Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Nov-2018

«حديقة ذوقان الهنداوي» - د. محمود عبابنه

الراي -  نسعد كثيرا عندما نرى ونلمس تجلي القيم الاجتماعية وتساميها بين أفراد المجتمع الواحد من خلال الأعمال الخيريّة ، فالمبادرة الوقفية تعزّز التكافل الاجتماعي وتنشر التلاحم والتآزر بين أفراد المجتمع، وتعمق الانتماء إلى الأرض والنّاس،وفي هذا السّياق شهد المجتمع المحلي في محافظة إربد وفي قلب بلدة النّعيّمة الوادعة الجميلة، وبحضور محبي ومريدي وتلاميذ وأبناء المعلم والوزيرالمرحوم ذوقان الهنداوي، وبرعاية كريمة من رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز تمّ افتتاح حديقة المرحوم ذوقان الهنداوي، أمام مواطني وأطفال مدينة النّعيّمة، مسقط رأس»المعلم الكبير»ذوقان الهنداوي كما يطلق عليه، وفي مضافة الشيخ سالم الهنداوي الضّاربة بتاريخ الأردن والتي استقبلت ذات يوم الملك المؤسس والعديد من زعماء وأحرار الأردن، وبعراقة بنيانها وتاريخها، وتحت ظلالها تجمّع المدعوون من مواطنين ووجهاء ووزراء سابقين ومسؤولين ، وبحضور رئيس النّواب للاحتفال، وبدأ حفل الإشهار بكلمة لنجل الراحل معالي الوزير السّابق أحمد الهنداوي الذي تحدّث عن قصّة إعمار الحديقة العامّة، التي تبرّع وإخوانه بإنشائها وعن جهود بلديّة إربد في مدّها بالكهرباء وأنابيب الرّيّ، وعن إسهام أبناء المجتمع المحلي في تجميلها ورسم لوحات جداريّتها، حيث تمّ تسليط الضّوء على فلسفة العمل التطوعيّ، ومعنى التّبرع والانتماء للمجتمع المحلي ودعمه ورفده بالتّعاون مع البلديّات النّاشطة.

تطرّق الرّئيس فيصل الفايز في كلمته إلى أهمية الثّقافة الوقفيّة، وأثنى على المبادرة الفرديّة التّطوعيّة التي تحمّلها أنجال المرحوم من جيبهم الخاص، والتي لم تنصرف لبناء فيلا أو مخازن تجاريّة، بل لبناء حديقة لأطفال بلدة النّعيّمة العامرة بوفاء أبنائها، وإعطاء النّموذج في الانتماء إلى الأرض والنّاس، ولم يفت على الرئيس الفايز التّطرّق لهيبة المكان، والحديث عن مناقب الفقيد المرحوم ذوقان الهنداوي، الذي استحق لقب»المعلم الكبير»و«فاتح المدارس»والوفي لوطنه ومليكه، وإسهاماته في خدمة بلده وأمّته، ما قام به أبناء المرحوم ليس إلا تجذيراً لمفهوم العمل الخيريّ التّطوعي، من خلال إعمار حديقة مجهّزة بمرافقها وملاعبها لتوفير مكانٍ آمنٍ لأطفال المنطقة، وإدخال السّعادة الغامرة للأطفال ولعائلة الهنداوي عندما تتبلور ثمرة جهودهم وتبرّعهم فرحةً في عيون أطفال مجتمعهم وبلدتهم، وهذا النّموذج الذي نتمنّى أن يعمّ وينتشر.
تأصيل الثّقافة الوقفيّة والمساهمة بتنمية المجتمع المحلي ما زالت تحبو في المجتمعات العربيّة ونحن منها، فباستثناء التّبرع لبناء بيوت العبادة على حافّة الطّريق، فإنّ التّبرع لبناء مدارس وحدائق أطفال ومكتبات، وعيادات صحيّة وجمعيّات إرشاد زراعيّ وتعليميّ، ما زالت قليلةً أو نادرة، مقارنة بالتّبرعات السخيّة لأغنياء ومشاهير عالميين لمجتمعاتهم المحليّة أو حتى العالميّة.
لكم نتمنّى أن تتنوّع ألوان الوقف والتّبرع للمشاريع الخدميّة في المجتمعات المحليّة، وهذا نوع من المسؤوليّة المجتمعيّة في كل مجتمع متحضّر ومتكاتف ومتضامن، ويبدو أن هناك توجّهاً متصاعداً نحو التّشبيك مع حاجات المجتمع المحلي، وبهذا الخصوص لا يفوتنا هنا أن نستذكر ما قام به الدكتور ياسين الحسبان عندما قام بإعمار مدرسةٍ وتجهيزها في بلدته بمحافظة المفرق، وهو الطّريق الذي عزّزه وأكدّه يوم أمس الدكتور أحمد الهنداوي عندما أكّد تخليد اسم والده الذي وصف بأنه شجرة السنديان التي لا تموت، لأنّ المدارس التي أشرف على بنائها أيام أن تسلّم وزارة التّربية، ما زالت شاهدة على شخصيّته الأمينة والنّزيهة التّي تمخضّت عنها شخصيّات أبنائه البررة، الذين لم يترك لهم والدهم غير المبادئ والأخلاق الحميدة، فعبّروا عن وفائهم له ولوطنهم وبلدتهم ؛ بالتّبرع السخيّ لإنشاء حديقة المرحوم»المعلم الكبير»ذوقان الهنداوي.
mababneh2012@yahoo.com