الغد-يديعوت أحرونوت
بقلم: يوسي يهوشع 8/12/2023
فقط في دولة مثل إسرائيل، يجد رئيس أركان أسبق ووزير كبير في كابينت الحرب نفسه في زيارة الى غرفة عمليات الفرقة التي يقاتل فيها ابنه، وبالذات هناك يُبلغ بموته. من تحدثوا مع غادي آيزنكوت، أول من أمس، رووا بأنه أثناء الزيارة لم يشاهد سياق المعارك التي شارك فيها الابن العريف أول احتياط غال مئير آيزنكوت على الشاشات، لكن بعد وقت ما توجه الى غادي اللواء احتياط نداف فدان الذي يخدم في قيادة الجبهة وروى له أنه عند الساعة 11:56 أصيب ابنه بجراح خطيرة بانفجار عبوة في فوهة نفق في جباليا، وبعد ذلك توفي متأثر بجراحه في مستشفى اسوتا. فأوقف آيزنكوت الزيارة كي يتوجه الى بيته في هرتسيليا ويبلغ زوجته حنه بالنبأ المشؤوم.
مأساوي جدا أن نتذكر بأن غادي هو الذي أجاد في قراءة الخريطة قبل كثير من مهاجمة مقاومي حماس بلدات الغلاف: ففي ذروة الأزمة في الجيش بسبب التشريع القضائي حذر من مصيبة بحجم حرب يوم الغفران. قالوا عنه إنه ينثر "الذعر" وتفجرت دقته في وجوهنا جميعا. لشدة الرعب، في الأيام الأخيرة أيضا، أنذره قلبه بالشر، كان قلقا من القتال وخائفا على سلامة غال، ابن الشيخوخة المحبوب الذي كان مسعفا ومقاتلا في كتيبة 699، في إطار لواء 551. وجود غال في الجبهة لم يمنع غادي من الدفع باتجاه صفقة الأسرى من جهة، ومن جهة أخرى المطالبة باستخدام هجوم على الأرض من أجل هزيمة حماس. في بداية الأسبوع، تحدثنا في موضوع المناورة البرية، بعد أن كان هناك تأخير ما في استخدام القوات، بينما كان يعرف أن ابنه في الداخل والخطر كبير قال لي: "الويل إذا لم يناوروا بقوة". سألته إذا كانت القيادة السياسية مترددة، فأجاب آيزنكوت: "العكس. يجب العمل بكل القوة لأجل تحقيق أهداف الحرب". في كل لقاء مع عائلات المخطوفين، قال إنه يتصرف وكأن حفيدته مخطوفة وابنه في غزة.
ما يزال من المهم القول إن إسرائيل لم تحقق الانكسار، "قرقعة" حماس. يمكن لهذا أن يكون تصفية السنوار، محمد ضيف أو مروان عيسى، الأمر الذي لم يحصل بعد. هذه المهمة مكلف بها الشاباك أساسا، وإلى أن تأتي الفرصة، فإن الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يحقق نقطة انكسار في المعركة في خانيونس. ضغط كهذا فقط يمكنه أن يحمل حماس على قبول صفقة أخرى لتحرير مخطوفين ومخطوفات. "إذا ما سمعنا القرقعة، الجرة ستنقلب رأسا على عقب"، يقول ضابط كبير في هيئة الأركان.
لقد مرت مناورة البدء بنجاح رغم التخويفات حول قدرات الجيش البري، ووصل الجيش الى مستشفى الشفاء، المكان الذي قلة آمنوا بأن القوات ستدخل أبوابه. مدينة غزة احتلت ورغم وقف النار، عاد الجيش للقتال وبقوة. والآن يركز الجيش على ثلاثة جهود: في الشجاعية، في جباليا وفي خانيونس، حيث تعمل وحدة رأس الحربة 98. حتى أول من أمس، لم يسقط كلا الحيين بعد، والقتال هناك ضار لكنه يتقدم. يدور الحديث عن كتيبتين لحماس ألحقتا الضرر الأكبر لسكان غلاف غزة وقد استعدتا على مدى سنوات طويلة لدخول الجيش الإسرائيلي. بالمناسبة، الى الشجاعية دخل الجيش الإسرائيلي في الجرف الصامد، لكن في مخيم اللاجئين جباليا لم تطأ قدم مقاتل إسرائيلي منذ الحملات التي سبقت فك الارتباط في 2005.