Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2019

سیرك وطني - زلمان شوفال
معاریف
 
الغد- إن السلوك الفظ لرئیس حزب العمل آفي غباي تجاه تسیبي لفني لا یمكن وصفھ الا كزعرنة.
كما أن خطوة بینیت وشكید لم تكن رقیقة على نحو خاص. لفني لم تضف لنفسھا النقاط، لا كسیاسیة ولا كحزبیة، حین أعلنت بان التھدید الاساس على إسرائیل لیس إیران او غزة بل
استمرار حكم نتنیاھو، وینبغي الافتراض بان الجمھور سیتذكر لھا ھذا. وبالمناسبة، تكثر
المؤشرات انھ لن یمر زمن طویل حتى یري ”رفاق“ غباي لھ الباب إلى الخارج.
كان یمكن التعاطي مع كل ھذه الاحداث بدعابة لولا حقیقة انھا تشھد على تحطم متصاعد
للتعددیة الإسرائیلیة، وربما لمجرد النظام الدیمقراطي. فالأطر الحزبیة تضعف الیوم في ارجاء
العالم الدیمقراطي كلھ. فرنسا وایطالیا، وبقدر ما الولایات المتحدة أیضا، ھي نماذج ملموسة
على ذلك، ولكن یخیل ان إسرائیل 2019 جدیرة في ھذا الشأن بمكان عال في قائمة الارقام
القیاسیة لغینیس.
لقد قال دافید بن غوریون ذات مرة ان الشعب في إسرائیل لم یكیف لنفسھ بعد مزایا الشعب
السیادي. وتخوف زئیف جابوتنسكي من ان كثرة الاحزاب في الدولة التي ستقوم ستخلق وضعا
لا یكون فیھ الحكم ممكنا. فقد كتب یقول: ”كل اسبوع یمكن ان تتشكل خلطة جدیدة تسقط
الحكومة لاي سبب تافھ“.
كلاھما تطرقا إلى الطابع الانقسامي الذي جلبھ الشعب معھ من المنفى. لو كانا الیوم بین الاحیاء،
لكانا نظرا بالتأكید بفزع كیف ان مخاوفھما التنبؤیة تتحقق. فالنظام البرلماني التمثیلي یقوم على
اساس الاحزاب – لیس فقط، ولكن بدونھا لا یمكن – ولكن الحقیقة العاریة ھي ان في إسرائیل
َ الیوم لم یتبق الا اطارین یمكن ان نسمیھا بصدق ”حزب“، من حیث وجود اساس ایدیولوجي
موحد على الاقل في النقاط الاساسیة، اضافة إلى الطریق السیاسي، واحیانا الشخصي أیضا،
المشترك: اللیكود ومیرتس.
لقد كان العمل ذات مرة حركة ھامة بل وفاخرة، ولكن من حیث المقاییس آنفة الذكر فإن الصلة
بین مباي التاریخي وحزب العمل الیوم، مصادفة ومضللة بالتأكید. الكتل الاصولیة لا تدعي
حتى ان تكون احزابا دیمقراطیة، اما معظم الاخرى، تلك التي ولدت قبیل الانتخابات الاخیرة
وما قبل الاخیرة، او تلك التي برزت الان، فلیست سوى منصات مزینة لأنا من یقف على
رأسھا.
كل ھذه القوائم ھي شخصیة تماما، ولیس لاي منھا اي نسغ سیاسي او برنامجي واضح باستثناء
”انتخبوني“ لاني انا ھكذا. وحتى في منافسة الجمال ینكشف المتنافسون او المتنافسات بقدر
أكبر. في ھذه اللحظة لیس واضحا بعد كم حزبا كلاسیكیا كھذه ستقف في 9 نیسان امام الناخب.
یحتمل ان یكون حتى قبل ان یجف حبر ھذا المقال ستبرز بضع احزاب اخرى، سواء من الیمین
ام من الیسار. بكلمات اخرى، سیرك كامل – مع حیوانات مفترسة، وبالأساس مھرجین، الكثیر
من المھرجین.
المشكلة ھي انھ فضلا عن الجانب الھازئ في ھذه الاحداث، یلوح الان خطر حقیقي في أن
یؤدي انقسام الاصوات إلى انھ مثلما في السوید بعد الانتخابات الاخیرة لا یكون اي طرف في
الخریطة السیاسیة على قدر من الحجم بحیث یتمكن من تشكیل حكومة وكنتیجة لذلك سنضطر
مرة اخرى إلى التوجھ إلى الانتخابات بعد بضعة اشھر. في وضع آخر یمكن وربما ینبغي أن
تقام حكومة وحدة وطنیة، ولكن الشروخ الحالیة لا تسمح بذلك. ان الرسالة للیمین وللوسط –
الیمین في ھذا الوضع ھي ان كل صوت یعطى لتلك الاحزاب الوھمیة، التي في معظمھا من
شبھ المؤكد لن تجتاز نسبة الحسم، ستمس بفرص اللیكود برئاسة نتنیاھو لمواصلة ادارة سیاسة
الخارجیة والامن المثبتة لإسرائیل، وھذا بالضبط في فترة تكثر فیھا التحدیات من ھذه الناحیة.
الرسالة لأولئك الذین في الیسار وفي الوسط – الیسار ھي انھ اذا كنتم تریدون ان تكونوا ذوي
صلة في المستقبل الابعد على الاقل، فابدؤوا في فھم الشعب.