الغد
معاريف
افرايم غانور
ستذكر أيام ولاية حكومة اليمين الحالية وستخط في تاريخ شعب إسرائيل كالايام الأكثر ظلامية في تاريخ دولة إسرائيل، وليس فقط بسبب كارثة 7 أكتوبر وحرب السيوف الحديدية الطويلة والمضنية.
في الليلة التي بين الاثنين والثلاثاء في أروقة مجلس الامن في الأمم المتحدة سجلت حكومة اليمين هذه فشلا ذريعا آخر وفصلا بائسا وأليما في تاريخ الدولة – اعتراف الأمم المتحدة بمجلس السلام الذي أقامه الرئيس ترامب للاشراف على القوة الدولية التي سترابط في قطاع غزة وستحيد بشكل واضح قدرات الجيش الإسرائيلي على العمل في الحاضر وفي المستقبل في القطاع. في هذه المكانة الاحتفالية في أروقة الأمم المتحدة، باتت حكومة اليمين هذه – مع نتنياهو على رأسها والى جانبه سموتريتش وبن غفير – شريكا عمليا في وضع حجر الزاوية للدولة الفلسطينية، والتي ابتعدوا عنها كما يبتعد المرء عن النار.
في هذا الواقع كما هو فان من لا يريد لقوة حفظ نظام من السلطة الفلسطينية أن تدخل الى قطاع غزة في اليوم التالي وتدير الحياة هناك، سيحصل الآن على جنود اتراك، قطريين، مصريين ومن السلطة الفلسطينية أيضا، واساسا كان سبق ان حصل على فرع للبنتاغون في كريات جات والذي بموجب كلمته تحسم الأمور.
في إطار كل هذا ستواصل البقاء في غزة نواة حماس التي ستنمو من جديد دون أن تنزع سلاحها. سموتريتش ورفاقه في احلامهم المسيحانية يمكنهم أن "يتواسوا" بحقيقة أنه بدلا من تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة سيعود هناك الاتراك. الى جانب كل هذا بُشرنا هذا الأسبوع بقلق عظيم بان الإدارة الاميركية تعتزم تزويد السعودية بطائرات F35.
في إطار استعراض تاريخ قصورات هذه الحكومة، اخفاقها وخطاياها سنذكر معظمها دون أن نركز عليها كلها مثل نوايا الانقلاب النظامي وتداعياته، قانون التملص من الخدمة للحريديم، انعدام الحكومة، الجريمة والفساد المستشري، حوادث الطرق، الاعتراض القاطع على إقامة لجنة تحقيق رسمية، اهمال القتل والجريمة في الوسط العربي، الفشل في إعادة الحياة الى شمال الدولة وجنوبها، الشرخ الرهيب الذي احدثته هذه الحكومة بالشعب، اهمال التعليم واهمال الصحة.
ان تاريخ ثلاث سنوات حكم ظلامية يصعب جدا التباهي والتفاخر بها. وحتى الإنجازات التي تحققت هي بالأساس ثمرة مشاركة الرئيس الأميركي ترامب، الجيش والموساد.
من يومها الأول عملت الحكومة أساسا للحفاظ على بقائها من خلال اضعاف منظومة القانون، القضاء والحكم والقاء الديمقراطية الى سلة القمامة، وذلك بهدف إقامة نظام جديد يسمح لها بان تفعل كما تشاء من اجل وفي صالح جماعاتها ومقربيها.
حكومة يمين تحدثت فقط عن مبادئ يمين، وفي لحظات الحقيقة اختفت المبادئ واختفى اليمين. انظروا الى سلوكها اليوم، حين فقدت دولة إسرائيل في عهد حكمها حريتها الكاملة وأصبحت دولة مرعية أمريكية. الرئيس ترامب "يتاجر" بأمنها ومستقبلها كما يتاجر بالعقارات واحد لا ينبس ببنت شفه.