الراي -
أكّد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة عمّان، على متانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع بين لبنان والمملكة الأردنية الهاشمية، مشيراً إلى أن الجانبين يواجهان تحديات إقليمية مشتركة، في طليعتها تهديدات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعلقة بما أسماه "إسرائيل الكبرى"، والتي وصفها سلام بأنها "مدانة من لبنان وكافة الدول العربية والإسلامية"، وتشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والأعراف الدولية، وخطراً على الأمن القومي العربي".
وأشار سلام، في مقابلة خاصة على شاشة "المملكة" ضمن برنامج "العاشرة" عقب لقائه جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى توافق لبناني-أردني على ضرورة الحفاظ على استقرار سوريا، ووحدة أراضيها وشعبها، مؤكداً أنه أطلع جلالة الملك على آخر التطورات في لبنان، بما فيها مسار الإصلاحات منذ توليه رئاسة الحكومة قبل ستة أشهر، ومساعي الحكومة لبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية، وفقاً لما ينص عليه اتفاق الطائف.
وثمّن سلام الدعم الأردني للبنان في المحافل الدولية، مشدداً على ضرورة استمراره، خصوصاً في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، وطلب دعم الجيش اللبناني في مواجهة التحديات المتعاظمة، لاسيما في ضبط الحدود، مؤكداً أن "الأردن لم يقصّر سابقاً ولن يقصّر اليوم".
وفي سياق متصل، عقد سلام سلسلة لقاءات رسمية، أبرزها مع رئيس الوزراء جعفر حسان، ووزير الخارجية أيمن الصفدي وعدد من الوزراء، حيث جرى بحث التصعيد الإسرائيلي في غزة، وتصريحات نتنياهو، والتبعات الخطيرة لهذه السياسات على استقرار المنطقة.
وأوضح سلام أن "المجازر الإسرائيلية في غزة، وحملات التجويع المستمرة، تزيد من عزلة إسرائيل دولياً"، لافتاً إلى التحولات الكبيرة في المواقف العالمية، ومنها ارتفاع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين، والدعوة لعقد قمة في الأمم المتحدة حول حل الدولتين برئاسة فرنسية-سعودية مشتركة، إضافة إلى التظاهرات الشعبية في العواصم الأوروبية استنكاراً للعدوان الإسرائيلي.