Friday 9th of May 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2025

استمرار القتل في غزة وصمة عار

 الغد-هآرتس

 
بقلم: رفيف دروكر   21/4/2025
 
عملية "حارس الاسوار" في أيار 2021 كان يجب أن تنتهي في يوم الاحد، 16/5/2021، لكنها تأجلت إلى ليلة الخميس – الجمعة. السبب الرئيسي هو وجود فرصة لتصفية محمد ضيف. في نهاية المطاف تقرر عدم تنفيذ ذلك. التقدير كان أن تصفيته ستنطوي على موت 70 غزيا غير متورطين. هذا يبدو الآن مثل قصة خيالية. عندما تقررت تصفية احمد غندور، قائد لواء شمال القطاع في حماس، قاموا بهدم مبان بالكامل، منشأة مليئة بالسكان، كل ذلك لتصفية شخص واحد. "الآن نحن نصادق على تصفية قائد سرية في حماس مع إمكانية وجود 70 قتيلا"، اعترف شخص رفيع شارك في القتال. 
 
 
 القانون الدولي يسمح بالمس بغير المتورطين الذين يتواجدون قرب هدف عسكري، لكنه يحدد قواعد: ما هي أهمية هذا الهدف. إلى أي درجة لا يمكن تحقيق الهدف بطريقة أخرى. إلى أي درجة يمكن تقليل المس بغير المتورطين. خلال عشرات السنين الجيش الإسرائيلي كان الجيش الأكثر تطورا في العالم في القدرة على تطبيق هذه القواعد. ليس في هذه الحرب. هنا شهوة الانتقام والرغبة في إظهار أن "صاحب البيت أصيب بالجنون" والتعميم السائد بأن "الجميع هم مخربون"، كل ذلك أدى إلى عمليات كثيرة لا توجد أي طريقة لتبريرها. هذا ليس أخلاقيا أو إنسانيا، بل هو وصمة عار لنا جميعنا.
الادعاء بأن الضغط العسكري لا يساعد على تليين موقف حماس هو ادعاء غير صحيح. أشخاص شاركوا في المفاوضات، والبعض ما زالوا يشاركون، ولا يعتبرون من محيط نتنياهو، قالوا بشكل قاطع إن الضغط يساعد. احتلال شمال القطاع في بداية الحرب وروح النكبة الثانية التي سادت في حينه في المجتمع الفلسطيني كان له وزن كبير في قرار حماس الذهاب إلى الصفقة الأولى، "صفقة الأحلام" من ناحية إسرائيل. ايضا الآن حقيقة أن حماس انتقلت من الاستعداد لتحرير مخطوف واحد على قيد الحياة الى تحرير خمسة مخطوفين، تعود بدرجة كبيرة إلى الضغط العسكري. وبدرجة أكبر إلى وقف المساعدات الإنسانية الذي يؤلمها كثيرا.
 مع ذلك، استمرار الضغط العسكري ووقف المساعدات الإنسانية هما على شفا الأمر غير الإنساني، ويعرضاننا للخطر في مواجهة طويلة مع معظم المجتمع الدولي، بما في ذلك لوائح اتهام في لاهاي، ورغم الليونة التدريجية في موقف حماس إلا أنه لا يبدو أنها ستوافق على طلبات نتنياهو. بكلمات أخرى، بعد الاثمان التي سندفعها فإن المخطوفين لن يعودوا ولن تكون صفقة. بديل ذلك هو التعهد بصورة معينة بانهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة وتسلم معظم، وربما جميع، المخطوفين. الثمن – بقاء حماس في السلطة. نتنياهو يقول بأن استمرار الحرب سيبعد حماس عن السلطة، لكن هذا يظهر أن له احتمالية ضعيفة، وبالتأكيد بدون بديل للحكم.
 نتنياهو سئل عشرات المرات في نقاشات مغلقة لماذا لا يتعهد بوقف الحرب، وبعد بضعة اشهر العودة الى القتال. هرتسي هليفي قال له في مرحلة سابقة بأن حماس لم تطلب الاذن من الامم المتحدة قبل شن المذبحة ضدنا. يئير لبيد توجد له جملة رائعة في هذا السياق: هذه هي المرة الاولى في التاريخ التي فيها كل العالم يحاول اقناع نتنياهو بأن يكذب. ولكنه لا يوافق على ذلك. مبرراته خلال السنة الاخيرة تغيرت. في البداية قال إن هذا التعهد سيعكس الضعف امام حزب الله وايران. وبعد ذلك قال بأن ادارة بايدن لن تسمح لنا باستئناف القتال. وأول من أمس قال إن من يعتقد أنه يمكن استئناف القتال فهو لا يعرف المنظومة الدولية وماذا يعني هذا التعهد للسعودية والاميركيين. هذا ادعاء ضعيف. فعدد غير قليل من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي قالوا لنتنياهو: نحن سنوفر لك عشر ذرائع كل يوم من اجل استئناف القتال، مثل نقل السلاح، المسلحين، التهريب وما شابه.