خلدون بني خالد

عمان -الغد-  بعد سنوات من الانتظار ومنذ أن افتتح مخيم الزعتري للاجئين السوريين في العام 2012، لم تنقطع معاناة اللاجئين السوريين من شكاوى الانقطاعات المستمرة للكهرباء، لتضيء لياليهم أمس أكبر محطة لتوليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية على مستوى مخيمات اللاجئين في العالم.

وتم تشغيل المحطة أمس بتمويل من الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية الألماني (KFW)، حيث ستقوم المحطة، التي تبلغ قيمتها 15 مليون يورو بتوفير الطاقة المتجددة والنظيفة لـ80 ألف لاجئ سوري داخل المخيم وأيضا للمناطق الحضرية حول المخيم.

وستسمح محطة الطاقة الشمسية بقدرتها القصوى (12.9 ميغاواط)، للمفوضية بزيادة ساعات توفير الكهرباء لمآوي اللاجئين من 8 ساعات حتى 14 ساعة، ومن شأن هذه الساعات الإضافية أن تخفف من الظروف المعيشية الصعبة للأسر في المخيم، وتحسن مستوى سلامتهم وأمنهم، بالإضافة إلى إمكانية تخزين الأغذية والسماح للأطفال بالقيام بواجباتهم المنزلية، وفق بيان لمفوضية اللاجئين.

ويؤكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، في كلمة بافتتاح المشروع على الدعم المستمر والفاعل من الحكومة الألمانية لتحقيق التنمية في مختلف المجالات وفي مجال الطاقة بوجه التحديد.  

وقال إن الوزارة فتحت المجال للاستثمار في مشاريع الجولة الثالثة للطاقة المتجددة باستطاعة 200 ميغاواط من الشمس و100 ميغاواط من الرياح، متوقعا ان تصل الاستطاعة التوليدية لمشاريع الطاقة المتجددة العام 2020 إلى 2400 ميغاواط بما فيها مشاريع صافي القياس لتخفيض الاستهلاك أي ما يعادل 30 بالمائة من الاستطاعة الكهربائية و20 بالمائة من الطاقة الكهربائية المولدة.

وتوفر المحطة ما يقرب من 5 ملايين يورو سنوياً من خلال فواتير الكهرباء، وهو المبلغ الذي يمكن إعادة توجيهه لتوسيع الخدمات الحيوية الأخرى لسكان مخيم الزعتري. ومن المتوقع ان تستفيد المرافق الأخرى من الكهرباء المولدة من المحطة في المستقبل القريب مثل المستشفيات والمراكز المجتمعية ومكاتب المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم، كما تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 13 ألف طن سنوياً. وبالاتصال  بالشبكة الوطنية، سوف تتماشى المحطة مع استراتيجية الطاقة الوطنية في الاردن.

وقالت السفيرة الألمانية لدى الأردن بيرجيتا سيفكر إبرل "إن الطاقة المتجددة وكفاءة مخرجات الطاقة توفر امكانيات كبيرة لتعزيز التعاون الثنائى بين الاردن والمانيا" وأضافت: "أن الاردن وضع استراتيجية وطنية طموحة لتنويع مجالات قطاع الطاقة، كما ان ألمانيا حريصة على دعم خطط الأردن لتغطية 20 % من احتياجاتها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2025". 

وقال البروفسور الدكتور يواكيم ناجيل، العضو في المجلس التنفيذي لمجموعة KFW: "إن هذه المحطة لن توفر فقط الكهرباء المجانية والنظيفة لحوالي 80 ألف لاجئ في مخيم الزعتري، بل ستساعد أيضاً على استقرار شبكة التوزيع الإقليمية، مما يقلل من نقص الطاقة للمناطق الحضرية خارج المخيم".

على مدى الأشهر الماضية، كان أكثر من 75 لاجئاً يعملون جنباً إلى جنب مع أردنيين في بناء المحطة، وتركيب أكثر من 40 ألف لوحة شمسية. وقد اكتسب اللاجئون مهارات جديدة في العمل مع مصادر الطاقة المتجددة، وقد اكتسبوا عائدات مالية إضافية لأسرهم.

وقال الممثل المقيم لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن ستيفانو سيفيري إن "المشاريع الابتكارية على هذا النحو هي مفتاح الاستجابة لاحتياجات اللاجئين، مبينا أن افتتاح هذه المحطة الشمسية يمثل معلماً بارزاً لسكان مخيم الزعتري لأنه سينعكس إيجابياً على حياتهم اليومية". 

وافتتح مخيم الزعتري في العام 2012 ليحتوي النزوح الجماعي للأفواج الأولى للاجئين القادمين عبر الحدود السورية الأردنية في بداية النزاع، حيث استضاف في ذروته أكثر من 120 ألف لاجئ، وكان توفير الكهرباء أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها سكانه، مما يجعل من الصعب ممارسة الحياة اليومية، وقد أجبر ذلك العوائل على محاولات غير آمنة لجلب الكهرباء إلى ملاجئها، وتحمل انقطاع التيار المتكرر حيث أن مصادر الطاقة لم تكن كافية.