Wednesday 17th of September 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Sep-2025

قمة قطر موجهة إلى الولايات المتحدة

 الغد

هآرتس
 
بقلم: تسفي برئيل   16/9/2025
 
"الشرق الاوسط لم يكن بخيلا في ولادة شخصيات وحشية، لكن هذه المرة هو ينفذ امورا لا يمكن تحملها"، كتب امس غسان شبال، المحرر الرئيسي في صحيفة "الشرق الاوسط. "هذا الشخص هو الاكثر خطورة من بين كل الذين عرفناهم ومن بين كل افعال الزعماء المتوحشين الذين عرفناهم. هو يراكم بيانات غير مسبوقة، لا يستطيع أي أحد منافسته في اجرامه، في بلاده وخارجها. لا أحد قتل فلسطينيين بالعدد الذي قتله. هو منتج للجثث، منتج للارامل والايتام". الصحيفة في الواقع تعكس المناخ في البلاط الملكي السعودي، لكن ليس المشكلة الفلسطينية أو الحرب في غزة هي التي كانت تقف أمس في مركز النقاشات في القمة العربية – الاسلامية في قطر، التي شارك فيها زعماء حوالي 75 دولة.
 
 
   هذا كان اجتماع طارئ، لف قطر بعباءة تضامن ثقيلة، لكنه استهدف أولا وقبل كل شيء تحديد الخطر الذي حسب الزعماء يحلق فوق دولهم. "اسرائيل تحلم في ان يكون الشرق الاوسط منطقة نفوذ اسرائيلية"، قال أمس حاكم قطر تميم آل ثاني، وعبر بكلماته عن الخوف المتزايد من سيطرة اسرائيل على الفضاء بدعم الولايات المتحدة. هكذا فانه في الوقت الذي يعرض فيه نتنياهو الهجوم في الدوحة كـ"نجاح"، لانه نقل "رسالة"، فان قطر والدول العربية ردت بالمثل. رسالتها، التي هي غير موجهة فقط لإسرائيل، وضعتها الآن في عزلة دولية حتى قبل القمة. حتى ان نتنياهو اصبح يعترف الآن بذلك.
    أيضا في واشنطن يشخصون التهديد المتزايد على موقفها في الشرق الاوسط. يصعب عدم ملاحظة الاستهانة الكبيرة لنتنياهو بالعلاقات الحيوية للولايات المتحدة مع دول المنطقة، لا سيما دول الخليج. يظهر للعيان ايضا العلاقة الفكرية المباشرة بين مواقف زعماء الدول العربية وبين الروح الانتقادية الشديدة التي تسمع تجاه اسرائيل من دوائر الحزب الجمهوري ومن قاعدة ترامب. في الولايات المتحدة ليسوا بحاجة الى تحذيرات الرئيس المصري السيسي، الذي اتهم اسرائيل بانها تضر باتفاقات السلام القائمة وباستقرار المنطقة.
التوتر في العلاقات بين اسرائيل ومصر وبين اسرائيل والاردن، تفاقم ووصل الى ذروة غير مسبوقة؛ التطبيع المامول مع السعودية دفن منذ سنتين تقريبا؛ واحتمالية توسيع اتفاقات ابراهيم، النتاج المبارك للرئيس ترامب، تحول الى كتلة ملح.
في نفس الوقت "اختبار النتيجة"، أو التوقع المتوتر لخطوات عملية ومحددة تنتج عن القمة العربية، خيبت أمل من امل انه في هذه المرة "ستكون ايضا افعال وليس اقوال". الطلبات التي اسمعها الزعماء والاحاطات التي نقلتها شخصيات رفيعة، خلقت توقعات بتجميد اتفاقات السلام أو الغاءها أو فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على اسرائيل، لكن هذه التوقعات تلاشت. اتفاقات السلام ما تزال تعتبر ذخرا استراتيجيا مهما للزعماء العرب، اكثر مما هي بالنسبة لاسرائيل. ليس لان هؤلاء الزعماء يعتقدون ان فيها ما يمكنه التأثير على سلوك اسرائيل، بل لأنها أداة تأثير سياسية على الولايات المتحدة، وفي ظل الهجوم على قطر – ايضا درع ضد مهاجمة اسرائيل لأراضيها.
لكن الافتراض الذي يقول بان اسرائيل لن تهاجم دولة لها علاقات سياسية معها، يتعرض للتهديد بالذات من ناحية نتنياهو، الذي تعهد بضرب "اعداء اسرائيل" في أي مكان. أي مكان هو ايضا مصر، وتركيا، التي رغم الشرخ العميق لم تقطع رسميا علاقاتها مع اسرائيل، وليس فقط سورية أو لبنان أو ايران، التي اصبحت ملعبا مفتوحا لإسرائيل.
الهجوم في قطر يشبه بالضبط "خط الفصل" بين الدول التي تحظى بالرعاية وتحالف مصالح مع الولايات المتحدة وبين الدول التي ليست كذلك. قطر في الواقع ليست عضوة في "اتفاقات ابراهيم"، وهي لم توقع على اتفاق سلام مع اسرائيل، لكنها عضوة كبيرة في مجلس التعاون الخليجي، الذي يقتضي، على الاقل على الورق، الدفاع عن أي دولة من هذه الدول في حالة تعرضها لهجوم. وقطر مستثمرة رئيسية في الولايات المتحدة، وهي تستضيف القاعدة الأميركية العسكرية الاكبر في الشرق الاوسط، وهي حتى الوسيط، ليس فقط في صفقة تحرير المخطوفين الاسرائيليين، بل ايضا هي وسيط في صفقات تحرير السجناء الامريكيين في ايران، وكانت شريكة في صياغة اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، سواء في ولاية ترامب الاولى أو في ولاية الرئيس جو بايدن.