الراي- ذات يوم قال لي الأستاذ وأنا في الصف السادس :- ( والله لأقصقص جنحانك يا هامل)..لا أذكروقتها ماذا فعلت , ولكني ارتكبت جملة من الأفعال المشينة ومن ضمنها نصحي لطالب بالقفز من فوق السور..كان طالبا غبيا جدا , وقد كسرت قدمه يومها وتحملت المسؤولية كاملة...

 

ومنذ ذلك الوقت يا ابنة العم , وأنا عاجز عن التحليق..راحت أجنحتي ببساطة (قصوها)..و كنت أظن نفسي صقرا جارحا , ولكني الان مثل دجاجة..يا ترى ما نفع الأجنحة للدجاج ؟..حتما لاشيء , غير أنها تستعمل في المطاعم كوجبة لذيذة..ويوضع على (المنيو) :- جنحان (مطفاية بالثوم والليمون)...

 

قصوا أجنحتي يا ابنة العم والهوى كركي , وها أنا أقف على سطح منزلي كل يوم أراقب الحمامات تموج في المدى وكأنها تعايرني بالتحليق وبأجنحتها الجميلة...وأنا مثل دجاجة زراعية , على الأقل الدجاج البلدي أفضل..فهو رشيق وملون ويهيم في الحارات باحثا عن طعامه....

 

أمضيت العمر من دون أجنحة , فقد قصوها...وتطلبين مني يا ابنة العم أن أحلق في سماء الحب , كيف أفعل ذلك ؟ وتدرين الحال....حتى الكتابة أحيانا لا أجرؤ ولو بالخيال أن أحلق في فضاءاتها...تخيلي حتى حين أقفز من من فوق العتبة , لا تتحرك أجنحتي..والطير حين يقفز أو يرمى به إلى الفضاء..تهتز أجنحته فطريا , دون أمر من الدماغ...لأن التحليق مهنته.

 

وها أنا اليوم..أحتفل بعيد ميلادي , مثل دجاجة زراعية..تكرشت لفرط الهرمونات..وتتمايل ,يمينا وشمالا..وترتوي بالتنقيط..وأحيانا لطرد الكسل قليلا ( أكاكي)..

 

يا ابنة العم والهوى كركي , كان بإمكان الأستاذ أن يضعني في قفص..وسأرضى ولكنه قص (أجنحتي)..والطير من دون فضاء كيف سيكون طيرا..

 

على كل حال يصادف اليوم ذكرى ميلادي...وأريد وليمة بهذه المناسبة مكونة من جنحان (مطفاية بالثوم والليمون) وأخرى (مشوية مطفاية بالحار) وسنراقب أنا وأنت المدى..والحمامات...كي أتذكر بهذه المناسبة الجليلة أنهم (قصقصوا جنحاني) .