Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2018

صمت أهل القبور!! - صالح القلاب

الراي - عندما يهدد هادي العامري، قائد منظمة «بدر» الشهيرة التي قاتلت خلال حرب الثمانية أعوام كفصيل في الجيش الإيراني وقائد كتائب «الحشد الشعبي» المنافسة للجيش العراقي وليس المساندة له، «العرب السنة» بأنهم إن لم يلتزموا بتوجهات وقرارات الأكثرية وهو يعني قرارات أتباع إيران فإنه سيطردهم من المواقع الوزارية وغير الوزارية التي يحتلونها في حكومة عادل عبد المهدي «العرجاء» التي هناك إحتمال بأنها لن تستكمل تشكيلها إطلاقاً وأن رئيسها المكلف سيفشل بما كُلف به والسبب الذي لا يعرفه إلاّ: «جاهل لا يميز بين الخمس والطمس» هو أن الإيرانيين يعتبرون أنهم هم أصحاب القرار في هذا البلد العربي وأنهم كل شيء فيه.

وهادي العامري هذا هو لمن لا يعرفه، وكل العراقيين يعرفونه، وكيل قاسم سليماني في العراق وهو الوحيد الذي إن هو «تنحنح» فإن كل الآخرين يسكتون وهذه مسألة معروفة والمعروف أكثر منها هو أن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي الجعفري كان قد قال قبل أيام قليلة أنَّ للإيرانيين في العراق الرؤساء الثلاثة أي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس النيابي (البرلمان) وهذا إذا أردنا قول الحقيقة ينطبق على سورية، «القطر العربي السوري» وعلى الحوثيين في اليمن الذي كان سعيداً وأيضاً على لبنان الذي لا تزال إرادة حزب االله تحول دون تشكيل حكومته الجديدة لأنه يصر على أن «السنة» في هذا البلد يجب أن يتبعون له وبالطريقة نفسها بالنسبة لقائد قوات «بدر» و»الحشد الشعبي» في بلاد الرافدين.
ويقيناً أن هذا هو واقع الحال في هذه المنطقة ولعل ما يجب أن يقال على هذا الصعيد أن مشكلة العرب إن ليس كلهم فأكثرهم ليس مع بشار الأسد ولا مع نظامه فقد كان هناك «تعايش» معه ومع نظامه ومع نظام والده على مدى سنوات طويلة منذ عام 1970 ،وإنما مع هذا الإحتلال الإيراني لـ»القطر العربي السوري» الذي كان أسقط قبل فترة وربما بإيعاز من قاسم سليماني شعار:»أمة عربية واحدة..ذات رسالة خالدة» فالقرار في هذين البلدين العربيين ، وهناك بلد ثالث، ليس وطنياً ولا عربياً..وإلا ما معنى هذا التهديد الذي أطلقه هادي العامري وأيضاً ما معنى هذا الذي قاله محمد علي جعفري؟!.
كان العرب بمعظمهم إن ليس كلهم قد قابلوا إنتصار الثورة الخيمينية في فبراير (شباط) عام 1979 بالإرتياح وبعضهم بالأفراح والليالي الملاح وعلى إعتبار أنهم تخلصوا من الشاه محمد رضا بهلوي الذي كانت تطلعاته الإستحواذية وعلى خطى والده في هذه المنطقة بلا أي نهاية لكن وللأسف فقد ثبت، وقبل أن يصيح الديك، أن هذا الجديد أسوأ كثيراً من ذلك القديم وأنّ ما لم يستطع قوله «السابق» قال أكثر منه بألف مرة «اللاحق» وهو السعي لإقامة الهلال الإيراني الذي يبدأ طرفه الأول ببابالمندب..والحديدة في اليمن وينتهي طرفه الثاني عند شواطىء المتوسط في سورية ولبنان..وهذا هو ما حصل بالفعل.
والغريب بل المستغرب أنه إذا كان نظام بشار الأسد مضطرا للتعايش مع هذا الإحتلال الإيراني لـ»القطر العربي السوري» لأن وَضْعَهُ في مهب الريح فإن الغريب أن يصمت العراقيون على هذا الذي قاله محمد علي جعفري بأن الرؤساء الثلاثة في بلاد الرافدين لإيران وهذا التهديد الذي أطلقه هادي العامري بأنه إذا رفع الوزراء «السنة» رؤوسهم فإنه سيضربهم ضرب غرائب الإبل وأنه سيشتت شملهم.. والغريب أنه لم ينبس أيٌّ من هؤلاء ولو ببنت شفة كما يقال وبما فيهم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي هبطت عليه نعمة من السماء لم يكن ينتظرها وهو لا يريد التفريط بها.
alanbat_press1@hotmail.com