Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Apr-2019

هل تركل حركة حماس صفقة القرن؟*كمال زكارنة

 الدستور-إعلان المواقف الصريحة والواضحة والشفافة من صفقة القرن الترامبية ضرورة وطنية وقومية، والأولى بسرعة اشهار موقفه من الصفقة، القيادات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، لانها تسيطر على قطاع غزة الذي يشكل العمود الفقري للصفقة المشؤومة، فهو البديل المقترح وفقا للصفقة ليكون الوطن البديل للشعب الفلسطيني وليس جزءً من الدولة الفلسطينية المستقلة، وبدلا من ان يتمدد القطاع داخل فلسطين وعلى الارض الفلسطينية، تقترح الصفقة التصفوية زيادة مساحة القطاع على حساب صحراء سيناء تحت مسمى دولة فلسطينية مستقلة، وهذا يعني انفصال القطاع عن الوطن الام واستقلاله عن فلسطين وليس عن الاحتلال الصهيوني، والانعزال تماما عن الارض والشعب الفلسطيني لان الدولة الفلسطينية يجب ان تقع داخل حدود فلسطين التاريخية بين رفح جنوبا ورأس الناقورة شمالا، ودون ذلك يعني تنفيذا للمشروع التوسعي الصهيوني في فلسطين التاريخية والمساهمة الفعلية في اقامة الوطن الصهيوني بين النيل والفرات.

المطلوب من قيادة حركة حماس في قطاع غزة ان تعقد مؤتمرا صحفيا في اسرع وقت ممكن، للرد على صفقة ترامب ومقترحاته باقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة تمتد في عمق صحراء سيناء، والاعلان بوضوح عن موقفها من الصفقة والافكار والمقترحات الامريكية امام الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والعالم، حتى تقطع الشك باليقين، لان الصمت في هذه المرحلة المفصلية والمصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية يثير الشكوك ويفتح الباب امام الاجتهادات والتوقعات والاحتمالات الكثيرة .
وعندما يتحدث ترامب ويقول انه سيطلب من مصر فتح الحدود امام الفلسطينيين للتوجه الى سيناء لاقامة دولتهم هناك، على اعتبار ان سيناء المكان الانسب لمثل هذه الدولة، فان حديثه يصلح ان يكون مادة لمسرحية كوميدية هزلية، لان صحراء سيناء ارض مصرية لا يملك ترامب اية صلاحيات او حق التصرف بها وتوزيعها كيفما يشاء، ولا يمكن لاي مصري ان يقبل او يوافق على اهداء او بيع نصف سيناء للشعب الفلسطيني او غيره، فقد قدّم المصريون عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والاسرى والتضحيات الجسام والدماء الزكية وخاضوا ثلاثة حروب او اكثر دفاعا عن سيناء ومن اجل تحريرها، ثم ألا يشكل نقل الشعب الفلسطيني الى سيناء احتلالا للارض المصرية واستبدالا لاحتلال باحتلال آخر، وهل الشعب الفلسطيني ينتظر اوامر اسوأ طاغية في هذا العصر ..ترامب الذي يستقوي ويمارس البلطجة والحماقة ..لمغادرة وطنه حيث يوجهه هو، كيف يفكر هذا المتصهين الارعن الاهوج ؟
تقاطع موقف حماس مع مواقف الاردن والسلطة الوطنية الفلسطينية بشأن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية، واعلانها وقوفها الى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني وتأييد خطواته وجهوده الدفاعية عن القدس والمقدسات والحقوق الفلسطينية، موقف ايجابي وفي الاتجاه الصحيح ويجب ان يتطور في قادم الايام، وان يتبعه اعلان واضح وصريح لموقف الحركة من صفقة القرن الترامبية ومن كل ما يدور ويشاع من حديث حول مشروع او مخطط انشاء دولة فلسطينية في قطاع غزة منفصلة عن فلسطين التاريخية،  يقتطع لها مساحة اضافية من صحراء سيناء.