یدیعوت أحرونوت

 

الغد- 1 .عاموس عوز، الذي توفي ھذا الشھر لم یخلف لنا كتبا روائیة عن واقع حیاتنا ھنا، بل ومفاھیم حادة كالسیف عن الشخوص التي ترافقنا أیضا. ھكذا، بعد ھزیمة نتنیاھو في الانتخابات في 1999 ،استخدم عوز التشبیھ الرائع حین صاغ سنوات ولایتھ الثلاث إذ قال: ”في الیوم التالي للانتخابات، كفت الحفارة ضجیجھا من تحت نافذتي وفجأة سد الھدوء“. وبالفعل في السنوات العشر الاخیرة، واصلت حفارة نتنیاھو العمل الصاخب.

وعندھا جاء ”الخطاب الدراماتیكي“ لنتنیاھو في التلفزیون الاسبوع الماضي، وفجأة بدأت الحفارة تختنق وتطلق اصواتا متشنجة. ففي محاولتھ الیائسة لإزالة سحب لوائح الاتھام التي تحوم فوقھ، طلا نتنیاھو اسلافھ بالزفت، وذكر لنا قضیة الجزیرة الیونانیة لشارون ومغلفات اولمرت. یا لھا من دناءة ویا لھا من سخافة. انا مستعد لأن أخمن بان محامیھ الجدد لم یرتاحوا للخطاب، ولو كان ھذا متعلقا بھم لمنعوا عنھ ھذا الظھور.

في نظرھم، حان الوقت لاتخاذ قرارات اخرى، كفیلة حقا بأن تؤثر على مصیره، مصیر سیحسم

في نھایة المطاف لیس في صنادیق الاقتراع بل في قرار القضاة في القدس أو في صفقة قضائیة

مع النیابة العامة. كل واحد وملفاتھ، یا سید نتنیاھو – فأنت ستكون مطالبا بأن تتصدى لملفاتھ وخلاصك لن یأتي من ملفات مشبوھین آخرین في الماضي.

2 .اذا كنت بحاجة لأن اختار المرشحین للقب الحفارة في حملة الانتخابات ھذه، التي تبدو مثل موسم آخر من برنامج تلفزیوني واقعي آخر، لاخترت بلا شك نائبة وزیر الخارجیة تسیبي

حوطوبیلي. فعلى ظھورھا في الاذاعة والتلفزیون تستحق بالتأكید لقب الضجیج الدائم، بوتیرة آلة إطلاق النار، مع اقوال مثل ”حق الصمت محفوظ لمتھمین مشبوھین“، ”لدینا زعیم واضح“ و ”بني غانتس ھو رجل الیسار“.

3 .ولكن حوطوبیلي لیست وحیدة. ففي اطار محاولة التشكیك بصورة غانتس النقیة، حذرتنا وزیرة الثقافة میري ریغیف من رئیس ”مناعة لإسرائیل“، وقالت ان الجمھور مطالب بأن یشتري قطا في كیس. اذا كان ھكذا، فیجدر بنا أن نسال: ما الذي اشتریناه في حالة ریغیف. قبل دخولھا إلى السیاسة عرفنا عن خدمتھا العسكریة الفاخرة، عن أنھا كانت تنطق بلسان حرب لبنان الثانیة وبررت بحماسة فك الارتباط او بلھجة ناخبیھا الآن، حملة طرد آلاف المستوطنین من قطاع غزة. عملیا، ریغیف لیست قطا في كیس – بل ھي سیدة لكل زمن تعرف كیف تعید انتاج نفسھا وفقا لناخبي حزبھا.

4 .مواقف بني غانتس، نقاط انطلاقھ والحلول التي یعرضھا لمعالجة أمراض المجتمع

الإسرائیلي بقیت ھذا الاسبوع أیضا غامضة. ھذا الصمت یترك طعما بالمزید: ھل ھو یصمت

لأنھ معني بأن یتوجھ إلى مقترعین من الیمین ومن الیسار، أم لأن ببساطة لیس لدیھ ما یقولھ؟

أمیل لأن أصدق احتمالا ثالثا: غانتس، بصمت، یقترح علینا ان ننتخبھ وفقا لسیرتھ الذاتیة.

فھو یقول لنا انھ اجتاز كل الاختبارات الأشد قسوة من الیوم الذي انضم فیھ إلى الجیش الإسرائیلي وحتى أنھى ولایتھ كرئیس للأركان. شيء بشع واحد لم یعلق بھ. فھو مستقیم، فھو نزیھ، فھو قابل للانتخاب. اما كل ما تبقى؟ فھذا سیأتي حین یكون مطالبا بان یحسم في المھام الوطنیة التالیة التي ستوضع امامھ.

5 .قول رئیس الشاباك نداف أرغمان عن امكانیة ان تتدخل دولة اجنبیة في الانتخابات في البلاد أثار بعض الفزع. وبالفعل، یمكن لنا أن نھدأ: فالانتخابات ستحسم وفقا للمعتقدات المقررة مسبقا، لشدة الأسف، لمعظم الناخبین. اما التدخل الاجنبي، فھو امكانیة فقط عندما یكون ھناك انفتاح على افكار جدیدة، وعندنا ھذا موجود في الھوامش فقط.

وبشكل عام، التدخل الاجنبي في الانتخابات كان موجودا دوما – یكفي أن نذكر ما سمي في 1996“ مؤتمر انقاذ بیرس“، عندما استدعى الرئیس الأمیركي كلینتون زعماء العالم إلى مؤتمر سلام في شرم الشیخ عشیة الانتخابات. ھذا لم یجدیھ نفعا: نتنیاھو انتصر في النھایة، لأن الإسرائیلیین لا یحبون ان یتدخل أحد في شؤونھم، ولان عملیات الارھاب كانت ذات تأثیر أقوى. ھكذا سیكون ھذه المرة أیضا: لیس بوتین ھو من سیتوج رئیس الوزراء التالي، ولا ترامب أیضا. إذا كان لا بد، فھذا سیكون یحیى السنوار.