Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Mar-2018

الملك من نيودلهي : الأديان تدعو إلى حب االله وحب الخير

 الراي - استقطبت الكلمة التي ألقاها جلالة الملك عبداالله الثاني في مؤتمر التراث الإسلامي : تعزيز الوئام والعيش المشترك، الذي عقد في العاصمة الهندية نيودلهي أمس بحضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وعدد كبير من علماء الدين الإسلامي والقيادات الفكرية والسياسية والدينية والإعلامية والطلابية، إهتمام الدوائر الإعلامية الهندية والأوساط السياسية والحزبية والدينية في البلد الصديق، نظراً لما انطوت عليه الكلمة الملكية من إشارات ورسائل وما حفلت به من فهم عميق لجوهر الإسلام والديانات السماوية الأخرى وبخاصة القراءة المتفائلة والمستقبلية التي لفت إليها جلالته وما رمى إليه عنوان المؤتمر وهو دور الدين والإيمان في مستقبل عالمنا..

وإذ لفت جلالته إلى مسألة مهمة باتت تحتل موقفاً مهماً في اهتمامات المجتمعات وبخاصة الأخبار التي يتم تداولها على شبكة الإنترنت في ما يخص الدين هذه الأيام حيث يركز جزءا كبيرا منها على ما يفرّق الناس ما يزيد من الريبة والشكوك المتبادلة بسبب عدم فهم الآخر، إذ تُحرّف الأفكار المبنية على الكراهية، لافتعال الصراعات وتبرير الجرائم والإرهاب، فإن جلالته كان حريصاً على الإشارة بأنه وإن كان علينا التعامل مع هذه المخاطر بمنتهى الجدية، فإن من الضروري والعاجل والأساس أن لا نترك مثل هذه المسألة تشغلنا عن حقيقة في غاية الأهمية وهي أن الأديان تسعى لتقريب المجتمع الإنساني من بعضه البعض وهي أيضاً تحث على وصايا جوهرية ومشتركة بين العديد من المجتمعات في العالم وتدعوا إلى حب االله وحب الخير وحب الجار..
نحن إذاً أمام قراءة ملكية عميقة وشاملة تنهض على انفتاح وتسامح وتكرس قيم الحوار في ضوء الحقائق التي لا يمكن لأحد دحضها أو الافتئات عليها وهي أن الدين والإيمان وهو ما يلهم الناس لعمل الخير في حياتهم اليومية في دول مثل الأردن والهند، حيث عمل ويعمل وسيعمل أتباع الأديان والأعراق المختلفة في وئام على مدى التاريخ..
من هنا وفي السياق ذاته يطرح جلالة الملك الأمور وفق منظور تاريخي وقيمي وإنساني، عندما يقول إن الدين والإيمان يقوداننا نحو الإزدهار والنماء، عن طريق جميع الحضارات والثقافات المختلفة حول المبادئ المشتركة للإنسانية، مذكراً جلالته بالحكمة التي تقول أن العالم أسرة واحدة ومهما اختلفت دولنا وشعوبنا، فإن المسؤولية المشتركة توحّدنا تجاه بعضنا البعض وتجاه المستقبل، مستشهداً جلالته بما قاله الرسول سيدنا محمد صلّى االله عليه وسلّم : وهو «أنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لآخيه ما يحبه لنفسه».
كلمة جلالة الملك في هذا المؤتمر المهم الذي يأتي في توقيت دقيق ومطلوب نظراً لما يحفل به عالمنا من تحريف وإرهاب ومحاولات لا تتوقف لنشر الكراهية والعنف وثقافة القتل، ما دعا جلالته إلى لفت أنظار المؤتمرين بأن الأردنيين يعملون من أجل الحوار السلام العالميين، ومن بين عدة مبادرات تشرّف الأردن بإطلاق أسبوع الوئام العالمي بين الأديان ، وهو حدث سنوي تبنته الأمم، يدعو إلى التعاطف والتسامح ما أدى إلى صياغة نصّ القرار الأممي بشكل يحرص على أن يشمل جميع مَن ينشدون الخير بمن فيهم المسلمون والهندوس.
حرص جلالة الملك في كلمته الشاملة على دعوة الجميع إلى ضرورة تمييز المعلومات التي تنشرها المجموعات الإرهابية والمتطرفة التي أتخذت الكراهية والعنف معتقداً لها، عن الإسلام وعن أي دين آخر ما يفرض علينا رفضها في الوقت ذاته الذي يتوجب عليه استعادة الأثير وشبكة الإنترنت من الأصوات التي تدعو إلى الكراهية والتي روّت عالمنا بالقنابل والإرهاب وبالجهل والأكاذيب أيضاً، إضافة بالطبع إلى الحرص على تعليم شبابنا القيم الحقيقية لأدياننا وضرورة غرس احترام حضارتنا المشتركة فيهم وبخاصة أنها تدعو إلى طلب العلم والنهل من المعرفة العالمية، والتأكيد على أن لايُحرم أي إنسان  من الأمل بمستقبل واعد ما يعني بعبارة صريحة أننا لا يمكن ترك الشباب بلا أمل، يعانون العزلة ويصبحون ضحية لوعود الخوارج الكاذبة..
مختتماً جلالته كلمته بعبارة تفيض صدقية واحتراماً لقيم الأخوة الإنسانية والعيش المشترك عبر مناشدته الجميع من المسلمين وغير المسلمين بأن يمدوا يد الصداقة لبعضهم البعض، إذ في الصداقة نجد القوة للوصول إلى مستقبل أفضل لعالمنا أجمع.
 
رأينا