Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Mar-2019

الأديبــان جدايــة وملحم يتأمــلان «دور الفــن في ثقافــة المجتمــع»

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

 استضاف فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، وبالتعاون مع ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة المرأة الثقافي مساء الأربعاء الماضي، الشاعر والناقد عبد الرحيم جداية و الكاتب الفنان مطلق ملحم في أمسية ثقافية حملت عنوان: «دور الفن في ثقافة المجتمع» أدارها الشاعر د. سلطان الخضور وسط حضور من مثقفي محافظة إربد والمهتمين.
واستهل الأمسية الناقد جداية الذي تحدث عن «دور الفن في ثقافة المجتمع» حيث قسم ورقته إلى عناوين فرعية تحدث من خلال ذلك عن: الإقطاع والرأسمالية والإشتراكية والعولمة، وصولا صدام الحضارات والفوضى الخلاقة، وكما أشار في ورقته إلى «الفنان» وفلسفة أبي قور وزنون الرواقي في الفترة الهيلينستية، وكذلك الفيلسوف الإيطالي عالم الجمال بنديتو كروشه، وكما بحث أيضا عن دور الفن والفن ما بعد الحربين العالميتين.
وحول «ثقافة المجتمع» قال جداية: من خلال هذا التركيب المتشكل من لفظين الثقافة والمجتمع، لا يدرس أحدهما بعيدا عن الآخر كما قدم الباحث حول المجتمع، وكما يستطيع الباحثون أن يقدموا حول الثقافة، لكن ثقافة المجتمع تعني خصوصية هذه الثقافة، التي ولّدها المجتمع بتأثيرات سياسية واقتصادية من خارج المحيط، والتي كان لها الدور الأكبر في تشكيل ثقافة المجتمعات في الفن والأدب.
وأكد جداية أن العولمة جاءت بديلا فكريا في استهداف ثقافة الأمم، وتطويرها إلى مجتمعات استهلاكية فاقدة لثقافتها الخاصة متبعة ما يرد إليها من ثقافة، تقود هذه العولمة أمريكا والدول الغربية بإتجاه العالم لجعل العالم أسواقا لثقافتها، مشيرا إلى أن تأثير الفن على المجتمع بدأ مع الثورة الفرنسية التي استمرت من 1789- 1799م، عندما رسم  ديلا كوروا 1798م لوحة الحرية تقود الشعب لإحياء ذكرى ثورة يوليو الفرنسية، الذي استشرف من خلال الثورة والفكر والفن مستقبل فرنسا المعاصر كدولة عظمى في مجلس الأمن، ومنتجا فنيا للفن العالمي، كما روبرتز في الفن الإنجليزي، وفان كوخ في هولندا، لكن تبقى السمة الكبرى للتأثير الفني على المجتمع عند فرانشيسكو جويا الفنان الإسباني.
واختتم ورقته بالتساؤل الآتي: ما دور الفن في ثقافة المجتمع؟ رغم تعدد الإجابات إلا أن التحريض على الإبداع والتعبير والتطوير هو الهدف الأسمى للفن الإنساني، الذي ابتدأ في الكهوف قبل ما يزيد عن مئة الف عام فكان الفن للحياة ولا وجود لجملة الفن للفن.
إلى ذلك قدم الكاتب والفنان التشكيلي مطلق ملحم ورقة حملت عنوان: «الأديب الفنان» أكد فيها: أن «الفن» هو التّعبير الجماليّ عن فكرة أو ذوق معيّن، و هو ميدان جدّ واسع و ثريّ مثل الرّسم، المسرح، الطّبخ،السّينما، الموسيقى، فن العمارة، فنون التلوين، التصميم... إلخ، فكلّ هذه فنون لها ميادينها الخاصّة بها، وهناك من يعرّف الفنّ بكونه النّشاط الإنسانيّ الذي يحمل دلالات الوجدان والإحساس والشّعور. (بصمة النّفس الإنسانيّة)، ولعلّ الوظيفة الرئيسة للفن هي تهذيب النّفس البشريّة، والارتقاء بها إلى أعلى مراتب التعبير الجماليّ.
وعن الفن التشكيلي: في زمننا الحالي، اختلفت وسائل التعبير التي يؤدي بها الفن أو الفكر على مختلف فنونه وأشكاله ذلك لأن قوالب الفكر الإنساني المعاصر التي تصب في داخلها هذه الفنون، والتي دخلت ضمن عناصر ومقومات البنية الحديثة للأعمال الفنية استحدثت وفق مدارس يُؤطر من خلالها كل الفنون بعض هذه القوالب لا يشكل قيمة، فمفهومها عبء على المشاهد.. والبعض الآخر قد يكون مبهماً وبالغ التعقيد! وهذا يضع الأعمال الفنية التشكيلية التي تأخذ مساراً حديثاً موضع الاهتمام.
وتساءل ملحم عن دور الفن في ثقافة المجتمع وقال: الفن باب واسع ومؤثر خصوصاً بعد إحداث التطور التكنولوجي لمختلف الأجهزة السمعية والبصرية التي ساعدت على نقل المعارف الفنية ونجاح عملية الدَبلَجة للأفلام والمسلسلات التلفزيونية والسينمائية.وأن يؤدي رسالته الإنسانية وأن يكون في خدمة المجتمع، وقد تسهم الآلة الموسيقية وخشبة المسرح وآلة التصوير والقلم والريشة واللوحة ورسم الكاريكاتير ،في التعبير عن مختلف الفنون،كما يمكن لمحطات الإذاعة والتلفزيون أن تعين على التواصل بين الشعوب وتسهم في توطيد العلاقات والمشاعر الإنسانية فيما بينها وخلص إلى القول: إن دور الفن لا يقل أهمية عن بقية العوامل المؤثرة في ثقافة المجتمع كالاقتصاد والعلوم والدين وبقية العوامل وينبغي أن يستغل الفن بشكل إيجابي يعمل على بناء المجتمع بشكل سليم كأداة تثقيف وبناء