Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2018

القادم .. الأخطر والأعظم!! - صالح القلاب

الراي - عندما يقول السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف إن موسكو لا تستطيع إرغام القوات الإيرانية على مغادرة سوريا ولا تستطيع منع إسرائيل من توجيه ضربات جوية لها فإن هذا يعني حتى وإنْ هو أضاف: "إتفقنا على أنه لن تكون هناك على الجانب الآخر من الحدود سوى وحدات الجيش السوري النظامي لأن الأولوية هي لضمان أمن الدولة الإسرائيلية"!! أنَّ الأمور لا تزال مفتوحة على إحتمالات كثيرة وأن الصراع في هذا البلد، الذي غدا ساحة لتسديد حسابات أقليمية ودولية كثيرة، قد يستمر لفترة طويلة.

كان الإسرائيليون قد أبلغوا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إبان زيارته الأخيرة لإسرائيل ومعه وزير الدفاع الروسي أنهم لن يقبلوا بأي وجود عسكري للإيرانيين على الأراضي السورية وأنهم لن يوقفوا ضرباتهم الجويه لهذا الوجود وكل هذا والمعروف أن هؤلاء، يعترفون بإلتزام النظام السوري في عهديه بكل ما احتواه وقف إطلاق النار في عام 1974 وأن هذا النظام وفر لهم حدوداً آمنة خلال كل هذه الفترة الطويلة.
والمؤكد أن مسألة الوجود الإيراني في سوريا، لم تغب عما جرى في إجتماع سوتشي الأخير، الذي أعتبر أنه الإجتماع العاشر في سلسلة إجتماعات"أستانا"المعروفة، وأنه تم التوافق أو الإتفاق على أن الأولوية هو ضمان أمن الدولة الإسرائيلية وهذا يعني إن إيران، التي ترفض مغادرة الأراضي السورية مع إستعدادها للإبتعاد عن خطوط تواجد الإسرائيليين عسكريا في هضبة الجولان السورية المحتلة، ستبقى عامل عدم إستقرار ليس في هذا البلد العربي فقط وإنما في المنطقة كلها.
والغريب وأيضاً المستغرب أن واشنطن وبلسان دونالد ترمب نفسه قد عرضت على إيران، الغارقة الآن حتى شوشة رأسها بمشاكلها الداخلية، حواراً غير مشروط بإنهاء تدخلها في الشؤون الداخلية السورية والعراقية وذلك مع أن هناك تأكيدات من قبل كبار المسؤولين الأميركيين بأن الهم الأول لرئيسهم بالنسبة لسياسات أميركا الخارجية هو إنْ ليس القضاء على هذا النظام الإيراني فتصحيح مواقفه وسياساته الداخلية والخارجية.. وهذا يبدو أنه بحاجة لفترة زمنية طويلة.
إن هذا النظام القائم الآن في طهران يعرف، وهو يتصرف على أساس هذه المعرفة، إن إنسحابه من سوريا وخروجه من العراق وتخليه عن حزب االله في لبنان وعن "الحوثيين" في اليمن سيعني نهايته القطعية والمؤكدة ولهذا فإنه على المعنيين بالأمر أن يأخذوا بالإعتبار أن الشرق الأوسط كله سيبقى مضطرباً وغير مستقر ومهدد بأكثر من حرب "جديدة"أولها أن تتحول مناوشات الإسرائيليين وغاراتهم الجوية المتواصلة لمواجهة عسكرية تشمل معظم الأراضي السورية.. ويقيناً أن هذا إن حصل فإنه سيغير الكثير من المعادلات في المنطقة المضطربة.. وحقيقة أن هذا هو القادم الأعظم الذي لا بد من إنتظاره!!.