Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Apr-2021

الهاشميون .. إشارات ورسائل في مئوية الدولة
الدستور - كتب: منذر الفاعوري
رموز ودلالات وإشارات ورسائل داخلية وخارجية رافقت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد سمو الأمير الحسين والأمراء من العائلة المالكة في ذكرى المئوية الأولى لتأسيس الدولة الأردنية.
 
الإشارة الأولى إنطلقت من زيارة الملك والأمراء الى الأضرحة الملكية في الديوان الملكي الهاشمي العامر، حيث كان بإنتظار جلالة الملك سمو الأمراء وبعد التحية ومراسم الإستقبال، قدم جلالة الملك سمو الأمير الحسن بن طلال (عمه) في المسير الى جانبه ، وهذه شيمة الكبار وعادات هاشمية عربية أصيلة، وجاءت الزيارة استذكاراً لدور الملوك الهاشميين في قيادة مسيرة التأسيس والبناء والإنجاز لـ 100 عام من عمر الدولة الأردنية ووفاء لعهدهم ولمسيرتهم التي واكبت تأسيس الدولة، حيث قرأ جلالته وسمو ولي العهد وأصحاب السمو الأمراء والحضور، الفاتحة على أرواح المغفور لهم بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال (الملك الباني) في مشهد مهيب أمام ضريحه (رحمه الله) وكل القلوب تلهج بالشكر والتقدير لمسيرة جلالته الحافلة بالعطاء والبناء وإستشراف المستقبل للأردنيين والأمة العربية، وتبع ذلك زيارة ضريح جلالة (الملك المؤسس) عبدالله بن الحسين الأول، وجلالة الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراهم جميعا.
 
الإشارة الثانية، حملت معها رمزيةً ومعانٍ عظيمة في قيادتنا الهاشمية، حيث نشر الديوان الملكي فيديو يظهر جلالة الملك عبدالله الثاني وإلى جانبه الأمير حمزة بن الحسين، وظهر إلى جانب الملك أيضا الأمراء حسن بن طلال والأمير فيصل بن الحسين والأمير علي بن الحسين والأمير هاشم بن الحسين والأمير راشد بن حسن، وهذا إن دل فإنه يدل على أن العائلة الملكية تلتئم وتتضامن وتسير على نهج هاشمي عريق لا يمكن أن يفرقها كيد أو مؤامرة، وإنما يحتضن فيها الكبير الصغير ويجتمع الكل ليبقى الأردن عصيا على كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده بفضل الله سبحانه وحكمة قيادته ووعي شعبه، وبسالة جيشه وأجهزته الأمنية اليقظة.

أما الإشارة الثالثة، والتي تحمل كبرياءً ورمزا للوفاء والإخلاص لكل من ضحوا في سبيل الوطن ورسالة الحرية والإنسانية، كانت بمثابة لفتتة ملكية سامية لزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، لصرح الشهيد في العاصمة عمان في ذكرى مئوية تأسيس الدولة الأردنية، ولا ننسى أن المغفور له بإذن الله الملك عبدالله الأول قد نال الشهادة يوم الجمعة " 20 تموز عام 1951" كأول شهيد من أجل المسجد الأقصى المبارك على أرض فلسطين، مجسداً بذلك حب الهاشميين ودورهم في الدفاع عن القدس والمقدسات ليروي بدمائه الزكية الطاهرة باحة المسجد الأقصى المبارك، وبعد ذلك نقل الى عمان وشيع جثمانه الطاهر بجنازة مهيبة ليدفن في عمان وليبقى دمه الزكي الطاهر يذكرنا بمواقف الهاشميين القومية والعربية الخالدة في الدفاع عن فلسطين العروبة.

وهنا نقف عند رسائل قوية مفادها أن التضحيات التي بذلها الشهداء الذين قضوا في سبيل الدفاع عن الوطن لها مكان عظيم في نفس جلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني، كيف لا وهم الذين سطروا بدمائهم أنبل القيم والمبادئ وقدموا أرواحهم فداء للوطن لنعيش بحرية وكرامة ، وهم الذين لم يغيبوا يوما عن الوطن في فرحه وحزنه وكأنهم خالدين بشهادتهم ودمائهم الزكية، رفقاء السلاح وأبناء المؤسسة العسكرية والجيش المصطفوي الباسل الذين خاضوا معارك الكرامة وحرب 67 والذين قضوا أثناء واجب الشرف، حيث حرص جلالة الملك وولي العهد على تكريم الشهداء بوضع إكليلاً من الزهور على ضريح الشهيد داخل الصرح وقراءة الفاتحة على أرواح العطرة. 

وبعد ذلك جال جلالة الملك في ساحة الشهداء، التي ازدانت بـ 3082 علما أردنيا، في رمزية تمثل عدد شهداء الوطن منذ تأسيس الدولة.

الرسالة الرابعة والأخيرة، كانت من خلال مشاركة الدول على المستوى العربي والدولي بإرسال برقيات التهنئة والتبريك وتزيين معالم العواصم بألوان ورموز الأردن الوطنية، وهنا أيضا دلائل ومؤشرات كبيرة على مكانة المملكة وما لها من إحترام وتقدير بين الشعوب والحكام من مشارق الأرض ومغاربها، وهذا لم يأتِ صدفة أو من فراغ، بل هو مجهود دبلوماسي وسياسي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني على خطى المغفور له بإذن الله الراحل الحسين بن طلال، حيث عمد ملوك الوطن على تكوين علاقات أخوية وصداقات بين جميع الدول عنوانها "رسائل التسامح والسلام"، وعليه حافظ الأردن على بناء وتوطيد سياسته الخارجية التي أثمرت في إيجاد مظلة دولية تنظر إلينا كبلد كبير على جميع المستويات وفي كل المحافل لنا وجود من خلال زيارات جلالة الملك وولي عهده لكافة الدول سعيا لرفعة الأردن وتقوية روابط الصداقة والشراكة من منطلق التقدم والإزدهار.

وبقلوب تفيض حباً وولاءً للوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة التي جعلت من الأردن عريناً عربياً هاشمياً صامداً يلتف الشعب فيه حول قيادته الحكيمة، متمسكين بثوابتهم العربية والإسلامية المتينة، داعين الله عز وجل أن يحمي ويحفظ الوطن وقيادته، حيث تدخل الدولة الأردنية المئوية الثانية، وهي متسلحة بقيادة هاشمية حكيمة وشعب واعٍ منتمٍ يفخر بمسيرته في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.