Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jun-2016

لمـــاذا استهداف «مخابراتنا» الأردنية؟! - صالح القلاب
 
الراي -  حملة الإفتراءات والتشويه التي تعرضت لها المخابرات الأردنية وساهمت فيها فضائية كان هدف إنشائها هو الإستمرار في إستهداف الأردن وإلصاق كل خطيئة به حتى وإن هي حدثت في أقاصي الكرة الأرضية كما وساهمت فيها صحيفة أميركية معروفة كان المفترض أن تتحرى الدقة وأن لا تعتمد على مصادر إعتادت أن تبيع تقاريرها ومعلوماتها بـ»القطعة» ولمن يريد أن يشتري ولمن له مصلحة في تشويه صورة هذا البلد الذي يصمد صمود الجبابرة في وقت غدت تنهار فيه دولٌ كانت تعتبر نفسها رئيسية في هذه المنطقة، والتحامل عليه أكثر من اللزوم. 
حتى أهم مخابرات وإستخبارات العالم وفي مقدمتها الـ»سي.آي.أيه» الأميركية تعترف بأن المخابرات الأردنية من بين أهم الأجهزة الأمنية في الغرب والشرق وأنها تساهم مساهمات رئيسية في مواجهة الإرهاب والتصدي لكل تنظيماته وفصائله ليس في هذه الظروف الصعبة والخطيرة فقط وإنما منذ سنوات سابقة بعيدة والدليل هو أن الأمواج الإرهابية بقيت تتكسر على حدود  هذا البلد ، المملكة الأردنية الهاشمية، سابقاً ولاحقاً وحتى الآن . 
إن الأردنيين، بإستثناء البعض المتورمة صدورهم بالأحقاد وبصديد التآمر، يعرفون أنه لولا يقظة المخابرات الأردنية وتفوقها وملاحقة كل الذين يستهدفون بلدهم ، تنظيمات ومنظمات تقف خلف بعضها دول غدت معروفة ومكشوفة ، قبل أن يصلوا إلى حدوده والدليل هو أنَّ كل أردني وحتى خلال سنوات العواصف الخمس الأخيرة يأوي إلى فراشه في كل ليلة بدون كوابيس مرعبة ولا أحلام مخيفة وهو آمنٌ ومطمئنٌ على أرزاقه وأطفاله وبالطبع على نفسه قبل كل شيء. 
ربما تقع بعض الأخطاء الصغيرة فعلاً قياساً بكل هذا الذي تتعرض له هذه المنطقة لكن ما يسجل لـ»مخابراتنا» نعم «مخابراتنا» الأردنية أنها إعتادت وعودتنا على وضع يدها على هذه الأخطاء كلها.. وجلَّ من لا يخطىء ولا تغمض له عين وهذا حصل مثله وأكثر كثيراً منه في الدول المتفوقة أمنياً وإستخباراتياً وحيث أن موازنة أيٍّ من أجهزتها تزيد عن موازنة الدولة الأردنية ربما بألف مرة . 
نعم.. لقد وقعت بعض التجاوزات حتى على مستوى المواقع القيادية في مخابراتنا الأردنية لكن الرَّد على هذه التجاوزات كان سريعاً وكانت العقوبات رادعة إذْ أنه في هذا المجال لم تكن هناك :»لحية ممشطة»، كما يقول المثل الشعبي الأردني، والمعروف أنَّ هناك من يقبع الآن وراء قضبان الزنازين والسجون منذ سنوات طويلة :»ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب». 
إنَّ هذه الحملة المسعورة الظالمة التي تتعرض لها مخابراتنا الأردنية عندما تأتي في هذا الوقت بالذات وعندما يكون بوقها الإعلامي هو هذه الفضائية التي جرى إنشاؤها من أجل هذه الغاية ومن أجل تدمير الصورة العربية النظيفة فإن المؤكد أن الهدف هو شلُّ هذا الجهاز والتأثير على معنوياته وذلك في الوقت الذي يحتل فيه الخنادق الأمامية في مواجهة «داعش» وباقي المجموعات الإرهابية وهذا بالإضافة إلى كل من يستهدف الأردن ويستهدف الشعب الأردني .  
وهنا فإنه لا بدَّ من الإستعانة ببيت الشعر القائل:
وسوى الروم خلف ظهرك روم 
فعلــى أي جـــــانبـيـك تميــــلُ 
رحم الله أبا الطيب المتنبي.. فالمشكلة عندنا هي أن هناك طابوراً خامساً بين ظهرانينا يضم بعض الذين تقلبوا لسنوات طويلة في مواقع المسؤولية هو من يقف وراء حملات التشويه هذه وهو من «يُفَبرِك» كل هذه المعلومات الخاطئة ويوصلها مدفوعة الثمن إلى وسائل الإعلام الآنفة الذكر المشار إليها وإلى بعض الهيئات الغربية التي تحمل أسماءً متعددة والتي بإسم دفاعها عن الديموقراطية والحريات العامة تتقصد تشويه أجهزتنا ومؤسساتنا الوطنية .