Wednesday 2nd of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jul-2025

قبل كل شيء المخطوفون

 الغد

يديعوت أحرونوت
ايتمار آيخنر
 
تكشف الأيام الأخيرة في الشرق الأوسط شبكة معقدة من المصالح السياسية، الشخصية والقومية، تتداخل فيها محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التغريدات الشاذة للرئيس دونالد ترامب، تطلعات لتوسيع اتفاقات إبراهيم ومساعٍ لتحقيق تسوية في غزة. كل هذه ترتبط بالخيط الثاني لدينامية سياسية وإستراتيجية كل خطوة فيها تؤثر على الأخرى. والصورة العامة تشير إلى محاولة أميركية عنيدة لإعادة تصميم الشرق الأوسط.
 
 
وبينما بلغ في غزة أمس عن "حزام ناري" وهجمات مكثفة من الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، ألمح رئيس الوزراء بتطورات سياسية لدى زيارته منشأة الشاباك في جنوب البلاد. "بودي أن أبشركم بأنه فتحت الكثير من الفرص"، قال نتنياهو. "قبل كل شيء إنقاذ المخطوفين. بالطبع نحن يتعين علينا أن نحل أيضا موضوع غزة، نهزم حماس، لكني أقدر بأننا سنحقق المهمتين".
هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها نتنياهو هدف تحرير المخطوفين كالهدف الأول وليس الثاني بعد تقويض حماس. ومع ذلك فقد استخدم كلمة "إنقاذ" وليس "تحريرا" وامتنع عن استخدام كلمة صفقة. هذه الأقوال ترتبط بروح التفاؤل الذي يبديه ترامب وأحاديثه عن وقف النار.
وتدعي محافل سياسية بأن الاتصالات لصفقة مخطوفين تتواصل كل الوقت. لكن في هذه اللحظة لا يوجد اختراق. حماس من جهتها ليست مستعدة بعد لصفقة مرحلية دون تلقي ضمانات لا لبس فيها لإنهاء الحرب فيما أن نتنياهو لم يبدِ بعد هو الآخر المرونة اللازمة للوصول الى صفقة.
وقالت المصادر المطلعة على المفاوضات "إننا نعمل على صفقة مع الأميركيين والوسطاء وبالتوازي مع الضغط العسكري في غزة. النصر التاريخي في ايران لم يغب عن عيون حماس ونحن نأمل في أن تؤدي كل هذه الإنجازات الى تحول في موضوع المخطوفين أيضا.
وحسب التقديرات حتى لو لم تكن الآن صفقة تعد عمليا، يحتمل أن يكون نتنياهو يهيء الرأي العام لإنهاء الحرب لعلمه أن ترامب بالتأكيد يشد في هذا الاتجاه.
تقدم رئيس الوزراء في نهاية الأسبوع الماضي بطلبين لتأجيل شهاداته في الأسبوعين القادمين في محاكمته – ورد القضاة الطلبين. أما أمس، في نقاش سري، وصل إلى المحكمة المركزية في القدس كي يفصل الأسباب التي ينبغي بناء عليها برأيه الغاء مواعيد الشهادات. بناء على طلب نتنياهو حضر النقاش أيضا رئيس أمان وبشكل شاذ جدا حضر أيضا رئيس الموساد دافيد برنياع ورئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي. بعد وقت قصير من ذلك أعلن القضاة عن قرارهم إلغاء شهادات نتنياهو في محاكمته هذا الأسبوع.
لقد تحولت محاكمة نتنياهو إلى نقطة أساسية في الساحة السياسية الإسرائيلية والدولية. تغريدة ترامب التي دعت الى الغاء المحاكمة ووصفتها بانها "صيد ساحرات" حول "سيجار ودمية "بغز بني"، اثارت عاصفة وبعث بتخمينات عن تنسيق بين الرجلين. مقربو نتنياهو ينفون كل تنسيق ويدعون بان الملفات "انهارت" وأن ترامب يعمل انطلاقا من نظام شخصي. لكن مسؤولا كبيرا في المعارضة يدعي بأن ترامب يشخص في المحاكمة نقطة ضعف لنتنياهو ويستخدمها كرافعة لتحقيق أهداف سياسية أوسع.
ويعزز طلب نتنياهو هذا لاعتبار "تطورات إقليمية" الإحساس بأن المحاكمة تشكل أداة في لعبة أكبر. فترامب الذي يرى في نتنياهو شريكا مركزيا لتحقيق رؤياه الإقليمية، يسعى لتحريره من العبء القضائي كي يتمكن من التركيز على مهام سياسية. في هذا السياق ليس واضحا بعد إذا كان نتنياهو سيصل قريبا لزيارة واشنطن، وفي القدس يوضحون: لم يتفق بعد على شيء.
في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" قال ترامب أمس إن دولا أخرى توجهت إليه "مؤخرا" وطلبت الانضمام إلى اتفاقات إبراهيم. واضح لترامب انه بدون إنهاء الحرب لن توافق السعودية على الانضمام إلى احتفال الاتفاقات، لكن هذا لن يكفيها: هي تريد أيضا أن تسمع من نتنياهو استعدادا ما لقبول دولة فلسطينية مستقبلية. المستوطنون يخافون جدا "بالون الاختبار" الذي يطلقه ترامب. من جهة يعمل لإلغاء محاكمة نتنياهو ومن جهة أخرى يتوقع منه تنازلات أليمة في مسألة الدولة الفلسطينية.
وغدا سيصل وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى البيت الأبيض ليلتقي مستشاري ترامب بل وربما ترامب نفسه. عمليا، حتى الآن لم يعرض الأميركيون حقا خططهم على الإسرائيليين.