الغد
هآرتس
شلي حرمش
وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، قال الأسبوع الماضي "إن اسرائيل ستقوم بتوطين انوية ناحل (الشبيبة الطلائعية المحاربة) في قطاع غزة "لاعتبارات أمنية". في أعقاب رد فوري من قبل واشنطن لتراجع الوزير عن خطته هذه. القضية السياسية تستحق الاهتمام، بالطبع، لكن يجب عدم تجاهل القسوة والجهل اللذان سحق بهما كاتس معنى مفهوم "انوية ناحل". من الجدير إبلاغ وزير الدفاع وأصدقاؤه عن قصة الناحل، وهو السلاح الذي أقيم في بداية الخمسينيات بتعليمات من رئيس الحكومة في حينه، دافيد بن غوريون. في السنوات التي أعقبت انتهاء حرب التحرير كان مطلوبا الاستعداد للدفاع عن الحدود المخترقة للدولة. الفكرة التي كانت وراء إنشاء الناحل هي الدمج بين المنجل والسيف. ووفقا لذلك فقد تم وضع شعار هذا السلاح. جنود الناحل، بناء على ذلك، هم مقاتلون يدمجون بين الاستيطان والدفاع عن حدود الدولة. الفكرة تم تحقيقها بالفعل، من خلال إقامة مستوطنات عملت في الزراعة لتوفير الغذاء للمواطنين، وفي الوقت نفسه، شكلت حضورها الدائم على طول الحدود طبقا لشعار "الحدود تمر في التلم الأخير".
إن أبناء حركات الشبيبة الطلائعية، الذين تطوعوا للخدمة في الناحل، عملوا انطلاقا من المثالية، وكانوا مثالا يحتذى به في التفاني والريادة أثناء تنفيذ مهماتهم الأمنية. كان أعضاء الكيبوتسات مدنيون مسلحون، مستعدون للتعاون مع أي سيناريو أمني، فيما يعرف بالدفاع القطري.
الناحل لم تكن في أي يوم أداة لتحقيق مصالح حزبية لأي وزير. أعضاء الناحل ليسوا مرتزقة، يطلب منهم الاستيطان في أماكن لا تصلح لإقامة مستوطنات دائمة. صحيح أن هناك أصواتا متطرفة في أوساطنا، تدعو إلى توسيع التواجد المدني في قطاع غزة المدمر والمكتظ بالسكان، وتوطين انوية الناحل هناك. وهناك ايضا من يأملون في إقامة مستوطنات يهودية في جنوب لبنان وفي سورية. ولكن يصعب تصديق أن أي حكومة، مهما كانت متطرفة، تنوي تحقيق هذا الأمل. والدليل على ذلك، هو أنه بعد ساعة فقط على تصريح كاتس أصدر مكتب رئيس الحكومة بيانا قاطعا ينفي فيه هذه الادعاءات، والوزير تراجع عن موقفه.
الانتخابات التمهيدية لليكود تقترب، وكاتس مثل أصدقائه في الحزب، مستعد لإطلاق أي تصريح، وعد أو التزام، من أجل الحصول على المزيد من الأصوات في مركز الليكود، وفي الطريق إلى ناخبيه، هو لن يتردد في سحق إرث الاستيطان والأمن، مشروع حياة الكثيرين منا، الذين بذلوا فيه جهود كبيرة واعتبروه مجدا للمشروع الصهيوني. كان من الأجدر للوزير أن يوجه مهارته لمساعدة سكان الكيبوتسات في غلاف غزة، التي دفعت ثمنا باهظا بالدماء والدمار مثل، نير عوز الذي لم يتم تأهيله حتى الآن، في العودة إلى بيوتهم. ولكن كاتس، يسوق لخطة استيطان وهمية في داخل قطاع غزة، المدمر والمتعب.