Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2021

جمعية النقاد ندوة تتأمل «تحولات اللغة في شعر تميم البرغوثي»

 الدستور

ضمن سلسلة نشاطاتها النقدية الدوريّة، أقامت جمعية النقاد الأردنيين يوم الخميس الماضي في رابطة الكتّاب الأردنيين ندوة متخصصة بعنوان «تحولات اللغة في شعر تميم البرغوثي»، قدّمها الدكتور مراد البياري أستاذ اللغة في الجامعة الأردنيّة، وأدارها أستاذ النقد الحديث الدكتور عاصم بني عامر، تناولت بالدرس والتحليل نموذجاً شعريّاً للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي عنوانه «في القدس».
استعرض الدكتور عاصم بني عامر مدير الندوة أعمال البرغوثي ومكانته في الوسط الشعري وقدرته على الجمع بين الشعرين العمودي والحر، وانضباط قواعده الشعرية التي تعلي من السلف وبطولاتهم، وأشار إلى أن اللغة الشعرية تكمن قيمتها في الوخز والتأثير، وهذا تماما ما هيّأ مكانة خاصة لتميم في الشعر المعاصر.
فيما استهلّ الدكتور مراد البياري حديثه في هذا الموضوع بالتأكيد على أن اللغة ركيزة أساسيّة في العمل الأدبي، يمكن أن توفر لمنشئ النص قاعدة إقناعية متينة جنباً إلى جنب مع الملامح الجماليّة الإبلاغية، فاللغة مرتبطة ارتباطا وثيقاً بعبقرية الإنسان، وقد امتلك تميم البرغوثي خصائص أسلوبيّة مائزة جعلته في مقدمة شعراء عصره.
قسّم البياري حديثه عن تحولات اللغة لدى تميم البرغوثي في قصيدته «في القدس» إلى ثلاثة محاور رئيسة هي: جملة العنوان، والفعل ودلالته في القصيدة، والأساليب اللغوية وأثرها في بنية النص الشعري.
في المحور الأول قرأ البياري عنوان قصيدة «في القدس» قراءة لسانية دلالية جمالية ضمن آليات انفتاح النصوص، وعدّ العنوان في أي نص أدبي «مدخلاً للعبارة النصيّة»، إذ تشكل العنوان خبراً في شبه جملة مبدوءة بحرف جر دال على الظرفية، والظرفية المكانية ممثلة في القدس هي لبّ اهتمام الشاعر وقضيته الأولى، والعنوان يغري القارئ في توقع ما هو كائن في القدس، ويداعب مخيلته ويبني سقف توقعه.
أما المحور الثاني الفعل ودلالته في القصيدة، فأخذ حيّزاً كبيراً من ورقة البياري لأهمية الفعل في أي تحليل أسلوبيّ، لأن الفعل يتمظهر بحركيات متعددة تنقلنا على الدوام من ملمح إلى ملمح فيغنى النص بدلالاته. واستشهد البياري بدلالات الفعل (مررنا) هذا الفعل المشبع بدلالاة إنسانية لا تخفي القهر والهمّ منسوباً إلى ضمير المتكلم (نا)، وهذا يفضح الحالة الذهنية عند الشاعر عندما يتجشم معاناة التعبير عن هموم أبناء وطنه المحتل.
أما المحور الثالث في حديث البياري فاشتغل على الأساليب اللغوية والنحوية في قصيدة «في القدس» وعلى رأسها أسلوب الشرط، والتكرار، والحذف، والتقديم والتأخير، وأسلوب الإحاطة والشمول والاستغراق.
وفي نهاية ورقته خلص البياري إلى أن العنوان مثّل مدخلاً لسانياً مهماً في فهم أركان القصيدة، وأن التنقل بين الضمائر يكشف الحالة الشعورية المتأزمة لدى الشاعر، وأن فعل الرؤية والإبصار كان بوصلة الأفعال في النماء بالقصيدة، وأن التفاوت في استخدام الأفعال كان ملمحاًاسلوبياً إثرائياً، فضلا عن التعدّد في استخدام الأساليب لا سيما أسلوب الشرط.
وقد أثارت ورقة البياري جملة من التساؤلات بدأها مدير الندوة بني عامر بالاستفهام عن مفهوم التحولات الحقيقة في شعر البرغوثي، وعن أي لغة تتحدث، من جانبة شارك من الحضور الدكتور نضال الشمالي بتساؤلين؛ أولهما عن سبب العلاقة المتوترة بين اللغة والشعر، وثانيهما عن قدرة العنوان في شكله الحالي على كشف محتوى القصيدة ومبتغاها. أما الدكتور حسام العفوري فثمّن دور اللغة في النفاذ إلى دلالات القصيدة الخفية وربطها بالحالة الشعورية للشاعر. من جهته تساءل الشاعر محمد خضير هل يمكن أن يجب أن يمتلك أي شاعر إنتاجاً واسعاً من الشعر حتى يُكتب عنه وعن تجربته الشعرية. كما أضاف الدكتور سعد مقداد سؤالاً مفاده: هل تقيدّ الشاعر بقواعد اللغة يمكن أن يحدّ من شاعريته ومن قدرته على إيصال مشاعره وهل التمرد على اللغة في القصيدة يعدّ مدخلاً آمناً لإبراز جماليتها.