Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-May-2019

عن الحبيب أمجد ناصر ومهرجان جرش*باسم سكجها

 الراي-شعرت، قبل سنوات، وأنا أقرأ مقالة الشاعر الاردني المغترب أمجد ناصر، أنّ الرجل الذي واظب على حضور مهرجان جرش، سنوياً ومنذ تأسيسه، ينعي ذلك التجمع الفني الثقافي، وأحسست أنّه يُقدّم إعتذاراً سلفاً عن حضوره في العام التالي، في حال بقيت الامور على ما هي عليه، ونفرت دمعة من عيني أمس، وأنا أقرأ النصّ المؤثّر للحبيب أمجد وهو يرثي نفسه، بعد أن أُبلغ أنّ أيام حياته معدودة لسبب المرض اللعين.

 
لن أكتب عن أمجد الغالي شفاه الله، فما زال في العمر بقية بإذن الله تعالى، ولكنّني سأكتب عن جرش، وصحيح أنّ هناك أكثر من شهرين يفصلاننا عن المهرجان، ويبدو الحديث عنه مبكراً، إلاّ أنّني أكتب على أمل التأثير على برنامج النشاطات التي يُعمل عليها الآن، فاستعادة ألق هذه البصمة الأردنية الجميلة ضرورة وطنية. 
 
ونتمنّى أن يسأل المعنيون أنفسهم: ماذا نريد من جرش؟ وإذا كان الجواب يقتصر على مجموعة حفلات لحفنة من مطربات ومطربين مشهورين فإنّ فنادق الخمس نجوم ستكون أكبر منافس، أمّا إذا أردناه أن يكون مهرجاناً ثقافياً فنياً، كما كان دوماً، فإنّ علينا العودة إلى الهوية الأولى، حيث كركلا وفرقة لندن المسرحية وفرق الاوبرا الروسية والمسرحيات العربية الرائدة والعشرات من الشعراء العرب وأمجد ناصر على رأسهم، وفيروز، ومارسيل خليفة، ومعارض الكتب والتشكيل، ومسرحيات الاطفال، وغيرها من النشاطات التي تتجمّع في مكان واحد، يمتلك من المقومات ما لا يملكه مكان آخر في العالم.
 
اسمه مهرجان جرش، وجرش ينبغي أن تكون عنوانه الوحيد، ولهذا فمن المستغرب أن تجري الفعاليات الثقافية في عمّان أو غيرها، ونتمنى العودة عن هذه البدعة المستهجنة، خصوصاً وأنّ هذه السنة تختلف عن سابقاتها منذ سنوات وسنوات في عودة السياحة إلى المدينة، واكتظاظها بالمطاعم والمرافق السياحية الممتازة، ومعروف أنّ المسافة بين عمّان وجرش لا تستغرق بالسيارة أكثر من نصف الساعة.
 
ونسمع ممّن ذهبوا إلى المهرجان خلال السنوات القليلة الماضية ما لا يُرضينا، فالجمهور غاب عن جرش، وبدت الساحة الرئيسية وكأنّها تنصاع لقرار منع تجوّل، وساد الصمت شارع الأعمدة الذي كان يعجّ بالناس والباعة، ولم تكن هناك معارض كتب أو مواد حرفية تقليدية، وظلّ المسرح الجنوبي وحده يشهد اعداداً من الناس دخل أغلبهم باسلوبنا التقليدي حيث الواسطة والمعرفة، ولملء المكان ليس إلاّ.
 
وتربطنا بالمهرجان، وإدارته، علاقة صداقة ومحبّة، وهي تدفعنا إلى المصارحة قبل أيّ شيء، وهذه تقودنا إلى القول إنّ الهوية التي ميّزت ذلك اللقاء السنوي الرائد ضاعت، ونريد استعادتها، ونتمنى أن يكون الحبيب أمجد ناصر بيننا في جرش، وللحديث بقية!