Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2017

العمل العربي المشترك - د.سليمان ابوسويلم

الراي -  منذ ما يزيد على نصف قرن ونحن نسمع بمصطلح « العمل العربي المشترك « وهو الأساس الذي قامت عليه الجامعة العربية لتوثيق الصلات فيما بينها وصيانة استقلالها والمحافظة على أمنها وسلامتها في مختلف المجالات.

العرب يمرون اليوم باحداث متسارعة غيرت الموازين الطبيعية للعلاقات فيما بينهم , فاصاب الجميع اليأس والاحباط ، ودبت بينهم روح العداوة والبغضاء والاحتراب، وتضخمت فيهم السلوكيات الخاطئة ، وضاعت عندهم اخلاقيات التسامح ، حتى بات الكل في وضع مأساوي فاق كل التوقعات ، كل هذا يجعل من مقولة العمل العربي المشترك من مضحكات المتنبي المبكيات.
ما يجرى لهم من محن شديدة ، تلقفته اسرائيل وايران ومعهما الدول الكبرى التي تدفع بهم الى النار ، وحولوها الى خطط ومشاريع بدأ الكل في تنفيذ ما يناسبه ، فاسرائيل هي المستفيد الأول والمتآمر الأكبر والمتفرج الأكثر سعادة، التي تتهيأ لتتمدد وتبني دولتها الكبرى من النيل الى الفرات ، فأنهت حل الدولتين ، ورفعت وتيرة مصادرتها للأراضي الفلسطينية والأستيطان عليها ، وايران هي الأخرى تحيي اطماعها بامبراطوريتها الفارسية وتتمدد باريحية على الخريطة العربية ، فتتباهى بسيطرتها على اربع عواصم عربية والعرب مشغولون بنهش لحم بعضهم البعض ، وبعدهم يتحدثون عن العمل العربي المشترك.
الولايات المتحدة هي من وضعت العرب في دائرة الأستهداف والأرهاب بايدي أبنائها ، وهي من غيبت القضية الفلسطينية واغلقت مقر بعثتها في واشنطن ، ليقبل الفلسطينيون بفتات السلام الذي ستفرضه ، وهي من تغاضت عن ايران وما قامت به من احكام للهلال الشيعي الذي حذر منه الملك عبداالله الثاني قبل سنوات ، كل هذا تحت وطأة غياب العمل العربي المشترك.
نفهم ان المصالح تصالح وان اسرائيل وايران في تركيبتهما المتشابهة والمتناقضة يلتقيان في موقف سياسي واحد حيال ضرب العرب بانفسهم ، وهذا هو المشهد الحقيقي الذي نراه وها هم يفركان ايديهم في سعادة وسرور ، ولكن ما لا نفهمه هو استدعاء العرب للمشاكل فيما بينهم بقوة بدلا من درء المخاطر عنهم ، وهذا هو الذي يحز في النفس.
الفرصة امام العرب لا زالت قائمة اذا خلصت النوايا ، لاغلاق كل الثغرات التي تستغلها ايران واسرائيل في النفوذ الى جسد الامة ، والتي لا تحتاج منا الى دليل ، عندها لن تجد من يستغلها.
مع ذلك نقول «جميلة هي المحن اذا كانت تعلمهم بصحيح».
Seliman1@hotmail.com