Wednesday 26th of November 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2025

عناق أميركي

 الغد

معاريف
ميخائيل هراري
 
 
 
زيارة الشرع الى البيت الأبيض، وهي الزيارة الأولى لرئيس سوري الى واشنطن، هي حدث تاريخي في علاقات الدولتين. للعناق الأميركي يوجد منطق سياسي متماسك: رغم علامات الاستفهام المعروفة يبدو الشرع الامل الوحيد الآن لاستقرار سورية وضمان بقاء ايران خارج الدولة.
 
 
في الأشهر الأخيرة تتقدم منظومة العلاقات بين الدولتين بوتيرة مبهرة. فالغرفة التجارية السورية ومجلس الاعمال السوري – الأميركي الذي أقيم مؤخرا يعملان بنشاط على الدفع بالاعمال الاقتصادية الى الامام. مندوبو كبرى شركات الطاقة Chevron and Conocophilips زاروا سورية، وماستر كارد عادت منذ الآن للعمل فيها وكذا فيزا على الطريق. غوغل وميتا في اتصالات متقدمة مع السلطات السورية. في المستوى الاستخباري التعاون قائم، وحسب تقارير الحكم في دمشق عملت تجاه اهداف لداعش والمواقع التي خزن فيها سلاح إيراني. اعلانيا، ولا ينبغي الاستخفاف بذلك، اعلن الشرع عن انضمامه الى التحالف الدولي ضد داعش.
ومع ذلك، فان مسألة العقوبات التي فرضت في حينه على سورية لم تسوى في ضوء معارضة أعضاء من الكونغرس بمن فيهم جمهوريون، وما تزال تشكل حجر عقبة مهم لجذب استثمارات مكثفة الى سورية. 
في الميدان بقيت امام الشرع تحديات ثقيلة الوزن – توسيع حكمه في الدولة. الجوزة الاقسى هي الاكراد – قوة عسكرية منظمة، اثبتت نفسها في القتال ضد داعش. وهم يحظون بدعم اميركي ومعنيون بالحفاظ على "طابع حكم ذاتي". هذا ما تعارضه تركيا، وتواجد وزير الخارجية التركي في قسم من لقاءات الشرع في واشنطن جاء ليضمن حفظ المصلحة التركية. ما تزال على حالها مسألة العلويين في شمال غرب الدولة، والدروز (والبدو) في الجنوب الشرقي.
زار وزير الخارجية السوري لندن فور الزيارة في واشنطن وتحدث في معهد البحوث "تشيتهام هاوس". وتكرس اهتمام الحضور على الساحة الداخلية وعلى مسألة هل يعتزم النظام الجديد إقامة نظام حكم تمثيلي وبرلماني. وامتنع الوزير عن ذكر اصطلاح "ديمقراطية" ولم يرد بالقطع على السؤال اذا كانت توجد نية للسماح بإقامة أحزاب سياسية في إطار التعددية السياسية، الملموسة في الدولة.
ان المسار السريع الذي يسير فيه الشرع مبهر، وجدير بالتوقعات منه أن تكون واقعية. معقول أن قسما كبيرا من خطواته وبخاصة تلك المتعلقة بالإجراءات ضد داعش ومحافل الجهاد تثير معارضة في أوساط قسم ممن يحيطون به. هكذا أيضا هو الاندفاع نحو المعسكر الأمني. في واشنطن هناك من يحذر من محاولات الاغتيال للشرع.
إسرائيل ملزمة بان تأخذ بالاعتبار المكانة المفضلة التي يتلقاها الشرع من ترامب، فيما هو مسنود من ولي العهد السعودي والرئيس التركي. الائتمان من جانب ترامب ذو مغزى وجدير بإسرائيل ان ترتبط به. الاتفاق الأمني الذي ما يزال يتلبث، مهم للولايات المتحدة وللشرع ولكن لإسرائيل أيضا. ان الثقة المتزايدة بالنفس لدى الشرع وجدت تعبيرها منذ الآن في تصريحاته تجاه إسرائيل ومطالباته حول الاتفاق. ان اتفاقا يرتب التزامات الدولتين باتفاقات فصل القوات في 1974 يخدم مصالح إسرائيلية وجدير به ان يوقع في أقرب وقت ممكن. الأوراق المتبقية في يد إسرائيل ما تزال تمنح مجال مناورة محسن.