الراي-لقد سررنا كثيرا لانشاء نقابه تمثل المعلمين، وتنقل همومهم ومطالبهم، وتعمل على تحسين اوضاعهم. ولكننا صدمنا لقرارات تدعو للاعتصام، والتوقف عن العمل، وتدعو الطلبه بعدم الذهاب الى مدارسهم.
اننا جميعاً، لا ننكر دور المعلم، والجهد الذي يبذله.
ولا ننكر حقه بتحسين وضعه الاقتصادي. والذي هو حق مكتسب، يتواءم مع ما يقدمه لتربية وتعليم ابنائنا. ومن يقول عكس ذلك فهو مجحف، ولكن ما هكذا تحقق المطالب والمكاسب.
وهناك قاعده فقهية تقول ( درء المفاسد، خير من جلب المصالح )
الا يرى اصحاب القرار في نقابة المعلمين، وهم اباء لطلبه على مقاعد الدراسه، ان انفلات ابناءنا وبناتنا في المدارس والشوارع التي لم يلتزم معلموها بدوامهم، في بداية العام الدراسي مفسده، الا يُعتبر خرقاً للانظمة والتعليمات الضابطة لعمل الموظفين.
الا يعتبر استخفافاً ومخالفةً وتهميشاً لحقوق ابنائنا في التعلم الآمن ؟
الا يعتبر تحريضاً غير مقصود على تعليم ابنائنا العصيان والتمرد والتسرب وعدم الانضباط ؟
فأين المعلم القدوة والنموذج، الذي كنا ولا زلنا نكن له الاحترام والتقدير ؟ هل تتوقعون ان يحترم ابناؤنا هذا المسلك ؟
وهذا النموذج الذي يراه ابناؤنا منكم، هل هذا هو حق الوطن عليكم ؟
يقول لي احد الطلبة في نهاية المرحلة الاساسية ( الاساتذة بدرسونا بدون نفس، وبعاملونا باحتقار وقرف )
انقل ما قاله هذا الطالب حرفياً.. انا ادرك ان هذا يطال ثلة قليلة من المعلمين السلبيين، ولكن الغالب بحسب يقيننا خيرون. فإذا اردنا ان نطالب بحقوقنا، فعلينا قبلها ان نقدم وبأمانة اقصى جهد ممكن في اداءاتنا.
لقد اصبحت العملية التعليميه برمتها على حافة الانهيار، في ظل الاختلال المهني والوظيفي والخلقي والقانوني للمجتمع برمته.
اعود واقول ان مخرجات العملية التعليمية بحاجة لمراجعة شاملة، تراعي كل مكونات العملية التعليمية، بدءأ بالطالب والذي هو محور العملية، ثم المنهاج، وانتهاء بالمعلم الذي هو عماد هذه العملية.
ويجب ان يشارك في هذه المراجعة نقابة المعلمين، والوزارة، والمؤسسات الاكاديمية ومراكز البحث، للوصول لبرامج وصيغ وتعليمات تكفل حقوق الجميع، وتعيد للمؤسسة التربوية ألقها وعزها، وتعيد للمعلم هيبته، وتحقق له العيش الكريم.
وبالمقابل ان تكون هناك اجراءات قانونية ضابطة بحق اي جهة او شخوص، يقصرون باداء واجبهم. وان لا تترك الامور تحت رحمة القرارات غير المدروسة، وبألاخص من ناحية التوقيت.
فلا يعقل ان تسكت النقابة طيلة العطلة المدرسية، وتصعد في بداية الدوام. فهل العملية كسر عظام، ضحيتها ابناؤنا.
كلنا امل ان يعي كل معلم دوره، وامانة ما انيط به، امام الله بداية، وامام اهالي الطلبة والوطن ثانياً،
وغالبية المعلمين هم على على قدر عال من الخلق والامانة والانتماء لوطنهم، وعلى قدر من صيانة شرف وظيفتهم والحفاظ عليها.
ندعوهم كاباء ومحبين ومقدرين لدورهم وجهدهم، للالتحاق بمدارسهم، تحقيقاً لحق وطنهم عليهم.
وندعوا القائمين على النقابة، ان يغلبوا لغة الحوار والجلوس الى الطاولة، لتحقيق مطالبهم والذي اعود واكرر انها حق شرعي، وان لايكون سلاحهم الاستنكاف عن الالتحاق بمدارسهم، لان هذا السلاح موجه لابنائنا وابنائهم، ولانه سلاح ذو مئة حد، وليس حدين.
والانتماء يقاس دائماً بالفعل لا بالقول، وانتم اهل الانتماء