Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jul-2018

أیھا الاردنیون احذروا إعلام بني صھیون -احمد خليل القرعان

الراي - تعلمنا ونحن بالجيش عبارة جميلة تتكون من سبع كلمات"إعلام العدو لا تصدقه ولا تثق به"،وما أجمل أن نعيد ترديدها على مسامع الاردنيين هذه الايام، وبخاصة في ظل ازدياد الهجمة الإعلامية الصهيونية على الاردن وقيادته انتقاما منهما لمواقفهم من فلسطين والأقصى بالتحديد.

فالصهيونية من أوائل التنظيمات الإرهابية التي تفطنت الى أهمية إلاعلام في تنفيذ مخططاتها فاستغلته ابشع استغلال في الترويج لأهـدافها حتى لو تعارضت مع مبادئ التوراة التي يؤمنون بها ككتاب مقدس. فقدم الإعلام للمشروع الصهيوني وهدفه في إقامة كيان إسرائيل خدمات كبيرة للغاية، حيث شكل حجر الزاوية في الاستراتيجية الصهيونية منذ قيام حركتها على يد الصحافي اليهودي تيودور هرتزل الذي استطاع عقد المؤتمر الصهيوني الأول في 1897 في مدينة بال بسويسرا، وكان من نتائج المؤتمر إصدار مجلة أسبوعية، صدر العدد الأول منها في الثالث من حزيران عام 1897 وحملت أسم دي وولت.
ومنذ ذلك الوقت والإعلام يشكل حجرالزاوية في الاستراتيجية الصهيونية التي أخذت بعدا آخر بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948 ،حينما اندمج الإعلام بشكل كامل ومطلق بالسياسة الخارجية الإسرائيلية.
فأضحت الحرب النفسية الموجهة ضد الأردن منذ ذلك الوقت والى ساعتنا هذه خطيرة للغاية عبر بث الإشاعات من حين لآخر من أجل إشاعة أجواء من عدم الاستقرار في الاردن والنيل من معنويات شعبه، وخاصة بعد فشل ما يسمى بالربيع العربي وابتعاده عن ساحتنا بفضل قوة الدبلوماسية لقيادتنا ووعي شعبنا والتفافهم حولها.
فممارسة الضغوط على الاردن هو امر محسوب ومخطط له وممنهج لجر الأردن باتجاه الموافقة على صفقة القرن والتخلي عن مسؤوليته الدينية بالأقصى الشريف.
فالواضح والجلي هو أننا امام أزمة سياسية خانقة لا مخرج منها إلا بالوعي بخطورة الهرولة نحو المجهول والخنوع لإرادة الماكينة الإعلامية الصهيونية والمدعومة ببعض الأقلام العربية الحاقدة على مواقف الشعب الاردني وقيادته.
وهذا يتطلب منا جميعا أن نعي تلك الخطورة ونتجنبها مهما كانت نتائجها، لأن كلفتها السياسية والاجتماعية أقل بكثير علينا من كلفة انخراطنا بالخيانة لا قدر االله ،وبالمساس بمصلحة الوطن وهيبته.
فمن يتتبع خطاب التصهين يجد بأنه لا يكاد يخلو من حديث عن الدمار الذي تحدثه الآلة العسكرية الإسرائيلية وقوة إعلامها وصدق أخباره من خلال استراتيجيات دعائية ملفقة كتلك التي تظهر على لسان الصحفي كوهين، والذي يتخذ من التضليل والإغراق وسائل لإنتاجها وترويجها.
فمهما تكن وسائل الإعلام الصهيونية قوية، فإن الرهان الاقوى في الأردن على إفشالها من النيل من الاردن يعتمد على وعي الشعب بعدمية تصديق الخطاب الصهيوني، لافتقاره إلى أي منطق.
quraan1964@yahoo.com