة تؤمن بأن «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق» وها هن الأردنيات يبرهن صدق هذه المقولة، فهن اللواتي يربين أبنائهن على حب الوطن حد الذوبان فيه شهداء، لذلك صارت الأرض الأردنية منابت للشهداء.
Bilal.tall@yahoo.com