Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Feb-2018

موقف عنصري وعدائي!! *صالح القلاب

 الراي-ردَّ كثيرون، وبعضهم من الولايات المتحدة والغرب الأوروبي، وبعنف على الموقف العدائي الذي كان أعلنه، قبل أيام، الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه المهاجرين واللاجئين إلى أميركا من غير المجتمعات الأوروبية، أي من آسيا وأفريقيا والعديد من الدول الإسلامية، ووصفهم بـ»القاذورات» وبالطبع فقد أيده في هذا بعض العنصريين الذين هم بدورهم قد جاءوا إلى هذه البلاد كهاربين وكلاجئين إن بسبب المجاعات والعوز وإن لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية.

 
ما كان على رئيس دولة تعتبر أكثر دول العالم إستقبالاً للاجئين والمهاجرين، الذين ساهموا في نهضتها وبنائها إن سابقاً وإن لاحقاً... وحتى الآن، أن يستهدف «المهاجرين» إلى أميركا وبعضهم مهنيون وأصحاب كفاءات نادرة وراقية بهذا الوصف الذي يدل على أن صاحبه ، أي ترمب، مصاب بداء العنصرية البغيضة الذي من المفترض أنه غدا من مخلفات الماضي وأنه عيب وعار على رئيس هذه الدولة، التي بإستثناء «الهنود الحمر»، كل أهلها وكل سكانها من المهاجرين ومن بينهم العائلة الألمانية التي إنحدر منها الرئيس الأميركي نفسه.
 
وبالطبع فإن كثيرين من الذين إستفزهم هذا الوصف: «القاذورات»!! الذي ألصقه ترمب بالمهاجرين إلى أميركا المهاجرين من القارة الأفريقية تحديداً قد ردوا على الرئيس الأميركي بالقول: إنه لا يعلم إن نسبة المهاجرين إلى الولايات المتحدة من جنوب وشرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا أيضاً من الذين يحملون شهادة الـ» بكالوريوس» أعلى من نسبة الذين يحملونها من المولودين في أميركا نفسها.. إن نسبة المهاجرين الأفارقة الحاصلين على هذه الشهادة تصل إلى «41» في المائة بينما نسبة المهاجرين من النرويج تصل إلى «38» في المائة فقط.
 
ولعل ما لا يدركه ولا يعرفه ترمب هو أن القارة الأفريقية، التي يطلق عليها الغربيون عموماً إسم «القارة السوداء أو السمراء» كانت هدفاً مبكراًّ لغزو مسلح حقيقي من قبل العديد من دول أوروبا الغربية مثل الجزائر التي إستعمرتها فرنسا إستعماراً إستيطانياً لنحو قرن ونصف من الأعوام ومثل جنوبي أفريقيا التي كان إستوطنها الهولنديون والبريطانيون وغيرهم بالقوة وحقيقة أن هذا النمط من «الهجرة» الأوروبية قد شمل العديد من دول أميركا اللاتينية .
 
لقد كان على ترمب قبل أن يستخدم هذا الوصف المخجل «القاذورات» على المهاجرين إلى الولايات المتحدة من الدول الأفريقية أن يتذكر أن لأميركا هذه ، التي إستهدفتها الهجرة الأوروبية الإحتلالية مبكراًّ، أهلا أطلق عليهم «الغزاة» إسم «الهنود الحمر» وهذا ينطبق على فلسطين التي أُستهدفت بغزو «أبيض» بحجج تاريخية باطلة وأقيمت على حساب أهلها هذه الدولة التي أقل ما قيل وما يقال فيها أنها ذروة وقمة العنصرية .
 
ويبقى أن نقول في النهاية إن هذه المسألة، أي ما قاله ترمب وما يقوله غيره، مسألة خلافية حتى في أميركا نفسها وأيضاً في معظم إن ليس كل الدول الأوروبية الغربية وذلك مع أننا نلحظ نمواًّ متصاعداً بين الشبان «العنصريين» إنْ في بريطانيا وإن في فرنسا وألمانيا وبعض الدول الإسكندنافية.