Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jan-2021

طرح اللقاح أصبح أكثر إلحاحاً مع تحولات الفيروس

 الغد-هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 5/1/2021

 
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
يبدو أن التنويعات الجديدة المتحوِّرة من الفيروس تحتوي على طفرات جينية تجعلها أكثر عدوى، ربما من خلال زيادة في الأحمال الفيروسية أو بسبب تحسينات في البروتين الشوكي الذي يلتصق بالخلايا البشرية. ولم يتضح بعد كيف تعمل التغيرات الجينية فعلياً في الفيروس؛ وسوف تستغرق التجارب المعملية المزيد من الوقت لمعرفة ذلك.
 
* *
من المحتمل أن تكون تداعيات الأنواع الجديدة المتحوِّرة من فيروس كورونا، التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة. ونحن لا نقول هذا للإنذار بالشؤم وإثارة القلق، وإنما نقوله حتى نكون واقعيين. وعلى الرغم من أن الأنواع الجديدة من الفيروس لا تبدو أكثر فتكًا أو أكثر قدرة على الإفلات من اللقاحات، فإن البيانات الوبائية التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة تشير بقوة إلى أن الفيروس الجديد أكثر قابلية للانتقال من سلفه بنسبة 50 بالمائة أو نحو ذلك. وفي الولايات المتحدة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مفاجئة في عدد الحالات بطريقة لا تشبه شيئاً رأيناه من قبل. وهذا يجعل من طرح اللقاح وتوزيعه أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
كم ستكون هذه الزيادة؟ حسب المتوسط المتجدد لفترة سبعة أيام، كان لدى بريطانيا 210 حالات جديدة لكل مليون شخص في 3 كانون الأول (ديسمبر)، قبل شهر واحد فقط. ويوم الاثنين، الرابع من هذا الشهر، كان لديها 773 حالة لكل مليون. وكان لدى أيرلندا 50 إصابة في الثالث من كانون الأول (ديسمبر)، ولديها الآن 456. وهنا في الولايات المتحدة، أصبحت المستشفيات في لوس أنجلوس تعمل بطاقتها القصوى. وبحلول عيد الهالوين، كانت كاليفورنيا تُبلغ عن 106 حالات لكل مليون. وفي الرابع من كانون الثاني (يناير) كان الرقم 978 حالة. وإذا زاد الفيروس عدد الإصابات الجديدة بالسرعة نفسها كما فعل في بريطانيا وأماكن أخرى في أوروبا، فسوف تغرق المستشفيات هنا، وسوف يعاني الكثير من الناس ويموتون.
يبدو أن التنويعات الجديدة المتحوِّرة من الفيروس تحتوي على طفرات جينية تجعلها أكثر عدوى، ربما من خلال زيادة في الأحمال الفيروسية أو بسبب تحسينات في البروتين الشوكي الذي يلتصق بالخلايا البشرية. ولم يتضح بعد كيف تعمل التغيرات الجينية فعلياً في الفيروس؛ وسوف تستغرق التجارب المعملية المزيد من الوقت لمعرفة ذلك. لكن ما هو واضح في البيانات الوبائية القادمة من بريطانيا هو أن انتقال العدوى يتسارع، حتى عندما تكون المناطق المعنيّة تحت الإغلاق، ما يشير إلى أن هذا التسارع ليس مدفوعًا فقط بنوع من الإهمال السلوكي البشري. والنمو في العدوى أُسّي، حيث يمكن لشخص واحد أن يصيب الكثيرين، ويصبح الانتشار بمرور الوقت هائلاً. وفي هذا تهديد حقيقي للولايات المتحدة، حيث الوباء خارج عن السيطرة وما تزال جهود التخفيف الأساسية من العدوى، مثل ارتداء أقنعة الوجه، تواجه المقاومة. ولا ينبغي أن يكون أحد راضياً أو متساهلاً إزاء ظهور الأنواع الجديدة المتحوّرة من الفيروس وانتشارها هنا. وسوف تفعل حتماً.
سوف تتطلب محاربة هذه الفيروسات كل جهود التخفيف المستخدمة مُسبقاً، ثم بعضها. ويقوم الأوروبيون بالفعل بتوسيع عمليات الإغلاق وتشديدها. وإذا تمكنت النسخة الجديدة من الفيروس من الانطلاق والانتشار عبر الولايات المتحدة، فإنها يمكن أن تجهض الآمال في إعادة فتح المدارس، وقد تستوجب إعطاء المعلمين أولوية أعلى في قائمة التطعيم.
في الأيام الأخيرة، ظهرت اقتراحات تقول إن تمديد التطعيم وتوسيع الفترات بين الجرعات، أو إعطاء الناس لقاحين مختلفين في أوقات مختلفة، ربما يؤديا إلى حماية عدد أكبر من الناس في وقت أقرب. وهذا التطلُّع جدير بالثناء، ولكن يبدو أن المقامرة بتجريب مقاربات جديدة لم يتم التحقق منها بعد من خلال التجارب السريرية تنطوي على الكثير من المخاطر. وسيكون من الأفضل الالتزام بالخطة، وإنما مع تسريعها قدر الإمكان.
في الوقت نفسه، يجب أن تُعطى أولوية أعلى لبدء التجارب السريرية لاختبار استراتيجيات تطعيم بديلة، والتي قد يتبين أنها مجدية قبل مرور الكثير من الوقت. ولا يجب أن تستغرق الدراسات الأصغر وقتًا طويلاً وتستمر إلى الأبد. يجب أن يكون الهدف هو تحقيق أفضل استخدام لكل أداة متاحة لإبطاء تقدم الوباء. ويعني ظهور الأنواع الجديدة من الفيروس أن الوقت جوهري وحاسم، أكثر مما كان سابقاً.
*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: New coronavirus variants could lead to a surge. The vaccine rollout is more urgent than ever