Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jun-2017

اتهامات واشنطن للاسد تؤشر على مزيد من التورط الأميركي في الحرب السورية
"القدس" دوت كوم - 
في أسلوب بات معتاداً كلما حقق الجيش السوري إنجازات ميدانية ضد تنظيم "داعش" أو جبهة النصرة، اتهم البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء الاثنين 26 حزيران 2017 الحكومة السورية بالتخطيط لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيميائية، وحذر الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيدفع "ثمنا باهظا" هو وجيشه إذا نفذ هجوما من هذا النوع.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية شون سبايسر في بيان اعتُبر مفاجئاً أن "الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيميائي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء " دون ان يقدم أي أدلة، مكتفياً بالقول أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن "مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيميائي في 4 نيسان 2017"، والذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية في سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سبايسر أن الولايات المتحدة موجودة في سوريا للقضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، محذرا بأنه "إذا شن الأسد هجوما جديدا يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحه كيميائية فإنه وجيشه سيدفعان ثمنا باهظا".
واعتبر كثير من الخبراء أن هدف ترامب من هذه التهديدات هو إبعاد الاهتمام عن التحقيقات التي يتعرض لها وأفراد من عائلته ومستشاريه بسبب إدعاءات التورط مع روسيا أثناء الحملة الانتخابية العام الماضي، حيث انه وبحسب تلك الإدعاءات فقد أجرى كبار مستشاري ترامب (بمن فيهم صهره جاريد كوشنر) اتصالات متتابعة مع السفير الروسي سيرجي كيسيلياك في شهر كانون الأول الماضي.
وجاء إصدار بيان البيت الأبيض هذا بعد يوم واحد من نشر الكاتب الصحفي الاستقصائي الأميركي الشهير سايمور هيرش مقالا في الصحيفة الألمانية "فيلت أم زونتاغ" يوم الأحد 25/06/2017، كشف فيه أن الدلائل التي توصل إليها، تؤكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أصدر أمراً بضرب قاعدة الشعيرات الجوية السورية بصواريخ "توماهوك" (يوم 6 نيسان) على الرغم من إبلاغه مسبقا ببراءة بشار الأسد من هجوم خان شيخون الكيمياوي في محافظة إدلب.
ويعتمد الصحافي الأميركي في مقاله المذكور وما جاء فيه على مصادر في الحكومة والاستخبارات الأمريكية.
ووفقا للصحافي هيرش، فإن "الرئيس الأميركي ترامب كان أيضا على علم مسبق، بأن الطائرات الحربية السورية كانت تنوي توجيه ضربة للإرهابيين في خان شيخون، وأن الجانب الروسي أبلغ الأميركيين بذلك بموجب الاتفاق بين الجانبين الروسي والأميركي (مذكرة التفاهم لتلافي الحوادث) في الأجواء السورية.
ووجه الطيران الحربي السوري يوم الرابع من نيسان ضربة، مستهدفا المقر الذي كان يجتمع فيه قادة المسلحين بـ "قنبلة جوية موجهة تحمل رأسا حربيا تقليديا"، قدمتها روسيا للعسكريين السوريين.
ويقول هيرش إن الطيران السوري أصاب مبنى من طابقين كانت تدور فيه مفاوضات بين زعماء المسلحين، وان الطابق السفلي من هذا المبنى كان عبارة عن مخبئ للأسلحة والصواريخ والمواد الكيميائية (على اساس انه مادة الكلور الذي يطهر به جسد الميت قبل دفنه).
ولدى سقوط القنبلة على المبنى حدثت سلسلة من التفجيرات للذخائر التي كانت موجودة، وشكلت سحابة من الغاز السام الناجم عن تفجير المواد الكيميائية، التي كانت موجودة في المخزن.
وكما يشير هيرش، فإن القادة العسكريين الأميركيين أنفسهم توصلوا إلى هذا الاستنتاج.
ويؤكد هيرش أيضا الى أن أحد مستشاري الإدارة الأميركية في القضايا الأمنية، قال بشكل مباشر أن "هذا لم يكن هجوما كيميائيا.. إن ذلك خرافة" .
ويضيف المقال أن تقريرا قدم إلى الرئيس الأميركي يؤكد "عدم وجود أي دليل يشير إلى استخدام سوريا للسلاح الكيميائي، ولكنه لم يُعر ذلك اهتماما، وقال /نفذوا/!".
وفي هذه الحالة، يكتب هيرش، أن صواريخ "توماهوك" الأولى، التي أطلقت تنفيذا لأمر ترامب، "سقطت على مخزن للوقود، ما تسبب بحريق هائل خلف دخانا كثيفا جدا أدى إلى تعطُّل أنظمة التوجيه في الصواريخ عن العمل. وهذا ما يفسر خروج الجزء الأكبر من صواريخ توماهوك، التي وجهت إلى القاعدة الجوية السورية، عن مسارها، وعدم وصولها إلى الهدف المرسوم؛ الأمر، الذي رأى فيه بعض كبار المسؤولين أمرا متعمدا لتخفيف الخسائر من جراء أمر ترامب".
ويضيف الصحافي الشهير سيامور هيرش أن "الإدارة الأمريكية قامت بشن هجوم إعلامي واسع يتهم موسكو والأسد، ويحملهما المسؤولية عن الهجوم الكيميائي، وذلك للتستر على قرارها الخاطئ".
من جهته وصف الكرملين التهديدات التي توجهها واشنطن للقيادة السورية على خلفية ملف الأسلحة الكيميائية بأنها مرفوضة، ونفى علمه بأي خطر وشيك لوقوع هجوم كيميائي جديد بسوريا.
وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ردا على إعلان البيت الأبيض عن قيام السلطات السورية بالاستعداد لـ "هجوم كيميائي جديد" لست على علم بوجود أي معلومات تدل على خطر استخدام أسلحة كيميائية".
واضاف أن المعلومات الأكثر دقة بهذا الشأن تتوفر لدى الاستخبارات الروسية ووزارة الدفاع، مؤكدا أن الأجهزة الروسية المعنية ستصدر تحذيرا في حال ظهور مثل هذه المخاوف.
وشدد المسؤول الروسي على أن الكرملين لا يعرف ماهي أسس بيان البيت الأبيض.
واستطرد، في معرض تعليقه على مضمون البيان قائلاً "طبعا، نرفض قطعيا عبارة /هجوم جديد/. أنتم تعرفون أنه لم يجر هناك أي تحقيق دولي غير منحاز في المأساة الأخيرة من هذا القبيل، رغم كافة مطالب الجانب الروسي، ولذلك لا نعتقد أنه من الممكن تحميل القوات السورية المسلحة مسؤولية ذلك