Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Feb-2019

“داعش” ترجئ نهايتها بتقنين خروج المحاصرين ونداءات أممية للمساعدة الإنسانية

 حقل العمر النفطي ( سورية) – على غرار كثيرات، لا تخفي خديجة حزنها كون “الخلافة” قد شارفت على الانتهاء.

وقالت “رب العالمين وعدنا بالخلافة ونحن رحلنا إليها. أشعر أنه لن يكون هناك نصر رغم إنهم يقولون لنا إن النصر قريب”.
وتابعت “بعد خروج النساء لن يبقى إلا المقاتلون”.
هكذا بدت الحالة على ابواب الباغوز الذي تتوقع قوات سورية الديموقراطية إجلاء المزيد من المحاصرين في جيب تنظيم داعش في شرق سورية غداة خروج أكثر من ألفي شخص، غالبيتهم من عائلات المسلحين المتطرفين، تزامناً مع تأكيد الأمم المتحدة الحاجة الماسة لمساعدات انسانية لمخيمات النزوح شمالاً.
وأجلت قوات سورية الديموقراطية منذ الأربعاء نحو خمسة آلاف شخص من الباغوز، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وصل 2500 منهم وفق الأمم المتحدة إلى مخيم الهول شمالا، الذي يشهد أوضاعاً انسانية مأساوية وبحاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة.
وتقترب هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، من حسم المعركة ضد مقاتلي التنظيم المحاصرين في مساحة لا تتخطى نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز، تمهيداً لإعلان انتهاء “خلافة” أثارت الرعب طيلة سنوات.
وقال المتحدث باسم حملة قوات سورية الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين “المعبر مفتوح من جهتنا ونأمل أن يأتي عدد أكبر من المدنيين” من جيب التنظيم، “لكن ذلك يتوقف على ما إذا كان مقاتلو داعش سيتركون مجالا للمدنيين حتى يخرجوا”.
ولم يسجل امس خروج أي من المحاصرين، وفق مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وقدر عفرين خروج “أكثر من ألفي شخص من نساء وأطفال ورجال” الجمعة من الباغوز، يُرجح أن غالبيتهم من عائلات الجهاديين، تم نقلهم الى منطقة في وسط صحراء ريف دير الزور الشرقي، تمهيداً لإتمام عمليات الفرز ثم نقلهم إلى مخيم الهول شمالاً أو مراكز اعتقال.
وفي نقطة الفرز التي تبعد قرابة ساعة عن بلدة الباغوز، شاهدت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية بعد ظهر الجمعة المئات من النساء مع أطفال من مختلف الأعمار.
تجمع الرجال، وعددهم أقل من النساء,والاطفال في المكان ذاته بشكل منفصل بانتظار التدقيق الأولي في هوياتهم. وكان بينهم أجانب، ينحدر بعضهم من دول شرق آسيوية، وشاب ذو شعر أشقر وعيون عسلية، سارع الى اخفاء وجهه فور اقتراب الكاميرا منه.
وافترشت بعض النساء الأرض قرب حقائب مختلفة الأحجام، بينما كان عدد كبير منهن يصرخ طلبا للمياه والطعام للأطفال.
وأمسكت سيدة عراقية منقبة، في الأربعينيات من عمرها، بتقرير طبي مكتوب باللغة الانكليزية، قالت إن طبيباً في الباغوز كتبه لها قبل خروجها لتسريع عملية علاجها جراء معاناتها من داء الكلى. ولم تتوان عن طلب المياه للشرب.
وفور خروجها من إحدى الحافلات، تهرع سيدة إلى مقاتلات من قوات سورية الديموقراطية، وتبلغهن أنها “على وشك الولادة”. ثم تخاطب إحدى قريباتها الجالسات أرضاً بينما تنهمر دموعها “أخاف أن يموت الجنين” قبل أن تسارع المقاتلات إلى تفتيشها ونقلها إلى مكان قريب.
وتحدث فريق وكالة الصحافة الفرنسية مع زوجات المسلحين المتطرفين، بعضهم قتل خلال المعارك وآخرون ما يزالون محاصرين. وروت خديجة علي محمد (24 عاما) وهي أم لطفلين من محافظة حلب لـ” وكالة الصحافة الفرنسية” “كنا نعيش في خيم ونأكل خبز النخالة، ولم يتوفر لدينا، أنا وأخواتي الثلاث، المال كي ندفع للمهربين بعدما قُتل أزواجنا في المعارك في وقت سابق”.
ولا تتوفّر لدى قوات سورية الديموقراطية راهناً أي تقديرات لعدد مقاتلي التنظيم الذين يتحصن عدد كبير منهم في أنفاق وأقبية تحت الأرض.
ومن شأن استكمال اجلاء المحاصرين أن يحدد ساعة الصفر لقوات سورية الديموقراطية من أجل حسم المعركة سواء عبر استسلام المسلحين المتطرفين أو إطلاق الهجوم الأخير ضدهم.
وقال مدير المركز الإعلامي في قوات سورية الديموقراطية مصطفى بالي لـ” وكالة الصحافة الفرنسية” الجمعة “ننتظر إجلاء آخر المدنيين لاتخاذ قرار الاقتحام”.
وأعلنت هذه القوات قبل أسبوع إن قواتها باتت “تتحرك بحذر” بعد تضييق الخناق على مقاتلي التنظيم، لإفساح المجال أمام المدنيين بالخروج، بعدما فاق عددهم توقعاتها. واتهمت التنظيم باستخدامهم كـدروع بشرية”.
بعد انهاء عملية التفتيش والتدقيق الأولي في الهويات وجمع المعلومات الشخصية، يُنقل المدنيون لا سيما النساء والأطفال إلى مخيم الهول شمالا، الواقع على بعد ست ساعات عن الباغوز بينما يتم إيداع المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش في مراكز تحقيق خاصة.
ويكتظ مخيم الهول، الذي تديره قوات سورية الديموقراطية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، مع وصول المزيد من الأشخاص إليه. ويؤوي المخيم، ويضم قسماً خاصاً بعائلات المسلحين المتطرفين، 40 ألف شخص، وفق ما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة في تغريدات على تويتر ليل الجمعة.
وتوقعت الأمم المتحدة وصول “آلاف آخرين خلال الساعات/الأيام المقبلة إلى المخيم، ما سيرتّب ضغطاً إضافياً على الخدمات الرئيسية”.
وقالت إن “هذا التدفق المفاجئ يمثل تحدياً هائلاً للاستجابة” مؤكدة “الحاجة الماسة إلى خيم إضافية ومواد غير غذائية ومياه ومستلزمات صحية ومواد تنظيف”.
ويعيش المحاصرون في جيب التنظيم في ظروف بائسة في ظل نقص الطعام والمياه والأدوية. ويصلون إلى مخيم الهول بعد رحلة محفوفة بالمخاطر وفي حالة يرثى لها.
ومنذ كانون الأول(ديسمبر)، أحصت الأمم المتحدة وفاة 60 طفلاً خلال رحلة الخروج من جيب التنظيم في شرق سورية أو بعد وصولهم إلى المخيم، في حين قالت لجنة الإنقاذ الدولية التي تتواجد طواقمها داخل المخيم الجمعة إن العدد ارتفع إلى 69 على الأقل. وأوضحت أن ثلثي عدد المتوفين هم من الأطفال دون عمر السنة.
وعلى وقع التقدم العسكري لقوات سورية الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية، فرّ نحو 46 ألفا تباعا من مناطق سيطرة التنظيم منذ كانون الأول(ديسمبر)، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.-( ا ف ب )