Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2019

معضلة جديدة أمام نتنياهو*علي ابو حبلة

 الدستور-إسرائيل على بعد أيام من إجراء الانتخابات  للكنيست للمرة الثانية بعد أن فشل نتنياهو تشكيل حكومة من ائتلاف اليمين ، يسعى نتنياهو وبكل  الوسائل والسبل للاستحواذ على أصوات المستوطنين والمتطرفين ، وذلك من خلال  تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو العمل بالقانون الإسرائيلي وضم المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية ، حيث تعهد نتنياهو وخلال حملته الانتخابية بضمّ كافة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة عبر فرض السيادة اليهودية عليها،  حيث صرح خلال افتتاح العام الدراسي في مستوطنة «ألكانا» الجاثمة على أراضي المواطنين غرب محافظة سلفيت ( تذكروا وأنتم في هذا المكان، أن هذه أرض إسرائيل، أرضنا لن نقتلع من هنا أي أحد سنفرض السيادة اليهوديّة على كافة المستوطنات كجزء من دولة إسرائيل) . وزيارته للخليل تأتي في هذا السياق ، إضافة للأعمال العسكرية التي استهدفت مواقع الحشد الشعبي في العراق ومواقع لحزب الله في سوريا ولبنان حيث كل ما يسعى نتنياهو لتحقيقه حصد لأصوات الناخبين المتطرفين

مرّ أكثر من ثلاثة أشهر على بدء الحملات الانتخابية الإسرائيلية تصاعدت خلالها الأعمال العدوانية  الاسرائيليه ضد الفلسطينيين والعرب  ، من دون تغييرات جوهرية في مواقع المتنافسين. نتائج استطلاعات الرأي تظهر تقارباً بين اليمين و«اليسار»، وبين حزبَي «الليكود» و«أزرق أبيض»، من دون قدرة أيّ منهما على تشكيل الحكومة منفرداً. تَقارب النتائج يعود أساساً إلى عاملين اثنين: الأول غياب شخصية وازنة لدى الجمهور يمكنها منافسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على رغم ملفات الفساد التي تحوم حول الأخير وتهدد بإنهاء حياته السياسية؛ والثاني غياب قضية خلافية قادرة على تقسيم الناخبين بين رؤى وبرامج سياسية.
لا خلافات اليوم حول القضايا الرئيسة التي كانت تفرز البرامج الانتخابية في الماضي، وإن وُجدت تبقى في أسفل سلّم اهتمامات المتنافسين كما الناخبون، فيما التركيز في الحملات الانتخابية يظلّ على الشخصنة، حتى داخل المعسكر الواحد. وكما هو الحال في الانتخابات الماضية، تغيب المسيرة السياسية والمفاوضات مع الفلسطينيين وطرح الحلول والرؤى حولها، إلى الحدّ الذي بات معه طرح هذه القضية يساوي خسارة مؤكدة في صناديق الاقتراع، حتى إن كانت مفاوضات لمجرد المفاوضات. أما مواجهة التهديدات الأمنية على اختلافها، وتحديداً تهديدات لقوى المقاومه الفلسطينيه و لايران وسوريا ولبنان ، فلا يرى الناخبون أن أي كيان سياسي سيتبع نهجاً مغايراً عما هو قائم الآن، خاصة مع إدراكهم أن معركة مواجهة التهديدات تديرها المؤسسة الأمنية فعلياً، مهما كانت هوية المؤسسة السياسية ومن يقف على رأسها.
استطلاعات الرأي حتى الآن لا تتحرك إلا قليلاً منذ انتخابات 9 نيسان/ أبريل الماضي. آنذاك، فازت كتلة اليمين بـ65 مقعداً، لكن تعذّر عليها تأمين ائتلاف من 61 مقعداً (من أصل 120) نتيجة الخلافات بين أحزاب اليمين نفسها، وهو ما يتوقع أن يتكرر في الانتخابات المقبلة. لكن يُسجل تغيير لا يتوافق مع مصلحة نتنياهو؛ إذ خلافاً لوضع ما قبل الانتخابات السابقة (وليس بعدها) لم يعد بإمكانه الرهان على تأييد كتلة اليمين مجتمعة، وهو يدرك منذ الآن أن حزب «إسرائيل بيتنا»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، سيتمسك بشروطه ضد الأحزاب الدينية «الحريدية» ولن يتخلى عنها، ما سيمنع ائتلاف أحزاب اليمين و«الحريديم» خلف نتنياهو في حكومة واحدة.
في الانتخابات السابقة، تعذّر على نتنياهو تشكيل الائتلاف بسبب مقعد واحد فقط، بعدما رفض ليبرمان الائتلاف مع الأحزاب الدينية، علماً أن «إسرائيل بيتنا» فاز في تلك الانتخابات بخمسة مقاعد، وأن التوقعات اليوم تشير إلى فوزه بأكثر من عشرة مقاعد، الأمر الذي يعني معضلة مضاعفة أمام نتنياهو إن تقرّر تكليفه تشكيل الحكومة. مع ذلك، تدور المعركة الانتخابية الآن على التكليف أولاً، وإيجاد «حائل معنوي» يمنع الرئيس رؤوفين ريفلين من اختيار ما يراه مناسباً وفق النص القانوني. وهذا يعني سباقاً بين «الليكود» و«أزرق أبيض» على صدارة الترتيب بعدد المقاعد، ولدى نتنياهو تحديداً تسابقاً على المرتبة الأولى.
المتغير الثاني في المشهد الانتخابي الحالي، قياساً بالماضي، أن مكانة نتنياهو ليست محصنة بالمطلق في كتلة اليمين كما كان عليه الوضع سابقاً؛ إذ لم يعد التأييد لتكليفه تشكيل الحكومة أمراً تلقائياً لدى أحزاب اليمين، خاصة مع تراجع عدد مقاعد «الليكود» نسبياً في مواجهة «أزرق أبيض». واستناداً إلى ذلك، يسعى نتنياهو رئيس الحكومه إلى استخدام العوامل الخارجية كي يحسّن وضعيته الانتخابية، ويضيف إلى حزبه عدداً إضافياً من المقاعد، لا يضمن فارقاً مريحاً مع منافسه، «أزرق أبيض»، فحسب، بل يضمن له تثبيت المكانة في اليمين والحؤول دون إخراج النيات المبيّتة ضده إلى حيز التنفيذ. على هذه الخلفية، يمكن فهم تنشيطه التنقل بين العواصم، والتقاط الصور مع الزعماء، في محاولة لتأكيد قدرته على قيادة سياسة خارجية ناجحة. ضمن هذا السياق، تأتي زيارته بريطانيا ولقاؤه رئيس وزرائها بوريس جونسون، وكذلك وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي كان في لندن، إضافة إلى التخطيط للقاء آخر - قبل الانتخابات - مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بل ثمة حديث في ديوان نتنياهو عن مسعى لعقد لقاء ثلاثي يجمع نتنياهو وبوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتخشى أحزاب الوسط نجاح نتنياهو من تحت الطاولة في الاستحصال على هدايا انتخابية من موسكو وواشنطن، كانت واحدة من سمات الانتخابات الأخيرة.
وفي سياق الترقب لتكرار معضلة التشكيل، والخشية من التوجه إلى انتخابات مبكرة ثالثة، قال ريفلين إنه فوجئ كثيراً من تفضيل نتنياهو الذهاب إلى انتخابات جديدة وعدم الرجوع إليه لتكليف شخصية أخرى قادرة على تشكيل ائتلاف جديد، وإنه سيبذل جهده (هذه المرة) للحؤول دون انتخابات ثالثة خلال سنة واحدة.