Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Mar-2018

ماذا يفعل (نتنياهو) في (واشنطن)؟ - د. صفوت حدادين

الراي -  اليوم يتحدث «نتنياهو» الذي وصل «واشنطن» مع زوجته «ساره» نهاية الأسبوع الماضي أمام عشرين ألفاً من حضور مؤتمر «AIPAC -«لجنة الشؤون العامة الأميركية الاسرائيلية- ليعرض تصوراته للعلاقة الأميركية-الاسرائيلية في ظل الدعم غير المحدود الذي تتلقاه «اسرائيل» من ادارة «ترمب».

«نتنياهو» اليميني المتطرف يعلم أنه يتحدث أمام آلاف من الأميركيين اليهود الذين بينهم عددا كبيرا من غير المتدينين لكنهم في ذات الوقت مهتمين بتوفير دعمٍ كبيرٍ لاسرائيل و بالنسبة لهم وجود حكومة يمينية في اسرائيل يعيق مساعيهم لتوجيه الدعم الأميركي لاسرائيل لا سيما و أن اليمين الاسرائيلي يتراخى في تسهيل دخول اليهود غير المتدينين إلى الحائط الغربي ويتعامل بقسوة مع المهاجرين الأفارقة في «اسرائيل» و يخيرهم ما بين السجن أو العودة إلى بلادهم و بالتالي فإن «نتنياهو» المعروف بمراوغته سيبذل جهداً كلامياً كبيراً لأرضاء الجمهور الذي يتحدث إليه و هو الذي يضم في ذات الوقت، قيادات اللوبي اليهودي في أميركا الذي يسعى «نتنياهو» إلى تأمين دعمه في مواجهة تحقيقات الفساد التي تلاحقه و زوجته في قضية الرشوة المتعلقة بصفقات اعلامية مع رجل أعمال مهم في قطاع الاتصالات و ناشر لصحيفة يشتبه بأنها قدمت دعماً اعلامياً لنتنياهو في مقابل دعم تشريعي من الأخير.
الاعلام الاسرائيلي يعتبر أن «نتنياهو» يستغل زيارة العاصمة الأميركية لحماية مستقبله السياسي و مواجهة تهم استغلال الوظيفة التي خصع و زوجته لتحقيقاتها قبل يوم من سفره إلى «واشنطن» و يذكّر أن سلفه «ايهود اولمرت» الذي يقبع خلف القضبان فعل ذات الشيء.
«نتنياهو» يحاول اختراق قيادات اللوبي اليهودي من زاوية أنه رئيس الوزراء الاسرائيلي الوحيد الذي استطاع انتزاع قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس من الادارة الأميركية حتى أنه تبجح أكثر أمام الصحفيين الاسرائيليين في مطار «بن غوريون» بأن زيارته مهمة جداً و أنه يأمل باقناع الرئيس الأميركي بحضور افتتاح السفارة الأميركية في القدس شخصياً في شهر أيار.
كل هذه التفاصيل تبقى هامشية أمام الغاية الأخطر من الزيارة، ألا و هي وضع اللمسات الأخيرة على بنود «صفقة القرن» التي طبخها الصهر اليهودي للرئيس مع يهودي آخر ضمن ادارة ترمب هو «جيسن جرين بلات» بمشاركة سفير الادارة الأميركية الحالية في «تل ابيب»، اليهودي المتدين. بمجرد مغادرة «نتنياهو» واشنطن، ستبدأ بنود الصفقة بالانكشاف.
ادارة «ترمب» كانت تأمل بإذعان فلسطيني يؤمن ل»ترمب» نجاح سياسي محلي و عالمي لكن آخر اهتمامات الرئيس محمود عباس أن يشتري تهمة خيانة جديدة و هو في هذا العمر المتقدم و لم يخف «أبو مازن» تخوفه هذا عن قيادات فلسطينية مؤخراً حسب تسريبات اعلامية.
«عباس» قلب الطاولة مبكراً على «ترمب» و «نتنياهو» و هو بهذا، على الأقل، منع عن صفقة مشبوهة صفة الثنائية و جنّب الفلسطينيين أن يكونوا طرفاً فيها بما يضفي شرعية على قرار «ترمب» بخصوص «القدس».
تأثير ما يفعله «ابو مازن» ربما يكون محدوداً في مواجهة اعلان اميركي مرتقب للصفقة يترافق مع اعلان التزام اسرائيلي ببنودها و الشروع بتنفيذها فوراً لكن لرئيس «عباس» يستحق التفافاً فلسطينياً كاملاً حوله في هذه الأثناء فهو يناطح بقرون من طين ادارة أميركية متعجرفة و طرف اسرائيلي محتل لا تفي أي كلمات بما يلائمه من وصف!.
sufwat.haddadin@gmail.com