Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2017

تركيا والاردن: 70 عاماً على رحلة الصداقة المميزة - مراد كاراغوز
 
الراي - يقول المثل العربي: «ليس هناك شيء على هذه الأرض أثمن من الصداقة الحقيقية». وأعتقد أن هذه الكلمات هي الأنسب لوصف 70 عاما من الأخوة بين تركيا والأردن.
 
هنالك تاريخ مشترك لما يقارب 400 عام بين الاردن وتركيا، حيث اكتسبت العلاقات الودية بين البلدين تسارعا مع تأسيس الجمهورية التركية عام 1923. فقد زار الملك عبد الله الاول تركيا في عام 1937 والتقى مع مصطفى كمال اتاتورك. وخلال هذه الزيارة والزيارات الاخرى التي تمت في عامي 1947 و1951 لفت الملك عبد الله الاول انتباه الشعب التركي بذكائه وفطنته في الشؤون الدولية.
 
وخلال زيارة الملك عبد الله الاول في كانون الثاني / يناير 1947، التي جاءت بعد عدة أشهر من حصول الأردن على استقلاله، وقع الملك عبد الله الأول مع الرئيس التركي آنذاك عصمت اينونو «معاهدة الصداقة والتعاون». ولا تزال هذه الوثيقة المهم سارية المفعول حتى اليوم، وتنص على «يسود سلم وصداقة دائما بين الجمهورية التركية والمملكة الأردنية الهاشمية وشعبيهما». وبهذه المعاهدة، التي تهدف إلى توطيد وتعزيز الروابط، قرر الجانبان إقامة علاقات دبلوماسية. وفي 28 نيسان/ أبريل 1947 افتتحت السفارة التركية في عمان.
 
واليوم، تتمتع تركيا والأردن بصداقة أبدية قائمة على التاريخ المشترك والقيم المشتركة. العلاقات السياسية بين البلدين ممتازة، والزيارات المتبادلة تستمر في مسارها الطبيعي. الى جانب الرحلات اليومية بين عمان-اسطنبول وعمان-انقرة، كما أنه يستفيد شعبياً البلدين من نظام الإعفاء المتبادل من التأشيرة. وعلاوة على ذلك، تلعب اتفاقية التجارة الحرة دورا أساسيا في زيادة حجم التجارة الثنائية الذي بلغ مليار دولار أمريكي في عام 2014. تعتبر اسطنبول وبودروم من الوجهات المفضلة للسياح الاردنيين. كما يزداد باطراد عدد الأتراك الذين يزورون إحدى عجائب الدنيا السبع البترا، فضلا عن وادي رم والبحر الميت. وتحظى العلامات التجارية التركية باهتمام واعجاب الشعب الأردني سواء كانت الملابس أو السلع البيضاء. أذواقنا هي أيضا متشابهة. ويفضل الاردنيون المطبخ التركي على نطاق واسع في حين يتعامل الشعب الأردني مع كل مواطن تركي على أنه «قريب له» ويحتضنه بكرم ضيافته. كما أننا نتشارك في الأفراح والأحزان. فلذلك لم يكن من المستغرب أنه تم حتى الآن بث 70 مسلسلاً تركياً في الأردن.
 
التعليم هو ركيزة مهمة في علاقاتنا. فقد بلغ عدد الطلاب الأردنيين الذين يدرسون في الجامعات التركية أكثر من 1500 طالب، بالمقابل أكثر من 100 شاب تركي من بينهم طلاب المنح الحكومية يواصلون تعليمهم العالي في مختلف الجامعات الأردنية. وكما أن عدد الطلاب الأردنيين الذين يتقدمون للحصول على منح دراسية في تركيا بازدياد مستمر.
 
ليس كل شيء مثالياً في هذا العالم، حيث تمر منطقة الشرق الأوسط بمرحلة حرجة، ونحن كبلدين محوريين في المنطقة نواجه أيضا تحديات مماثلة. إن مكافحة الإرهاب والتطرف، والحرب الدائر في سوريا، واستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين، وانغلاق الطرق التجارية هي ليست سوى بعض من هذه التحديات. تأتي الأردن وتركيا في مقدمة الدول التي تستضيف الملايين من اللاجئين السوريين. فهما من بين الدول السخية في العالم التي تنفق جزءا كبيرا من ناتجها المحلي الإجمالي على المساعدات الإنسانية أكثر من غيرها. وبالنظر إلى هذه الظروف الصعبة، وأيضا من أجل تحقيق الازدهار والرخاء لمواطنينا، ليس أمامنا خيار آخر سوى التشاور والتعاون حول القضايا التي تهم الجانبين. نحن نفعل ذلك ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد.
 
وقد أعطت الزيارات المتبادلة التي قام بها رئيس الوزراء داود أوغلو في آذار / مارس 2016 إلى الأردن والعام التالي زيارة رئيس الوزراء دولة الدكتور هاني الملقي إلى تركيا زخما للعلاقات الثنائية و لقد حان الآن وقت المتابعة. حيث ان الرهانات عالية في مجالات الاستثمار والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة والطيران المدني. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية، توجهت أربع وفود تجارية كبيرة من تركيا إلى الأردن، وكان آخرها في العقبة. نحن ,السفارة التركية نحاول توظيف كل امكانيات وقدرات تركيا لتعميق وتوسيع شراكتنا. وتعد الوكالة التركية للتعاون والتنمية (تيكا) والخطوط الجوية التركية ومركز يونس أمره الثقافي التركي ولجنة الصداقة التركية – الأردنية من اهم المساهمين في هذه العملية.
 
وسأكون مقصرا إذا لم أشر إلى الدعم والتضامن الكبيرين اللذين أبدتهما القيادة الهاشمية والحكومة والشعب الاردني للشعب التركي في فترة 15 تموز / يوليو من العام الماضي عندما واجهت تركيا محاولة الانقلاب الفاشلة من قبل المنظمة الإرهابية، FETÖ. ونحن نقدر عاليا الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأردنية لدعم قيمنا الديمقراطية المشتركة.
 
في الختام، اشير الى المثل التركي الذي يقول «لا يطول الطريق مع حسن المعاشرة». وأعتقد أن تركيا والأردن متجهان إلى السير جنبا إلى جنب لمسافات أطول نحو مستقبل أفضل لشعبيهما على أساس الاخوة.
 
وذكرى سنوية سعيدة بمرور سبعين عاما!
 
*سفير الجمهورية التركية