Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2019

هذه حملة.. ولكن الموضوع مهم

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
شمريت مئير 10/9/2019
 
في عمر 70، بعد ست حملات انتخابية، يبدو أنه نفذت الالمعيات للحملة، ونتنياهو يكرر نفسه: الاعلام معادٍ، العرب يتدفقون بكميات/يزورون الانتخابات، وبالطبع حبكة كل الازمنة. ايران، ايران، ايران.
ومع ذلك، حتى لو كان كشف المنشأة النووية الايرانية في إبادة يخدم احتياجات نتنياهو السياسية العاجلة، الا انه ما يزال مهما بحد ذاته.
في خلفية الامور، جهود الرئيس الفرنسي ماكرون لانقاذ ايران من خناق عقوبات ادارة ترامب ومنح الاتفاق النووي التنفس الاصطناعي. لهذا الغرض فانه يريد ان يمنح ايران خطا ائتمانيا بـ 15 مليار دولار. وبالتوازي، بذل جهدا لتنظيم لقاء بين ترامب وبين الرئيس الايراني روحاني. ماكرون الطموح قصد حتى موعد انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة التي تبدأ، بالمناسبة، بالضبط في يوم الانتخابات. اما ترامب، كما يشهد هو عن نفسه، فمعني بمثل هذا اللقاء، وذلك اساسا منعا لتدهور الوضع في الخليج الى مواجهة عسكرية مباشرة ولكن ايضا لغرض تجربة قوته في المفاوضات على صفقة محسنة مع الايرانيين. غني عن الاشارة ولكننا سنشير مع ذلك الى أن وضع يكون فيه ترامب عديم الفهم في المفاوضات في موضوع مركب بهذا المستوى مثل النووي الايراني، هو وصفة للكارثة.
عندما قال نتنياهو امس “مع ايران ينبغي التصدي بواسطة الضغط، الضغط والمزيد من الضغط”، فانه اطلق رسالة علنية الى ترامب، بعد أن كانت الرسائل السرية على ما يبدو غير كافية، ولكن ترامب ليس الوحيد الذي يحتاج الى هز. فالمحيط المناهض لايران في واشنطن يغفو في الحراسة. وزير الخارجية بومباو، الذي صاغ في حينه 12 شرطا متصلبا للعودة الى المفاوضات مع ايران، يسير على الخط مع ارادة زعيمه، وذلك على ما يبدو انطلاقا من التفكير في لاحق حياته السياسية. اما بولتون فيتعاطى ترامب معه باستخفاف بسبب ميله لتخريب اتصالات الحل الوسط في كل جبهة محتملة، من افغانستان وحتى كوريا الشمالية. أما اعضاء الكونغرس ومعاهد البحث ذات الصلة، مثلهم مثل نتنياهو ملتزمون ايديولوجيا لترامب بقدر يجعل من الصعب عليهم توجيه النقد له.
ان من حظ نتنياهو هو أن شروط مثل هذا اللقاء لم تنضج قبل الانتخابات، إذ ان مصافحة ترامب مع الرئيس الايراني كانت ستكون ضربة قاضية لمكانته. تلتقي السياسة الخارجية اضطرارات سياسية داخلية كل الوقت وفي كل مكان. نتنياهو لم يخترع هذا ولكنه بالتأكيد جعل منه عادة. في هذه الحالة لعل هذا يجدي نفعا: فالجنون في البيت الابيض يجعل من الصعب جدا على جهاز الامن تفضيل معالجة الموضوع الايراني. عندما وقع الاتفاق النووي، مهما كان سيئا، كانت فرضية العمل أنه توجد نافذة زمنية بين 8 و 10 سنوات لن تقتحم فيها ايران نحو القنبلة. وازيحت المقدرات نحو معالجة تثبيت وجود الحرس الثوري في سورية. مع خروج الولايات المتحدة من الاتفاق عاد الاهتمام الاستخباري الى النووي. والان، يعيش الجميع – بما فيهم المؤسسة الامنية الامريكية – في حالة من انعدام اليقين في اعقاب الفوضى التي يفرضها ترامب.