Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

محور خطیر - ھلیفي أفرایم
یدیعوت أحرونوت
 
الغد- منذ زیارة جون بولتون، مستشار الامن القومي الأمیركي إلى إسرائیل الأسبوع الماضي، لم
تصدر إسرائیل اي بیان رسمي عن مضمون المحادثات التي اجراھا مع نظرائھ الإسرائیلیین في
موضوع علاقات إسرائیل والصین. ومع ذلك، فإن محللین وصحفیین واصلین إلى كبار المسؤولین الإسرائیلیین، أفادوا أن إسرائیل في عملیة تصمیم للسیاسة في المواضیع التي طرحھا
المندوبون الأمیركیون، وان طواقم إسرائیلیة ستبلور رزمة ترتیبات بواسطتھا تتقرر ھذه
المجالات الحساسة.
یبدو أن سیاسة ”السیر بین القطرات“ الإسرائیلیة استنفدت نفسھا تجاه القوتین العظمیین، وانھ
قریبا ستعرف المنظومات الإسرائیلیة، سواء في مجال الامن او في مجال التجارة والاستثمار،
لمن تتجھ وممن تأخذ الاستشارات والتعلیمات. وفي ھذه الاثناء، فإن القدس الرسمیة تصمت. لقد
سبق الخطوة الأمیركیة الاسبوع الماضي سلسلة طویلة من اللقاءات بین محافل أمیركیة رسمیة،
عاملة وسابقة، مع اصدقائھا في البلاد، وعلى ألسنتھا كانت رسائل متشابھة تحذر من القلق
الأمیركي المتصاعد من الانفتاح المبالغ فیھ لإسرائیل تجاه الصین.
وقد اجمعت ھذه المصادر سواء من الادارات الحالیة ام السابقة وأبرزت وحدة في الرأي في
الولایات المتحدة بین الحكم والاوساط الاكادیمیة في ھذه المسألة. فتطور المعرفة والتكنولوجیا،
الذي نفتخر بھ لا یعتمد فقط على تمیزنا الذاتي بل وأیضا على التعاون الحیوي مع مختصي
المعرفة والتكنولوجیا في الولایات المتحدة وفي غرب اوروبا. في ھذا السیاق برزت أھمیة لبیان
الاتحاد الاوروبي قبل نحو شھر بأن القارة ستكون مطالبة بفحص عمیق للعلاقات مع الصین في
مواضیع ”الموانئ والتكنولوجیا“.
فاذا كان الأمیركیون والاوروبیون سیخشون من أن تتطور إسرائیل إلى مكان تتمكن فیھ الصین
من نیل قدرة على الوصول إلى الاسرار التجاریة والعلمیة – فإن انجازات إسرائیل في العقود
الاخیرة ستشھد خطرا وجودیا. ھذا لیس قولا بلا أساس. لیس ثمة أحد في إسرائیل یعتقد أنھ
یمكن ومرغوب فیھ تجاھل الصین التي توسع تواجدھا او نفوذھا في منطقتنا.
فالعلاقات التجاریة مع القوة العظمى الاقلیمیة الجدیدة ھذه مطلوبة ومرحب بھا. ومن اجل
تطویرھا عرفت إسرائیل في السنوات الاخیرة كي تتجاھل علنا ان الصین ھي مستثمرة
استراتیجیة في إیران، سواء في المستوى الأمني أو في المستوى الصناعي- الاستراتیجي. وھي
لم تطلب أبدا من الصین، لا علنا ولا في الخفاء، ان تنسحب من الاتفاق النووي للقوة العظمى
بقیادة الرئیس اوباما. مثل روسیا، تتمتع الاثنتان بـ ”حصانة إسرائیلیة“ كاملة. یمكن أن نتفھم ھذا
التجاھل المزدوج، ولكن إلى جانبھ مطلوب حذر خاص من اجل خدمة مصالحنا الحیویة.
تعمل الصین ھذه الایام على تثبیت نفسھا كقوة عظمى متواجدة في الحوض الشرقي للبحر
المتوسط. وفي نفس الوقت فإن إیران أیضا، حلیفتھا، تعلن عن نوایا للتمرس في ھذه المنطقة.
عندما تكون روسیا، الصین وإیران تبحر في شرق البحر المتوسط، تعطي صداھا في آذاننا
اقوال قائد سلاح البحریة الأمیركیة السابق، الادمیرال غاري رفھت، صدیق إسرائیل الذي قال
ان التواجد الصیني على مقربة من المكان، سیضع مصاعب امام السفن الحربیة الأمیركیة
للرسو في حیفا كمیناء بیتي.
ھناك مجالات واسعة للتعاون بین الصین وإسرائیل واستغلالھا مطلوب جدا لاقتصادنا. ولكن
قاعدة متینة لاستمرار ناجح لذلك یستوجب ارادة طیبة متبادلة صینیة – إسرائیلیة وحمایة
حریصة لذخائرنا الحدیدیة مثل المصالح المتمثلة بمرسانا الاستراتیجي في واشنطن.