Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2019

سوار الذهب يتململ في قبره*باسم سكجها

 الراي-«السلطة أشهى من المرأة»، مقولة تُنسب إلى أفلاطون وإلى غيره، وبصرف النظر عن صاحبها، فهي تنطبق أكثر ما تنطبق على عالمنا العربي الذي يتشبّث رؤساؤه بالسلطة حتّى آخر رمق، وتكرّرت الأمثلة في السنوات العشر الأخيرة حتى أنّنا لا نجد استثاء واحداً.

 
على أنّ التاريخ العربي الحديث يحمل بقعة ضوء زاهية نادرة، لا يمكن أن تُنسى، فالرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب وصل إلى السلطة بغير رغبته، وتركها طوعاً، وحافظ على الطريقة السلمية لتسليم الحُكم بديمقراطية عزّ نظيرها، ولم تُسكب خلالها نُقطة دم واحدة في أنحاء السودان الكبير.
 
مشهد الخرطوم في الاسبوع الماضي، حيث مجزرة حقيقية حصدت أرواح أكثر من مئة مواطن وأصيب فيها المئات، ظلّ يستدعي في ضمير السودانيين والعرب اسم سوار الذهب، والمفارقة أنّ هذا يجري بعد أشهر قليلة من وفاته راضياً مرضياً.
 
ومع هذه الأجواء المجنونة، من حقّنا أن نضع أيادينا على قلوبنا خوفاً على السودان، وليس مبالغة القول إنّه قد يذهب إلى حروب أهلية لا سمح الله إذا تواصل هذا التشبّث المريض بالسلطة على حساب المصلحة الوطنية، ولا ننسى أنّ البلاد لم تعش فترات هدوء إلاّ قليلاً، وعانى الكثير من أجواء العنف المدمّرة.
 
من الواضح أنّ الشعب السوداني لن يتراجع أمام قمع العسكر، وذهب بدءاً من أمس إلى حالة من العصيان المدني، ولكنّ الترهيب متواصل في الشوارع، وتجوب في أنحاء الخرطوم ميليشيات ما يسمّى بـ «قوات الدعم السريع»، وهذا ما يمكن اعتباره التربة الخصبة للفوضى التي لا تنتهي إلاّ بخسارة الجميع.
 
ما أحوج السودان اليوم إلى رجال كعبد الرحمن سوار الذهب، يضعون المصلحة الوطنية عنواناً لعملهم، ولا يتشبثون بالكراسي التي لا تدوم لأصحابها، ونظنّ أنّ الرجل العظيم يتململ في قبره حسرة على بلاده الحبيبة، وللحديث بقية!
 
«السلطة أشهى من المرأة»، مقولة تُنسب إلى أفلاطون وإلى غيره، وبصرف النظر عن صاحبها، فهي تنطبق أكثر ما تنطبق على عالمنا العربي الذي يتشبّث رؤساؤه بالسلطة حتّى آخر رمق، وتكرّرت الأمثلة في السنوات العشر الأخيرة حتى أنّنا لا نجد استثاء واحداً.
 
على أنّ التاريخ العربي الحديث يحمل بقعة ضوء زاهية نادرة، لا يمكن أن تُنسى، فالرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب وصل إلى السلطة بغير رغبته، وتركها طوعاً، وحافظ على الطريقة السلمية لتسليم الحُكم بديمقراطية عزّ نظيرها، ولم تُسكب خلالها نُقطة دم واحدة في أنحاء السودان الكبير.
 
مشهد الخرطوم في الاسبوع الماضي، حيث مجزرة حقيقية حصدت أرواح أكثر من مئة مواطن وأصيب فيها المئات، ظلّ يستدعي في ضمير السودانيين والعرب اسم سوار الذهب، والمفارقة أنّ هذا يجري بعد أشهر قليلة من وفاته راضياً مرضياً.
 
ومع هذه الأجواء المجنونة، من حقّنا أن نضع أيادينا على قلوبنا خوفاً على السودان، وليس مبالغة القول إنّه قد يذهب إلى حروب أهلية لا سمح الله إذا تواصل هذا التشبّث المريض بالسلطة على حساب المصلحة الوطنية، ولا ننسى أنّ البلاد لم تعش فترات هدوء إلاّ قليلاً، وعانى الكثير من أجواء العنف المدمّرة.
 
من الواضح أنّ الشعب السوداني لن يتراجع أمام قمع العسكر، وذهب بدءاً من أمس إلى حالة من العصيان المدني، ولكنّ الترهيب متواصل في الشوارع، وتجوب في أنحاء الخرطوم ميليشيات ما يسمّى بـ «قوات الدعم السريع»، وهذا ما يمكن اعتباره التربة الخصبة للفوضى التي لا تنتهي إلاّ بخسارة الجميع.
 
ما أحوج السودان اليوم إلى رجال كعبد الرحمن سوار الذهب، يضعون المصلحة الوطنية عنواناً لعملهم، ولا يتشبثون بالكراسي التي لا تدوم لأصحابها، ونظنّ أنّ الرجل العظيم يتململ في قبره حسرة على بلاده الحبيبة، وللحديث بقية!