Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jul-2019

بقاء اللاجئين الفلسطينيين أو رحيلهم هل سيحل أزمات لبنان*باسل ترجمان

 الدستور-مرة أخرى تعود قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لتتصدر واجهة الأحداث في هذا البلد بعد قرار منعهم من مزاولة مهن عملوا بها منذ عشرات السنين ومطالبتهم بالحصول على ترخيص عمل مسبق من الحكومة يستحيل الحصول عليه كما يعلم الجميع ذلك.

هذا التضييق يأتي في وقت لا يبحث فيه احد عن أزمة جديدة في المنطقة وخاصة في لبنان الغارق في الأزمات والمشاكل الداخلية والإقليمية والذي خرجت بعض الأطراف فيه وما أكثرها لخلق أزمة ربما لإلهاء البعض عن صراعات الحكم والأزمة الاقتصادية التي صارت مزمنة لا حلول لها، فبعد اختراع أزمة اللاجئين السوريين وهل تفتح لهم أبواب عودتهم لسوريا ام يتم ابقاؤهم لحين تحسن الظروف في سوريا وذلك في نطاق تنافس إقليمي على من يملك التعاطي بأكثر تأثير في هذا الملف، عاد تفجير أزمة مع اللاجئين الفلسطينيين.
 مشكلة اللاجئين العقدة التاريخية للقضية الفلسطينية والتي ستكون الأكثر عسرا في الحل والأكثر ايلاما في المعالجة، وللأسف على امتداد عمر الصراع لم يتحدث احد بشكل جاد عن هذه الأزمة التي تم اختصارها ببعدها الإنساني عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( الاونروا) وتجمدت المواقف بين المطالبين بحق العودة والتعويض وبين المتجاهلين للملف بكل أبعاده الإنسانية.
 صفقة القرن التي لم تتضح بعد تفاصيلها الحقيقية ستتعامل كما ذكر جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها ذات أبعاد اقتصادية تساهم في تطوير اقتصاديات وحياة شعوب المنطقة وخاصة الفلسطينيين وهذا يتنافى اصلا مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية ضد الفلسطينيين.
أزمات لبنان السياسية والاقتصادية لم يتسبب بها احد او اي طرف خارجي بل أزمة هيكلية أساسها أن لا أحد يريد الحديث عنها بجد في الأوساط السياسية بينما يتحدث الشارع عنها بكل وضوح، وهذا سيعيد مرة أخرى لبنان اما لمصارعة طرف خارجي تحت مسمى المؤامرات وما أكثرها واما الاستنجاد بطرف خارجي يكون الحكم ثم الخصم في إعادة ترتيب الأولويات داخل بلد يعجز زعماءه السياسيون عن الجلوس بعيدا عن أحقاد الماضي وكره الحاضر ومخاوف المستقبل للحديث بصدق عن واقعهم بعيدا عن تكرار أخطاء دفع لبنان ثمنها غاليا منذ عام 1958.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ضحايا كل الظلم التاريخي الذي تعرض له من شردوا من وطنهم وتحميلهم مرة أخرى مسؤولية صراعات محلية لبنانية بخلفيات إقليمية سيعود مرة أخرى بالخسارة على لبنان.
حلول قضايا اللاجئين الفلسطينيين لن تكون بالتأكيد عبر قرارات حكومية أحادية يتخذها وزير في ردة فعل على أزمة داخلية وطالما بقي التهرب المحلي والإقليمي والدولي هو المنهج المتبع للتعاطي مع هذه المأساة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من سبعين سنة ودون إعطاء هؤلاء الحق بالحلم يوما بالعيش ضمن واقع يضمن كرامتهم الإنسانية فإن التعاطي مع هذا الواقع بردود الفعل هو جزء من سياسة الهروب من مواجهة الاستحقاقات التي سيواجهها الجميع عاجلا أم آجلا.
أثبتت هجرة ما بعد اللجوء لملايين الفلسطينيين إلى دول لا مخيمات فيها في مشارق الأرض ومغاربها أن العيش في مجتمعات أخرى بعيدة جدا عن فلسطين ولا يتحدث أهلها اللغة العربية وربما لا يعرفون عنها اكثر من العموميات لم يمحِ انتماء الفلسطيني لوطنه بل العكس زاد هذا الانتماء وتعزز .
استمرار تعطيل فتح الملف والحديث بشجاعة عن حلول خارج نطاق الحلول الانسانية التي فرضتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( الأونروا ) يبدو اليوم أساسياً مخافة ان يتم ترحيل كل الملف ليكون جزءا من آليات تصفية القضية وانهاء وجودها ضمن محاولات ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمرير صفقة القرن وبالتأكيد لن يكون ضمن شروط تنفيذها حق العودة والتعويض للاجئين .