Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Apr-2017

اللغة مؤشّر حضاري - د. صلاح جرّار
 
الراي - لو نظرنا إلى الكلمات الإنجليزية التي تسرّبت إلى اللغة العربيّة - عاميّها وفصيحها - منذ القرن الماضي إلى اليوم لوجدنا أنّها تنتمي في معظمها إلى عالم الصناعة والتكنولوجيا والابتكارات العلمية الحديثة، ومن ذلك الراديو والتلفون والتلفزيون والرادار والفيوزات واللمبات والفيش والموبايل والسي دي وال (دي في دي)، والفلاشة والكمبيوتر والماوس والفيديو واللاب توب واليوتيوب والإيميل والآي فون والدسك والفيسبوك والفاكس والإنترنت والكاميرا والفوتوشوب والهيدفون والواي فاي والكاسيت وسكانر وبرنتر وفيلم والسوفت وير والهاردوير والشات والميكرفون والبي دي إف، والجي بي إس والهاشتاج، وغيرها.
 
وفي مجال السيارات نجد أسماء مثل الباص والمايكروباص والتاكسي والميكانيك والأوتوماتيك والفورويل درايف والستيرنج والكلاتش والبريك والجير والكسكيت والفلتر والإكزوزت وغيرها أيضاً.
 
كذلك بالإضافة إلى مصطلحات كثيرة في مجالات الطيران والبحار والأسلحة والتجارة والطبّ والصيدلة والأدوية والصناعات الهندسية وسواها.
 
إنّ دوران هذه الكلمات على ألسنتنا وظهورها حتّى في الكتابات والمخاطبات الرسميّة هي ممّا لا نستطيع منعه ما دام أصحابها منتجين لها وما دمنا نحن أبناء العربيّة مستهلكين لتلك المنتجات، فلا نملك إلاّ أن نأخذها بمسمياتها الأصلية، وحتّى لو كان لها مسميّات بديلة باللغة العربيّة فإنّ وصول المفردة الأجنبية أوّلاً إلى ألسنة مستخدمي هذه المنتجات من العرب يجعل للمفردة الأجنبية الأولوية في الاستخدام ولا سيّما إذا استقرّت على الألسنة وكثر دورانها بين الناس، فمن النادر جدّاً أن نجد من العرب من يقول عن التلفزيون المرناة أو من يقول عن بريك السيّارة الكابح.
 
وما دامت الصناعات بأنواعها عند غيرنا تتقدم وتتطوّر بسرعة وتزداد كثرة يوماً بعد يوم، ونحن نبادر إلى استهلاك هذه المنتجات بكلّ ما تحمله من وظائف وأسماء، فسوف يستمر دخول مفردات أجنبية إلى لغتنا يوميّاً، بينما تقف لغتنا حائرة أمام هذا التدفّق للمصطلحات الأجنبية، وتنتظر من قومها العرب أن يعملوا على إنتاج صناعاتهم الخاصّة بهم التي تحمل أسماء عربيّة تنتقل معها عبر الحدود إلى دول العالم فيعود للعرب احترامهم ومكانتهم وإسهامهم في الحضارة الإنسانية.
 
إنّ مقارنة سريعة بين ما دخل من المفردات الأجنبية إلى لغتنا العربيّة، وما دخل إلى اللغات العالمية الأخرى من مفردات عربيّة منذ القرن الماضي إلى اليوم، تكشف لنا وبوضوح عن بطء تحرك اللغة العربيّة نحو معاجم اللغات الأخرى مقابل سرعة حركة اللغات الأجنبية في اللغة العربيّة، ممّا يعكس حجم ما ينتجه العالم المتحضر من مصنوعات ومخترعات، وقلة ما ينتجه العرب!
 
إنّ أهم وسائل نشر لغتنا العربيّة هو أن تنصرف الأمّة إلى الصناعة والعلم والإبداع، وبذلك تقوى العربيّة ويقوى أهلها وتعود لهم مكانتهم في الحضارة العالمية.
 
salahjarrar@hotmail.com