Tuesday 30th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Apr-2024

قبل الرد.. يجب ألا ننسى الحلفاء

 الغد-معاريف

بقلم: ميشكا بن - دافيد
 
الهجوم الإيراني هو جزء من الرؤية لإبادة دولة إسرائيل، وفي إطارها تطور إيران قدرات إطلاق الصواريخ وقدرة نووية، وتستخدم منظمات وكيلة – بما في ذلك في الحرب الحالية التي كان يفترض أن تكون بداية تحقيق الرؤية. غير أن المعركة العسكرية لا تتقدم حسب المخططات الإيرانية وكان هجوم الصواريخ والمسيرات محاولة لتغيير وجه الأمور، قبل لحظة من انهيار حماس وتوجه الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله.
 
 
في نصف السنة التي انقضت منذ هجوم حماس، صفي معظم مقاتليها، دمرت غزة، ومن شأن الدخول إلى رفح أن يقضي على قدرتها العسكرية. حزب الله لا يخرج عن حرب الاستنزاف على طول الحدود، والتي نتائجها غير حاسمة. مراحل انهاء الحرب في غزة من شأنها أن تكون مراحل بدء الهجوم الإسرائيلي في الشمال، المشاهد من غزة تصدح جيدا في لبنان – واللبنانيون معنيون بالامتناع عن ذلك. هجمات الوكلاء من حدود سورية، العراق واليمن الحقت بإسرائيل ضررا ثانويا فقط وايقظت إقامة تحالف دولي ضدهم. إيران فتشت عن طريق للخروج من الوضع فشكلت تصفية ضباط الحرس الثوري في المبنى التابع للقنصلية في دمشق ذريعة مناسبة. ينصب همهم الآن على تغيير وجه المعركة الجارية، والظروف الدولية أيضا تبدو لهم مناسبة: الازمة في علاقات إسرائيل والولايات المتحدة، والأصوات التي تسمع في أميركا وفي أوروبا وتدعو إلى وقف التسليح والدعم لإسرائيل، تبدو لهم كالزمن المناسب لترجيح الكفة في الحرب من خلال توجيه ضربة شديدة لإسرائيل.
إسرائيل لا يمكنها أن تستجيب للطلب الأميركي بعدم الرد، إذا كانت لا تريد أن توقظ بذلك كل اعدائها للارتباط ضدها فانها لا يمكنها أن تخطط الرد وفقا للنتائج الطفيفة للهجوم، بل وفقا للنتائج التي كان يمكن ان تكون له: تدمير مركز لمنشأة إستراتيجية، في كل محاولة للقضاء معنويا على دولة إسرائيل، وتأثير حاسم على المعركة الجارية هنا. وبناء على ذلك وعلى مدى الهجوم ينبغي أن تكون شدة الرد.
حتى لو كانت هجمة سايبر أو أمثالها ناجعة، فلا ينبغي الاكتفاء بها.
رغم أن نجاعة الهجوم الإيراني تبينت محدودة، لا ينبغي ان ننسى بان النتيجة نبعت أيضا من الاعتراضات التي قام بها الأميركيون وباقي دول التحالف، وعلى إسرائيل أن تتأكد من أنه حتى بدون دعمهم للهجوم على إيران، فانهم سيقفون إلى جانبها ضد الرد الإيراني المحتمل. أجر الأميركيين سيكون شل عضو كفاحي في "محور الشر" واضعافه.
موعد هجوم الرد الإسرائيلي يجب أن يأخذ بالحسبان إمكانية تدخل مكثف من حزب الله – وعليه فيجب الوصول قبل ذلك إلى حسم في غزة. فتدخل متزايد من حزب الله سيشكل فرصة لضربة وابعاده عن حدودنا. مع إيران، حماس وحزب الله ضعفاء، ستنشأ إمكانية لتغيير وجه الشرق الأوسط وفقا للرؤيا الأميركية. لكن لهذا الغرض على دولة إسرائيل أن تنخرط في الرؤيا الأميركية وتبدي استعدادا مبدئيا ومشروعا لدولة فلسطينية مستقبلية مجردة من السلاح ومحبة للسلام، مقابل سلام مع السعودية ودول أخرى.
هذه هي الصورة التي ينبغي أن تكون أمام الكابينت عندما يقرر الرد الإسرائيلي، والأمر يتطلب تغييرا في تركيبة الحكومة.