Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jan-2019

رفض واستنكار ودعوات للتحقيق بعد كشف إسرائيل زيارة وفود عراقية إليها

 

مشرق ريسان
 
بغداد ـ «القدس العربي»: يعتزم مجلس النواب العراقي، الكشف عن أسماء الشخصيات السياسية الشيعية والسنّية التي زارت إسرائيل مؤخراً بصفة «غير رسمية»، فيما كشف سياسي عن زيارات متكررة لوفود إسرائيلية لإقليم كردستان.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان نشرته على موقعها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «ثلاثة وفود زارت إسرائيل خلال العام الأخير بصفة غير رسمية»، موضحة أن تلك الوفود «ضمت شخصيات شيعية وسنية وزعماء محليين لهم تأثير في العراق»، على حدّ قولها.
وطبقاً للبيان، فإن هذه الشخصيات «قد زارت متحف (ياد فاشيم) لتخليد المحرقة»، مشيرة إلى أن الوفود «اجتمعت ببعض الأكاديميين والمسؤولين الإسرائيليين».
وذكرت الخارجية أيضاً أن الوفد يضم «15 عضواً»، معلنة «دعمها هذه المبادرة».
ويأتي البيان الإسرائيلي بعد يوم واحد من معلومات كشفها الكاتب والصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين، تحدثت عن قيام ثلاثة وفود عراقية رسمية بزيارة بلاده، والقيام بالتفاوض على ثلاثة محاور.
وقال في سلسلة «تغريدات» نشرها على حسابه بـ«تويتر»، إن «ثلاثة وفود عراقية رسمية وصلت مؤخراً، وعلى مستوى رفيع، بعثتها الحكومة العراقية إلى أورشليم، تفاوضت معنا على ثلاثة محاور».
وعن المحاور الثلاثة، أوضح إنها تتضمن «الانسحاب الإيراني من جنوب سوريا مقابل وقف القصف الإسرائيلي»، إضافة إلى «حل الأحزاب الشيعية، ويعلن العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج التطبيع»، فيما اعتبر أن المحور الثالث «غير صالح للنشر».
وتابع في «تغريدة» أخرى، «لقد كشفت سابقا عن زيارات وفود عراقية إلى إسرائيل، واليوم كشف التلفزيون الإسرائيلي عن وصول ثلاثة وفود من العراق وليس من كردستان».
 
مقرب من الفتلاوي
 
وأضاف: «أحد الأشخاص هو مقرب جدا من حنان الفتلاوي، عندي بعض الأسماء لكن خوفا على حياة الأشخاص لن أفصح عنهم»
وتابع في «تغريدة» أخرى، «اعترف أنني لم أكن أعلم حول التقارب العراقي الإسرائيلي في الآونة الأخيرة. من مكالمات أجريتها منذ دقائق مع مسؤولين كبار في إسرائيل علمت أن أكثر من 12 نائبا زاروا إسرائيل سرا عبر الأردن أو تركيا أو دولة أوروبية من مطلع عام 2018 «، وزاد: «عيون صدام تشوف». وفي منشور منفصل على حسابه بـ«فيسبوك» قال كوهين، «‏أكثر من 30 نائبا عراقيا يطلبون زيارة إسرائيل سرا».
وعلى خلفية ذلك، طالب عضو هيئة رئاسة مجلس النواب، حسن الكعبي، أمس الاثنين، وزارة الخارجية العراقية، بالتحقيق بما ورد في وسائل إعلام غربية وإسرائيلية بشأن زيارة ثلاثة وفود عراقية إلى إسرائيل.
ووجه، حسب بيان صحافي، لجنة العلاقات الخارجية النيابية بـ«التحقيق في حقيقة هذه الزيارة ومدى دقتها، والكشف عن أسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة، وبالخصوص من أعضاء مجلس النواب، إن صحت الزيارة».
وأوضح أن «قضية الذهاب للأرضي المحتلة خط أحمر ومسألة حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين في أقصى مشارق الأرض حتى مغاربها».
في الأثناء، كشف النائب السابق عن محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي، عن زيارات سابقة لوفود من إسرائيل، إلى إقليم كردستان، للمشاركة في مسابقات وفعاليات أقيمت هناك، مطالباً في الوقت ذاته بتطبيق قانون العقوبات العراقي على كل شخصية تقوم بعمل من شأنه «تطبيع العلاقات مع إسرائيل».
وقال اللويزي، وهو عضو في تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، لـ«القدس العربي»، إن «زيارة وفد عراقي إلى إسرائيل يعدّ «جريمة يحاسب عليها قانون العقوبات العراقي النافذ»، مبيناً إنه «ما دام وجود نص صريح بذلك وموضوع موضع التنفيذ، فإن كل شخصية سنية أو شيعية، مهما كان توجهها يجب محاسبتها».
 
تل أبيب أكدت أنها ضمت شخصيات شيعية وسنية وزعماء محليين
 
وأضاف: «الساسة العراقيون لم يتركوا جهة أو أي دولة عربية أو إقليمية أو دولية إلا وتداعوا عليها. مع الأسف الشديد لم يبق لدينا انتماء لهذا الوطن، وكرامة وخطاب خارجي موحد. هذا أمر معيب ومشؤوم».
وأشار إلى أن «في حال كانت هناك رغبة للعراق في التعاطي مع القضية الفلسطينية، يجب أن تكون من خلال الجامعة العربية والمقررات السابقة التي وافق عليها العراق. هذا ما يحدد سياسة العراق الخارجية»، معتبراً الزيارة أنها «فردية تنعكس على البلد عموماً، وتضعف السياسة الخارجية وتجعلها غير واضحة المعالم ومرتبكة ومتداعية». وحسب السياسي العراقي، «حتى وإن انتهى العراق أو الطبقة السياسية أن يحذو حذو بعض الدول، مع الأسف، التي بدأت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيجب أن يكون ذلك بشكل واضح وسياسة واضحة»، موضّحاً أن «الزيارات من تحت الطاولة بهذا الشكل الخطير، تعتبر تعدياً على القانون العراقي، الذي يجرّم تطبيع العلاقات مع إسرائيل».
وطالب، «الحكومة العراقية والبرلمان والقضاء، اعتبار أن البرلمان جهة رقابية، والقضاء والمدعي العام، معني بتحريك الدعاوى على أي شخصية سياسية قامت بهذا الفعل»، معتبراً أن «التطبيع لا يتعلق بفعل معين ومحدد، حتى يمكن أن نقول بأن مجرد الزيارة لا تعني تطبيع».
وطبقاً للمصدر، «سابقاً كنا ندرس في كلية القانون موقف العراق عندما يوقع على أي اتفاقية دولية تكون في أي ملف سواء تربوي أو بيئي أو غيرها، كان ممثل العراق يوقع علي الاتفاقية ويكتب على أن لا يعتبر هذا التوقيع اعترافاً بإسرائيل، خشية من الآثار الجانبية للتوقيع. بهذا المستوى من الحذر والموقف الواضح كانت السياسية العراقية تدار».
ومضى إلى القول: «اليوم هذه السياسة خاضعة للمصالح الشخصية والمزايدات، خصوصا في القضايا المهمة من بينها القضية الفلسطينية»، كاشفاً في الوقت عيّنه عن «مشاركة سابقة لوفود إسرائيلية في مسابقة في إقليم كردستان».
 
تطبيع
 
وتابع: «هناك صلاحيات اتحادية لا يجوز للإقليم ممارستها، من بينها السياسة الخارجية للبلد. ليس من حق الإقليم أن يستضيف وفد من إسرائيل أو يسهم في تطبيع الأوضاع خلافا لموقف الدولة العراقية»، لافتاً إلى أن «هناك سياسيين عراقيين يعتبرون علاقاتهم مع دول إيران والسعودية وتركيا مقدسة، هؤلاء السياسيين يحاولون الحصول على مكاسب شخصية لدعم موقفهم. هذه الحالة أصبحت ظاهرة». على حدّ قوله.
يشار إلى إن اللويزي من بين أسماء المسؤولين العراقيين الذين أعلن كوهين عن زيارتهم لإسرائيل، إذ قال الكاتب الإسرائيلي في «تغريدة» له، «هؤلاء النواب أو أشخاص من طرفهم كانوا ضمن الوفود التي زارت إسرائيل: ممثلون السنة، أحمد الجبوري عن نينوى، أحمد الجربا عن نينوى، عبدالرحمن اللويزي عن نينوى نائب سابق، عبدالرحيم الشمري عن نينوى، بالإضافة إلى خالد المفرجي عن محافظة كركوك، وعالية نصيف عن بغداد شيعية».
وأضاف: «أكيد جميع النواب الذين ذكرتهم سينكرون زياراتهم لإسرائيل»، موضّحاً في «تغريدة» أخرى: «العراقيون حطموا الرقم القياسي بالنفاق. الوفود العراقية تزدحم على إسرائيل، ثم يتهمون كردستان أن لها علاقة مع إسرائيل، لماذا حلال على العراقيين وحرام على الكرد؟». في الأثناء، رجحت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، أن يكون ما أعلنته الخارجية الإسرائيلية عن زيارة ثلاثة وفود حزبية عراقية إليها، «جزء من لعبة هدفها خلق فتنة داخل العراق»، مشيرة إلى أن «الموضوع من اختصاص جهازي المخابرات والأمن الوطني، وهما المعنيان بتوضيح حقيقة تلك الادعاءات أو نفيها».
عضو اللجنة النائب فرات التميمي، قال في تصريح صحافي، إن «اللجنة لديها استضافة الأربعاء المقبل لوزير الخارجية، وسيتم خلالها طرح عدة مواضيع تخص الشؤون الخارجية للبلد وسيتم من بينها طرح قضية ما تم تداوله من تصريحات نسبت للوزير حول موقفه من حل الدولتين للقضية الفلسطينية».
وبين أن «قضية ما طرح عن زيارة وفود حزبية عراقية إلى إسرائيل سيتم طرحه أيضا ضمن الاستضافة كموضوع جانبي من باب الاستيضاح كونه ليس من اختصاص وزارة الخارجية على اعتبار أن الزيارة إن حصلت فعلياً فلن تكون بعلم أو موافقة وزارة الخارجية».
وأضاف أن «موضوع الزيارة، إن حصلت فعلاً، فهي من مسؤولية الجهات الأمنية وتحديدا جهازي المخابرات والأمن الوطني وعليهما بيان حقيقة تلك الادعاءات وتوضيح مدى صحة تلك الادعاءات»، مرجحا أن «تكون تلك التصريحات من إسرائيل جزء من لعبة قامت بها إسرائيل بغية خلق فتنة داخل العراق».
لكن السياسي العراقي مثال الألوسي، زعيم حزب الأمة العراقية، دعا العراق إلى فتح قنوات مع إسرائيل.
وقال في تصريح صحافي، إن «الزيارات إلى إسرائيل تكون سرية كونهم يخشون الجماعات المرتبطة بإيران وبالقاعدة أو بداعش من تصفيتهم»، مبينا أن «هذا يدل على أن الحريات في العراق مازالت متراجعة، والمواطنون يخشون الإرهاب المنظم في الشارع».
وسبق للسياسي العراقي أن زار إسرائيل، وأعلن ذلك بشكل رسمي.
وأضاف: «من الخطر والغريب في هذه الأنباء، تقول إن هناك ممثلين للأحزاب الإسلامية هم الذين يزورون إسرائيل وهذا يدل إزدواجية هذه الأحزاب»، معتبراً أن «على العراق من خلال الخارجية أو مجلس النواب فتح قنوات مع إسرائيل كما فتحت إيران بزمن الخميني، فيجب تقديم المصالح العراقية فوق أي مصالح أخرى، وهذا هو المهم للعراق في المرحلة المقبلة».